في الصبح "نور الشمس" والمساء "نور المحلات".. "كل من له محل يجري عليه"

04:24 م | الأربعاء 29 نوفمبر 2017

يستمدون من ضوء الشمس قوتهم فى الصباح، فإذا انسحبت آشعتها صار البحث عن بديل أمر حتمي. عامود كهربائي أو لافتة إعلانية كبيرة، أو ضوء محل كبير ينير كل محيطه، فإذا ما أغلق المحل أبوابه لملموا أشياءهم وانصرفوا، لتكون مواعيد عملهم مرتبطة بالمكان الذي يقفون فيه، ولأنهم باعة جائلين فالتحرك من مكان لآخر أمر اعتادوه.

أمام المسرح القومى بالعتبة، كانت الإضائة البيضاء الناتجة عن الشاشة الإعلانية، تميز البضاعة المفروشة أمامه، مساحة صغيرة يتسابق عليها الباعة، لأنها تظهر بضاعتهم بشكل أفضل: "المكان هنا إضائته بيضاء والباقى أصفر، اللي معاه ملابس أو تحف وأنتيكات بالنسباله هنا أحسن" قالها رضا على وهو يتلفت لمراقبة الشارع الذي يقوم رجال الأمن بشن حملات مكثفة عليه: "أول ما النور هنا بيشتغل من الشاشة بنيجى، وبقية اليوم الشمس بتاعة ربنا كفاية".

يعرض رضا عددا من الملابس، والضوء الأصفر الذي يسطع من لمبات الأعمدة لا تعطي لبضاعته ذلك البريق الذي يعطيه اللون الأبيض: "وقت ما الشاشة تطفى بنلم ونمشي".

قرب مخرج محطة مترو السادات، جلس "عاطف" يمسح أحذية المارة، لكن الظلام في المكان كان عائقا أمام عمله، بعدما أغلق محل الحقائب الذى يجلس أمامه أبوابه، بينما وقف زبون فوق رأسه ممسكا هاتفه المحمول ومسلطا ضوءه على الحذاء: "طول ما المحل شغال أنا شغال، قفل بمشي وأروح بيتي، بيني وبينه عشرة وعمر"، يحكى الرجل الذي ضعف بصره ولا يستطيع الاعتماد على ضوء الأعمدة الكهربائية: "أنا بلف طول اليوم على رجلي وبقعد في أماكن كتير، بس بالليل باجي هنا، بس الزبون ده استأذني ومحبتش أكسفه وعشان كده هوه منورلي بالموبايل بتاعه".

القاعدة لدى أصحاب المحال الذين يقف أمامهم الباعة، ألا يتركوا قمامة أو فضلات من أعمالهم، وأن يكون بينهم وبين المحل مسافة لا تعيق المار عن رؤية المحل: "طالما مش هيضرنى بحاجة فخليه يسترزق، لكن وقت ما هيعملى مشكلة همشيه" قالها حسام إبراهيم، الذي ترك الصبي رجب عوني لبيع الذرة أمامه: "طول ما المحل شغال أنا بسترزق لما بيقفل بمشي ومبروحش مكان تاني، عشان خاطر مضمنش اللي هناك هيكلمنى إزاي، وأجازتي يوم أجازة المحل يوم التلات".