«الصحة»: انفراجة فى أزمة «البنسلين» خلال ساعات وأهالى «الغربية»: «مش لاقيينه وأطفالنا بتموت»

«الصحة»: انفراجة فى أزمة «البنسلين» خلال ساعات وأهالى «الغربية»: «مش لاقيينه وأطفالنا بتموت»

«الصحة»: انفراجة فى أزمة «البنسلين» خلال ساعات وأهالى «الغربية»: «مش لاقيينه وأطفالنا بتموت»

أكدت وزارة الصحة والسكان حدوث انفراجة فى أزمة نقص البنسلين فى الأسواق خلال الساعات القليلة المقبلة، وذلك بعد استيراد كميات منه جوياً من خارج البلاد لسرعة وصوله، ليتم توزيعه، وهو ما سيكفى احتياجات السوق حتى الإفراج عن أول إنتاج محلى له من إحدى الشركات.

وقالت الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بـ«الصحة»، فى تصريح لـ«الوطن»، إن الوزارة لن تكتفى بوجود كميات تغطى احتياجات السوق فقط، ولكن بحلول نهاية الشهر الحالى سيوجد لدينا احتياطى استراتيجى يكفى نحو 6 أشهر، وذلك اعتماداً على «الإنتاج المحلى» الذى سيتم الإفراج عنه يوم 10 ديسمبر الحالى.

فيما قالت مصادر بالوزارة إن المستشفيات الحكومية والصيدليات التابعة لـ«الصحة» يوجد بها «البنسلين».

فيما انعكست أزمة نقص «البنسلين» على المرضى الذين زادت معاناتهم من البحث عن العقار فى السوق السوداء، وعلى مواقع صفحات التواصل الاجتماعى، فضلاً عن ارتفاع سعره من 7 جنيهات إلى 300 جنيه.

{long_qoute_1}

محمد سعيد، 35 عاماً، مهندس فى شركة مقاولات، لم يتوقع أن يصاب نجله عبدالرحمن، 10 سنوات، بمرض الحمى الروماتيزمية بعد استئصال اللوزتين، ما تطلب ضرورة حصوله على جرعات من البنسلين لتجنب حدوث مضاعفات: «بلف على صيدليات المحافظة أسألهم على الحقنة قبل موعدها بعشرة أيام، وأبحث كثيراً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وأصحاب الصيدليات بيقولوا مفيش حقن بنسلين».. هكذا وصف محمد معاناته للحصول على العقار، مشيراً إلى أن السوق السوداء سيطرت على الكميات الموجودة من العقار وتراوح سعر الحقنة الواحدة بين 200 جنيه و350 جنيهاً، رغم أن سعرها الأصلى لا يتجاوز 7 جنيهات: «ماقدرش أشوف طفلى بيتعذب وأسكت، لازم أشترى الحقنة مهما كان سعرها.. وزير الصحة لازم يتدخل لحل الأزمة قبل تفاقمها عن طريق تفعيل الرقابة على أسعار الدواء وشركات إنتاج العقاقير الطبية، ومحاسبة المقصرين والمسئولين فى الوزارة عن اختفاء عقار البنسلين طويل المفعول من الأسواق بهذا الشكل».

«أطفالنا بتموت ومش لاقيين البنسلين»، قالها سلطان إبراهيم، والد الطفل عبدالله، 10 سنوات، المصاب بالحمى الروماتيزمية، مؤكداً أن الأطباء وصفوا لنجله ضرورة الحصول على جرعة من البنسلين المستورد لمدة 5 سنوات بشكل متواصل، حتى يتم شفاؤه، وأضاف أنه لم يترك شخصاً يعرفه إلا وسأله عن أمبول بنسلين لنجله: «أصدقائى بيبحثوا معايا على بنسلين لابنى، أمبول البنسلين كنا بنشتريه بـ10 جنيه بالنسبة للمستورد، والمصرى بـ7 جنيه، دلوقتى بشتريه من السوق السوداء بـ350 جنيه ومش موجود».

لم يختلف الحال بالنسبة للطفلة نانسى إبراهيم، البالغة من العمر 3 سنوات، والمصابة بأنيميا البحر المتوسط: «نانسى أصيبت وعمرها سنتان، وتحتاج حقنة بنسلين كل 21 يوماً»، قالها والد الطفلة، مشيراً إلى أن الأمر فى البداية لم يكن مرهقاً، وكان من السهل دخول أى صيدلية وشراء البنسلين، لكن حالياً الأمر أصبح صعباً للغاية، حيث يبحث عن العقار بالأيام، دون جدوى، لافتاً إلى أن سوق الدواء شهدت نقصاً تدريجياً فى حقن البنسلين، ثم اختفت تماماً، ورغم نقصه فى الصيدليات والمستشفيات، فإن هناك صيدليات تبيعه فى السوق السوداء، حيث وصل سعر الحقنة إلى 300 جنيه: «لازم تكون على علاقة قوية بالصيدلى علشان تقدر تحصل على البنسلين، وسعر الحقنة فى السوق السوداء يختلف من صيدلية لأخرى».

أحمد المنصورى، صاحب شركة مستلزمات طبية، أكد أنه يعيش نفس مرارة المريض وأهله فى البحث عن جرعة «بنسلين» لابنة شقيقته المصابة بالحمى الروماتيزمية، ورغم علاقته القوية بشركات الأدوية لا يستطيع توفير الحقنة فى الموعد كل مرة: «أضطر إلى شراء طلبية أدوية تكلفتها تتخطى 10 آلاف جنيه من شركات الأدوية للحصول على عبوة بنسلين واحدة.. باب النجار مخلع، أنا صاحب شركة مستلزمات طبية، وغير قادر على توفير علاج ابنة شقيقتى»، الأمر الذى دفعه لخوض رحلة البحث عنه فى صيدليات الوزارة، وصيدلية الإسعاف بالقاهرة، وبيّن أن الأزمة بسبب عدم وجود رقابة على أسواق الأدوية وعدم توافر المواد الخام اللازمة لتصنيعه فى مصر بدلاً من استيراده.

من جانبه قال الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية، إن العقار متوافر فى المستشفيات الحكومية، وليس هناك أزمة، مطالباً أهالى المرضى بالتوجه إلى أقرب مستشفى وصرف العقار من الصيدليات الحكومية.


مواضيع متعلقة