مصادر: مصر مارست ضغوطاً لإجبار أمين عام «التعاون الإسلامى» على الاستقالة

07:36 م | الثلاثاء 01 نوفمبر 2016

كشفت مصادر دبلوماسية عن كواليس استقالة أمين عام منظمة التعاون الإسلامى إياد مدنى، وذلك بعد أن هددت مصر بتجميد عضويتها فى منظمة التعاون الإسلامى، بعد أن تقدمت بطلب احتجاج على تصريحات «مدنى» الأخيرة تجاه الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأوضحت المصادر، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن مصر ربطت بين استقالة إياد مدنى بشكل غير مباشر وبين عضويتها فى المنظمة والتنسيق مع الدول الكبار ذات الثقل داخل المنظمة للضغط على «مدنى» للتقدم باستقالته من منصبه، بعد ما أطلقه من تصريحات لا تليق بمهام عمل منصبه، مشيرة إلى أن الدبلوماسية المصرية مارست ضغوطاً شديدة وحشدت الكثير من الدول الأعضاء فى المنظمة للضغط على «مدنى».

{long_qoute_1}

وبحسب المصادر، أكدت الخارجية المصرية للدول الأعضاء فى المنظمة أنها لن تقبل إلا باستقالة إياد مدنى، وبناء عليه وافقت على ترشيح السعودى يوسف العثيمين بدلاً من إياد مدنى بعد التقدم باستقالته من المنصب.

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبدالمتعال إن استقالة إياد مدنى من منصبه كان أمراً متوقعاً بعد الحملة الدبلوماسية التى قامت بها الخارجية المصرية بعد ما أطلقه من تصريحات لا تليق بمنصبه ولا بهام عمله المكلف بها. وأوضح السفير كمال عبدالمتعال، فى تصريحاته لـ«الوطن»، أن خطوة استقالة إياد مدنى تعد رسالة لمسار العلاقات بين مصر والسعودية، وجاءت صحيحة تماماً حتى لا يتم التصعيد بين البلدين داخل منظمة التعاون الإسلامى، التى تعد مصر والسعودية أكبر الدول الأعضاء بها إلى جانب دول أخرى مؤثرة مثل إيران وتركيا ودول الخليج أيضاً.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن موافقة مصر على ترشيح السعودية للعثيمين بديلاً لإياد مدنى جاء بالتنسيق بين البلدين بعد أن أبلغت السعودية باستقالة إياد مدنى من منصبه ووضعته فى إطار الظروف الصحية حتى لا يتعرض للحرج، ولكن الأمر جاء تصحيحاً لما قام به تجاه الرئيس المصرى والسخرية من شعب مصر بالكامل، وهو ما لا يصح بين الأشقاء. وتقدم إياد مدنى، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، باستقالته من منصبه مساء الاثنين، مرجعاً الاستقالة «لأسباب صحية»، حسبما حاء فى بيان للمنظمة، وأضاف البيان أن السعودية أعلنت ترشيح يوسف العثيمين وزير الشئون الاجتماعية الأسبق للمنصب الشاغر، وعلى الفور رحبت القاهرة باستقالة «مدنى»، معلنة فى نفس الوقت تأييدها للمرشح السعودى الجديد.

ويعد يوسف العثيمين من مواليد مدينة عنيزة بمنطقة القصيم بالمملكة، وحصل على البكالوريوس فى علم الاجتماع من جامعة الملك سعود بتقدير ممتاز، ثم حصل شهادة الماجستير من جامعة أوهايو فى الولايات المتحدة الأمريكية. وحصل على الدكتوراه من جامعة الولايات المتحدة الأمريكية فى علم الاجتماع بتخصص دقيق فى الرعاية الاجتماعية، وشغل عدة مناصب، بدأها بالعمل كأستاذ للدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود، وتدرج فى العمل الوظيفى.