الأبناء نفذوا وصية الأم.. القصة الكاملة لإخفاء جثة سيدة في دولاب عامين

كتب: حازم الوكيل ومحمد الرملي

الأبناء نفذوا وصية الأم.. القصة الكاملة لإخفاء جثة سيدة في دولاب عامين

الأبناء نفذوا وصية الأم.. القصة الكاملة لإخفاء جثة سيدة في دولاب عامين

لم يكن الاختفاء الغامض لأسرة كاملة قبل عامين، كافيا لأن يتساءل سكان العقار رقم 30 في عمارات الضباط بمنطقة طوسون "ب"، شرق الإسكندرية، عن سبب هذا الاختفاء المفاجئ في إحدى ليالي شهر رمضان، حتى توجهت الابنة، الطالبة في كلية آداب الإسكندرية، بقدميها إلى قسم شرطة المنتزه ثان، بصحبة أخوها طالب "الإعدادي"، ليعترفا بأن الأم توفيت منذ عامين متأثرة بمرضها بالسرطان، وأن الجثمان مازال في "دولاب" حجرتها.

صدمة اعترافات للشقيقين انتقلت من ضباط مباحث القسم لتصيب جيران الأسرة في منطقة طوسون، الذين أكدوا لـ"الوطن" أحدا منهم لم يدر في خياله مثل هذا السيناريو، حسبما قالت جارة الأسرة، إنعام إسماعيل، 42 سنة، صاحبة محل ملابس جاهزة: "عرفنا الأسرة لسنوات طويلة، وهي أسرة محترمة، لم نسمع عنها ما يعيبها، لذلك كانت صدمتنا كبيرة عندما علمنا بواقعة الاحتفاظ بجثمان الأم في الدولاب منذ عامين".

أما أحمد عثمان، أحد جيران الأسرة، فقال "الابنين أخلاقهما عالية، وأعتقد أن ما فعلاه هو سوء تصرف لا أكثر، ولا يمكن أن تكون لهما يد في موت الأم، خاصة أنها كانت تحكي للجيران دائما عن خلافاتها المتكررة مع أقاربها".

فيما أشار عمر عطية، جار الأسرة، إلى أنه وزوجته اعتادا السؤال عن الحالة الصحية للمتوفية من وقت لآخر، وتقديم أي خدمات لابنيها في ظروف مرضها، ثم انقطعت أخبارهم فجأة.

وأضاف عطية: "فوجئنا بإغلاق باب الشقة، فاعتقدنا أن الأسرة انتقلت إلى مكان آخر دون إبلاغنا"، مضيفا "أحزننا غيابهم المفاجئ، خاصة أننا كنا مقربين منهم، ورغم ذلك لم يسبق لهم أن أبلغونا برغبتهم في الانتقال إلى شقة أخرى، واعتقدنا وقتها أن الجيرة والعشرة هانت عليهم، ولم نكن نتخيل أن سبب الرحيل بهذه الغرابة، حتى جاءت الشرطة وكسرت باب الشقة، لتستخرج جثمان الأمن من الدولاب".

في اعترافاتها أمام رئيس مباحث قسم ثان المنتزه، قالت "م. م"، 21 سنة، الطالبة في كلية آداب الإسكندرية، إن وفاة الأم منذ عامين كانت طبيعية، وإنها انتقلت للإقامة في شقة أخرى مع أخوها في منطقة سيدي بشر، وبإبلاغ اللواء مصطفى النمر، مدير الأمن، بالواقعة، أمر بانتقال فريق من المباحث الجنائية إلى الشقة، وهناك وتبين وجود هيكل عظمي لجثة السيدة "ب. ف"، 42 سنة، وتحرر محضر بالواقعة، مع إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق، ونقل الجثمان إلى المشرحة.

وأمام وكيل نيابة المنتزه ثان قالت الابنة إنها كانت تنفذ وصية شفهية للأم في آخر أيامها، بعد الصراع لسنوات مع السرطان، وهي أن تقرأ القرآن على جثمانها فور الوفاة، ثم لفها بإحكام في ملاءة السرير وأكياس بلاستيكية، ووضعها داخل دولاب غرفة النوم، وإغلاقه بمفتاح صعب الفتح، مشيرة إلى أن الأم كانت تخشى عليهما من تبديد الأقارب لميراثهما، خاصة أنهما لم يكونا بلغا سن الرشد وقتها.

وبسؤال شقيق السيدة المتوفية، أعرب عن شكوكه في وجود شبهة جنائية وراء الوفاة، مشيرا إلى أن تصرف ابني شقيقته غير مفهوم أو منطقي، مطالبا بتوجيه تهمة القتل لهما، فيما أمر المستشار أحمد شلبي، وكيل نيابة المنتزه بحجزها على ذمة التحقيقات في اتهامهما بإخفاء الجثة، وطلب إجراء تحليل "دي أن أيه" للجثة، بهدف التأكد من أنها خاصة بالأم، كما كلف الطب الشرعي بتشريح الأم وإعداد تقرير عن ملابسات الوفاة.


مواضيع متعلقة