الحي سحب الكارو من شارع العربجية بالحدائق.. والسائقون: "هنشتغل دكاترة"

الحي سحب الكارو من شارع العربجية بالحدائق.. والسائقون: "هنشتغل دكاترة"
رائحة فضلات الخيول تسابق أصواتها للوصول إلى أنف المارة قبل أن تصل الأخيرة إلى آذانهم، ما جعل دخول شارع العربجية بحدائق القبة ليس بالأمر السهل على سكان حدائق القبة، ولا يستطيع تحمل ما به إلا سكانه أو سائقو الكارو الذين أخذوا من الشارع جراجا لعرباتهم وخيولهم، والذين تضجروا من قرار إزالة العربات الكارو من الشوارع.
تفعيلًا لمبادرة "قاهرة بلا كارو"، التي تهدف إلى الحفاظ على المظهر الحضاري لشوارع العاصمة، شن حي حدائق القبة حملة لسحب عربات الكارو، ورفع السيارات المتهالكة من الشوارع وذلك لتأثيرها السلبي على المظهر العام، حيث تم رفع سيارة كهنة بأحد شوارع منشية الصدر.
"على جثتنا ياخدوا العربيات.. ده أكل عيشنا" رفض ممزوج بالغضب عبر عنه مصطفى مشمش أحد سائقي الكارو بشارع "العربجية"، مشيرًا إلى أن نقل البضائع عن طريق الكارو هي مهنتهم الأساسية ومصدر رزقهم الوحيد، فكيف لهم أن يتركوها؟.
أغلب سكان المنطقة المحيطة بشارع "العربجية" لا يعرفون اسمه الحقيقي، بعد أن حوله سائقو الكارو بخيولهم إلى إسطبل، يمينًا تقف فيه الخيول بجوار عربات الكارو منهم من يأكل "التبن" وجبته المفضلة، ومنهم من يستسلم لصاحبه الذي قرر أن ينظفه بالماء في ظل الجو البارد، ويسارًا فيه دخان سائقي الكارو الذين يجلسون ليتحدثوا بأصوات أعلى من صهيل خيولهم، سامحين بمسافة أقل من متر ليمر منها سكان الشارع.
يروي علي خليفة، كبير "العربجية" في الشارع، لـ"الوطن"، تضجره من القرار الذي اتخذه اللواء محمد سالم، رئيس حي حدائق القبة، بخصوص منع عربات الكارو للحفاظ على المظهر الحضاري لشوارع العاصمة، وتوفير بدائل مناسبة لملاك عربات الكارو، ومحاولة استبدالها بـ"تروسيكل" لتحسين الشكل العام "التروسيكل ده بتاع الأفندية إنما إحنا ناس غلابة ومبنعرفش نسوق غير الفرس بتاعنا.. اعملولنا حزب بقا يشوف حقنا فين".
على بعد خطوات من "خليفة" كان للريس عبد القادر أحد "عربجية" الشارع رأي مختلف، حيث رأى أنهم لا يضايقون المارة بالشوارع الرئيسية، ويكتفون بالتجول في الشوارع الداخلية لحدائق القبة فقط، واستكمل حديثه ساخرًا: "لو سيبنا كارنا وخدوا عربياتنا هنشتغل دكاترة.. ننفع برضه".