الناطق السابق باسم ملك المغرب: «واشنطن» نسفت عملية السلام ولم تعد وسيطاً نزيهاً

كتب: بهاء الدين عياد

الناطق السابق باسم ملك المغرب: «واشنطن» نسفت عملية السلام ولم تعد وسيطاً نزيهاً

الناطق السابق باسم ملك المغرب: «واشنطن» نسفت عملية السلام ولم تعد وسيطاً نزيهاً

قال المفكر المغربى الدكتور حسن أوريد الناطق الرسمى للقصر الملكى المغربى سابقاً، إن الملك محمد السادس، ملك المغرب ورئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامى، قام باتصالات مكثّفة لحشد رفض دولى لقرار الولايات المتحدة، باعتبار القدس المحتلة عاصمة للاحتلال الإسرائيلى، مؤكداً أن الولايات المتحدة بهذا القرار نسفت عملية السلام برمتها، ولا يمكن أن تبقى وسيطاً فى هذه العملية.. وإلى نص الحوار:

ما تأثير القرار الأمريكى على الوضعية القانونية للمدينة المقدّسة؟

- هناك ترسانة قرارات صدرت من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولا شك أن ما اتّخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وضع غير صائب من الناحية القانونية، ولم تعترف أى دولة بالاحتلال منذ 67، ونقل السفارة ليس فقط عملية سياسية بقدر ما هو عملية تحايل على القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية. ورغم هذا فإن الوضع القانونى ليس مهماً بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، وبالنسبة إلى إسرائيل ليس هناك جديد، فهى القوة القائمة بالاحتلال، لكن الجانب القانونى كان مهماً للولايات المتحدة، لأن قرارها غير شرعى من الناحية القانونية، ولا توجد دولة واحدة اعترفت بالوضع الاحتلالى، فكيف تتّخذ الولايات المتّحدة قراراً كهذا، وهى دولة عضو فى مجلس الأمن الدولى، ويجب أن تُعزز احترام الشرعية الدولية والقانونية.

{long_qoute_1}

ما تأثير القرار على دور الولايات المتحدة فى القضية الفلسطينية؟

- الخطوة الأمريكية تنسف عملية السلام من الأساس، وأعطت زخماً لعملية الوساطة فى مسلسل السلام وأوسلو، الذى رعته الولايات المتّحدة منذ عقود، وقرار دونالد ترامب يُجهز تماماً على مسار السلام ويُدخل المنطقة فى دوامة، لا تعرف كيف تخرج منها. الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً نزيهاً، ولا راعياً للسلام فى الشرق الأوسط، وكان هذا المفهوم يفترض أبعاداً سياسية وأخلاقية، ونحن نعرف أنه بعد سقوط حائط برلين فى بداية التسعينات انتهت القطبية الثنائية، وكان يمكن أن تقوم الولايات المتّحدة بقيادة المجتمع الدولى، لكنها حالياً أثبتت فشلها فى جميع الأزمات التى تدخّلت بها، والعالم حالياً ينتقل إلى عالم متعدّد الأقطاب، يمكن أن تسهم فى حل مشكلاته الكثير من القوى العالمية مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبى وغيرها.

هل تعنى أن العرب مطالبون الآن بالبحث عن وسيط آخر للسلام؟

- روسيا أصبحت فاعلاً أساسياً فى المنطقة، وروسيا كانت حاضرة اسمياً بعد سقوط حائط برلين، وحالياً السلطة الفلسطينية تتوجّه نحو روسيا، وأيضاً الصين، ولا يمكن أن تظل المنطقة رهينة الأحادية القطبية، وهناك حضور قوى فى ما يخص الملف السورى، ولا يمكن لروسيا أن تظل غائبة عن ملف السلام الفلسطينى - الإسرائيلى، ولا شك فى أن دور روسيا فى المنطقة سيتعزّز فى القضية الفلسطينية، والأزمة السورية لن تحجب اهتمام روسيا ببقية قضايا الشرق الأوسط، وروسيا لا تعجبها الطريقة التى تعاملت بها الولايات المتّحدة فى حرب الخليج، وروسيا ستعود قوية فى المنطقة.

وماذا عن الرعاية العربية والهاشمية الأردنية للمدينة المقدّسة، ودور ملك الأردن كرئيس للجنة القدس؟

- الأردن منذ أن أقدم على فصل الارتباط مع الضفة الغربية تضاءل دوره فى القضية، لكننى لا يمكننى أن أدلى بالمزيد حول المنتظر من الجانب الأردنى. أما المغرب فله مسئوليات، باعتبار أن ملك المغرب رئيس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامى، وتابعتم ما أقدم عليه الملك، باعتباره رئيس لجنة القدس بمراسلة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومراسلة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وكذلك بلاغ لوزارة الخارجية الأمريكية يشجب قرار نقل السفارة، واستدعاء السفير الأمريكى لدى المغرب. ومنطق الأشياء أننا ننتظر اجتماعاً على مستوى لجنة القدس، والجانب المغربى اتفق مع الجانب الفلسطينى على مواصلة الاتصال المباشر والتشاور الدائم حول هذه القضية، وإرساء تنسيق وثيق بين الحكومتين من أجل العمل معاً لتحديد الخطوات والمبادرات التى يتعيّن اتخاذها.


مواضيع متعلقة