«الأوقاف» تدشن حملة لمواجهة محاولات تشويه «التصوّف».. و«جمعة»: سننطلق من مسجد السيدة نفيسة

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

«الأوقاف» تدشن حملة لمواجهة محاولات تشويه «التصوّف».. و«جمعة»: سننطلق من مسجد السيدة نفيسة

«الأوقاف» تدشن حملة لمواجهة محاولات تشويه «التصوّف».. و«جمعة»: سننطلق من مسجد السيدة نفيسة

دشّنت وزارة الأوقاف حملة لتصحيح مفاهيم المصريين حول التصوّف والصوفية، بعد محاولات المتشدّدين تشويه صورة التصوّف فى نفوس الناس، أدت إلى استباحة الدواعش دماء 310 شهداء فى مسجد الروضة الأسبوع الماضى لكونهم متصوفة، وتبدأ «الأوقاف» حملتها غداً بندوة فى مسجد السيدة نفيسة، عقب صلاة العشاء، برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وتحمل عنوان «التصوف وأثره فى تزكية النفس»، ويشارك فيها الوزير والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر سابقاً، والدكتور بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين سابقاً، والشيخ عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية.

وقال وزير الأوقاف، إن بعض الجماعات المتشدّدة شوّهت صورة الإسلام بحصر التديّن على المظهر الخارجى دون المعاملة الحسنة والسلوك الإيجابى فى المجتمع لفعل الخير ونفع الآخرين مما أضر بالإسلام وصورته، فالعلم وحده دون صلة روحية قوية بين العبد وخالقه قد يُقسّى القلب.

وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم، أن التصوف الإسلامى هو مذهب الوسطية والاعتدال والسلوكيات الحميدة وهو عقيدة وإيمان وعمل وجهاد فى سبيل الله، مشيداً بجهود وزارة الأوقاف فى خدمة الدين والدعوة إلى الله، وقال إن هذا الاندماج وهذه اللحمة يحميان مصر ويحميان الدعوة الإسلامية، وهذه الحملة ستكون صفحة جديدة فى دنيا الدعوة ونشر الدعوة الإسلامية الصحيحة، فالتصوف دعوة إلى الأمن، والتسامح، والتصالح، دعوة تبنى ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق. وأوضح «القصبى» أن التصوف ضد التطرّف والتشدّد، فالتصوف الحقيقى حب وتسامح ووسطية وتطبيق كامل لكتاب الله وسنة نبيه، لذلك لا تجد صوفياً حقيقياً متطرفاً أو متشدداً أو مؤذياً، فالتصوف قائم على التربية وتهذيب النفس والقيم الإسلامية الإنسانية، وأهل التصوّف حولوا هذه القيم إلى حقيقة واقعية، ولا يتاجرون بالدين ولا يخونون الوطن.

{long_qoute_1}

وأشاد رئيس الطرق الصوفية بالتعاون المثمر بين وزارة الأوقاف ومشيخة الطرق الصوفية فى العمل على نشر الفكر الإسلامى الصحيح بين أبناء الشعب، وأبناء الطرق الصوفية أنفسهم، موضحاً أن علماء الأزهر والأوقاف يساعدون المشيخة العامة للطرق الصوفية فى تنقية التصوف من كل ما علق به من دخيل أو مدسوس، لأن التصوّف الصحيح أساسه العلم والفقه، لذا جرى الاتفاق على عقد اجتماعات دورية للتنسيق بين كل من وزير الأوقاف وشيخ مشايخ الطرق الصوفية.

وأكد الدكتور محمد أبوهاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحرى، أن الصوفية جزء من نسيج المجتمع المصرى وتشارك الشعب فى تحدى ومواجهة الإرهاب، ولن ترهبنا هذه الأعمال الإرهابية الخسيسة، مؤكداً إلغاء الموكب الصوفى، الذى كان مقرراً له الخروج من مسجد صالح الجعفرى إلى مسجد الحسين، وفقاً لما جرت عليه العادة من كل عام، حداداً على أرواح شهداء الحادث الإرهابى فى مسجد الروضة، وليس خوفاً أو قلقاً من أى شىء.

وقال إن التصوف هو المنهج الروحى للمسلمين منذ فجر التاريخ، فهناك عقيدة وشريعة وأخلاق، وهى المكون الثالث للدين، موضحاً أن الأمة تنجح حين تحافظ على أخلاقها وشخصيتها القوية وتفشل وتتداعى عليها الأمم حينما تضعف بها روح التصوف والأخلاق، فالتصوف هو العاصم من كل سوء، وسبيل النجاة للأمة من كل أزماتها وكبواتها، لذلك يلقى أشد الإساءات من المتشدّدين وتحاول جميع الجماعات الدينية الضالة من المتشدّدين والمتطرّفين والتكفيريين، والخوارج والقتلة الصعود على حسابه.

وأشار «أبوهاشم» إلى أن الفترة المقبلة ستشهد عدة ندوات علمية بحضور مشايخ الطرف الصوفية فى مساجد مختلفة بهدف نشر الفكر الإسلامى الصحيح وبيان حقيقة التصوف وتنقيته من أى شوائب علقت به، على أن يحاضر فى هذه الندوات الكثير من كبار أئمة التصوف.

وحيّا الشيخ عبدالخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، وزارة الأوقاف على جهودها فى مواجهة المتشدّدين وإصلاح صورة التصوّف، مؤكداً أن حادث الروضة ليس المقصود منه التصوّف والمتصوفين، فالمسجد به مصلون من جميع الفئات، منهم المقيم والمسافر على طريق بئر العبد، مطالباً باستخدام كل القوة من خلال الجيش والشرطة فى مواجهة هؤلاء الخوارج. وأوضح أن محاولات تشويه الصوفية قديمة والوهابية والإخوان هم المسئولون عن محاولات تشويه صورة التصوّف فى العصر الحديث عبر تبنّى الأولى فكر ابن تيمية، وتبنى الثانية فكر سيد قطب التكفيرى.


مواضيع متعلقة