أول مُعرب لـ«الويندوز»: سجلت 51 براءة اختراع كمصرى رغم حصولى على الجنسية الأمريكية.. ورفضت أن أكون وزيراً فى عهد الإخوان

10:02 م | الخميس 30 نوفمبر 2017

قال المهندس أحمد سلام، أحد رواد تعريب أنظمة تشغيل «الويندوز»، والملقب بـ«أبوالتعريب»، إن العرب الأكثر استهلاكاً للتقنيات الحديثة.. وثرواتهم الهائلة تؤهلهم للسيطرة على 25% من صناعتها فى 15 سنة، وأضاف، فى حوار مع «الوطن»، أن مستقبل مصر والعرب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحديث المبنى على التقنيات الرقمية الحديثة والتكنولوجيا.. وإلى نص الحوار.

{long_qoute_1}

متى بدأت مهامك فى تعريب «الويندوز»؟

- حين صدرت نوافذ مايكروسوفت تمكنت من الحصول عليها عام ١٩٩١ ووجدتها لا تعمل بالعربى، وعاهدت نفسى أن أجعلها تعمل باللغة العربية، وفعلت ذلك لعدة إصدارات بين أعوام ١٩٩٢ وحتى ١٩٩٨، وحين بدأت شركة مايكروسوفت فى إصدار نظام النوافذ المدعومة ببرنامج تصفح الإنترنت بالعديد من اللغات الأوروبية وبلا دعم لاستخدام اللغة العربية فى ١٩٩٤، تعهدت بأن أرفع درجة المنافسة بحيث أجعلها عربية كاملة وقد حدث هذا فى عام ١٩٩٦، وحين صدر أول برنامج من متصفح الإنترنت من «نتسكيب» فى ١٩٩٣ تعهدت أيضاً أن أصدره باللغة العربية، وقد فعلت هذا بدءاً من العام ١٩٩٥ حتى تركت العمل فى مصر فى ١٩٩٩، وكانت لى الريادة فى تعريب العشرات من البرامج التعليمية والتجارية.

ومتى بدأت لديك فكرة تعريب الكمبيوتر؟

- فى الحقيقة أكثر شىء كان محزناً بالنسبة لى هو أن الكمبيوتر لا يعمل باللغة العربية، وفى إحدى المحاضرات سألت أستاذاً: «إزاى أخلى الكمبيوتر يكتب عربى؟»، وكان هذا السؤال فى حضور الدكتور يحيى الحكيم، عميد الكلية آنذاك، ونظر ساخراًً، وقال لى: «لما العرب يعملوا كمبيوتر يبقى يكتب عربى، اجتهد انت واعمل لنا كمبيوتر يكتب بالعربى»، ومن هنا بدأ التحدى، وتحدثت مع المعيد وقلت له أنا نفسى الكمبيوتر يكتب «بسم الله الرحمن الرحيم»، فسخر منى وقال لى: «هو انت جاى من العصر العباسى يا ابنى». كنت وقتها من القلائل فى كلية الهندسة الذين لديهم كمبيوتر، وبحثت عن كل الكتب التى لها علاقة بأنظمة التشغيل وقرأتها، ومع بداية عام 1989 وحتى تخرجى فى الجامعة فى عام 1992، عكفت على دراسة تعريب الويندوز، وبالفعل كان مشروع تخرجى من الجامعة عن تعريب الويندوز.

{long_qoute_2}

وكم عدد براءات الاختراع التى حصلت عليها؟

- لدى بكل فخر 51 براءة اختراع، وكنت حريصاً كل الحرص على تسجيل هذه الاختراعات، وأنا أحمل الجنسية المصرية، بالرغم من حصولى على الجنسية الأمريكية، وعندما كنت أذهب لتسجيل براءة اختراعى يسألنى الموظف: ما جنسيتك؟ دائماً أقول أنا مصرى بكل فخر.

وكيف ترى المستقبل؟

- مستقبل مصر والعرب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتحديث المبنى على التقنيات الرقمية الحديثة، والعرب اليوم فى مؤخرة الأمم من حيث عدم استيعاب التقنيات التكنولوجية، ولكنهم من الناحية الأخرى من أكبر الأسواق المستهلكة لتلك التقنيات وأكثرها قدرةً على التحديث والتعامل مع أحدث تلك التقنيات، وهو شىء لا تجده فى أوروبا مثلاً، وبلاد العرب تملك ثروات هائلة لا تعد ولا تحصى من السيولة المالية ووفرة السكان، والأجيال الشبابية الجديدة الواعدة، مع توسط المكان والعمق الجغرافى، واتساع التأثير الدولى بحكم الثروات البترولية التى تمتلكها تلك الدول، بما يجعلها قادرة على أن تسيطر ربما على 25% من هذه التجارة على الأقل فى خلال 15 عاماً.

لماذا رفضت أن تتولى منصباً وزارياً فى حكومة الإخوان المسلمين فى عام 2013؟

- اعتذرت عن الوزارة لأننى لا أرى نفسى فى العمل الوزارى الإدارى، وأيضاً لارتباطه بقناعتى بأن منظومة الدولة البيروقراطية لا تناسب أمثالى، ممن تعودوا على سرعة وحيوية الأداء، كما أن منصب الوزير سياسى بدرجة ما، ويتضمن انحيازات معينة كنت أرفضها، لأننى أرفض تماماً الدور السياسى للعلماء والباحثين.