سامي عبد الراضي يكتب: «مين اللي محبش شادية ..وداعا ست الكل»

سامي عبد الراضي يكتب: «مين اللي محبش شادية ..وداعا ست الكل»
- أم كلثوم
- إسماعيل يس
- دلوعة الشاشة
- صوت مصر
- عبدالحليم حافظ
- شادية
- أم كلثوم
- إسماعيل يس
- دلوعة الشاشة
- صوت مصر
- عبدالحليم حافظ
- شادية
وداعًا شادية.. وداعًا «ست الكل» يا آخر وردة في بستان زمننا الجميل.. وأجمل «طلة» علينا من جيل عظيم..
لا تسأل أين كانت منذ ٣٣ عاماً..
هي وبهدوء تحسد عليه.. وبقرار اتخذته في العام 1984، قررت أن تترك الأضواء وهي نجمة.. وهي كبيرة.. وهي متألقة.. ما أرادت أن تبقى حتى يمل جمهورها أو يقول لها كفاية.. أرادت أن تحيي وفي خلفها الستار.. وتنحني لجمهورها وينحني لها ويصفق ويطلق الصافرات إعجابًا وطربًا وحبًا ورغبة في البقاء إلى جوارها.. ولم يزل وسيظل يصفق ويعيش ويتعايش ويحب شادية.
الغالية والكبيرة وست الكل شادية.. رغم غيابك الطويل _٣٣ عامًا- ورغم غيابك الأبدي الذي " وجع قلوبنا "ما زلنا وسنظل نتذكر حنان نظرة عنيكي وجمال لمسة إيديكي..
سيدتي رغم وجودك إلى جوار عمالقة جيلك..أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ونجاة.. وكثيرون.. أنت عملاقة مثلهم.. تحولتي سيدتي إلى جوهرة تزداد قيمةً ولمعانًا وبريقًا وأصالة بمرور الزمن.
سيدتي.. براءتك وملامحك الرقيقة وأسلوبك البسيط جعلك ممثلة رائعة.. أحببناكي.. وآه سيدتي من "غناكي" وحلاوته.. العاطفي والوطني.
مين ينسى: "غاب القمر يا ابن عمي يالا روحي النسمة آخر الليل بتفوت وتجرحني والصوت دبل في الخلا والليل ما عاد له دليل نعس الفضا واتملى قلبي بنجوم الليل طار النسيم بالشوق لما كلمتك لمس النسيم توبي بهمس غنوتك غاب القمر يا ابن عمي يالا روحي الليل ووحدي ووحدك سايبين هو أنا وحيد فين الحواديت وفين سهراتنا تحت الضي وفي الضلمة تتوهني وأنت بعيد".
سيدتي ومين ينسى: "يا أم الصابرين، تهنا والتقينا يا أم الصابرين ع الألم عدينا يا مصر يا أمنايا مصر يا أرضنا يا مصر يا حبنايا مصر يا عشقنامن دهبك لبسني العقد حبيبي من نيلك سقاني الشهد حبيبي من قمحك وكلني اللقمة حبيبي من صبرك علمني الحكمة حبيبي.
ومين ينسى: "وحياة رب المداين لأزرع رملك جناين وأبنيلك قصر مرمريا بلدنا يا ست الحسن أنا بنتك يا بلدنا وملامحك جوه دمي شوفي أوراق ميلادنا اسمك مكتوب يا أمي".
ومين ينسى فؤادة في شيء من الخوف: "البنت وردة بيضا خلوا بالكم يا سادة البنت من الدهاشنه واسمها فؤادة البنت بنت حافظ خلو بالكم يا سادة البنت بنت فاطمة واسمها فؤادة في عينها نار وجنة.. وعند وشدة وهوادة".
ومين ينسى: "خايفة لما تسافر على البلد الغريب تنسى إنك سايب في بلدك حبيب مستني بأشواق تعبان من الفراق ومولعلك شامعة نورها مستنيكو في عيونه دمعة امسحه بإيديك لما تجيلي تاني من البلد الغريب".
ومين ينسى: "قولوا لعين الشمس ماتحماشي..لحسن حبيب القلب صابح ماشييا حمام يا حمام طير قبله أوام يا حمام خليلهيا حمام الشمس حرير يا حمام ويا ناس لوغاب يا ناس خلوه يبعتلي سلام دي الآه بقولها وهو ما يدراشي وفي بعده طعم الدنيا ما يحلاشي".
سيدتي..إنت فنانة استثنائية لم تسع يومًا لـ"لقب"سيدتي.. إنت واحدة من قلائل ممن حباهم جماهيرهم بألقاب خرجت من القلوبإنتي "دلوعة الشاشة العربية" و"محبوبة الجماهير" و"صوت مصر"سيدتي.. لم ننس «صابرين» و«نحن لا نزرع الشوك» في التلفزيون والإذاعة.. ولم ننس دموعك ولا صوتك ولا صدقك في أخر أفلامك: "لا تسألني من أنا".. لن ننس خفة دمك في أفلامك مع إسماعيل يس ومحمد فوزي.. ولا مع "ريا وسكينة".. ولا حسبو ولا عبدالعال.
سيدتي قلتي عن قرار الاعتزال والبعد: "لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال.. لا أريد أن انتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا.. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سيشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، ولهذا فلن انتظر حتى تعتزلني الأضواء، وإنما سأهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس".
سيدتي كان لك ما أردتي واختفيتي ورفضتي العودة رغم الإغراءات المادية.. رفضتي وقلتي: سأعيش هنا خلف الستار.. أراقب ما يدور بعيدًا عن الأضواء".
سيدتي.. التجاعيد التي طالت وجهك.. والعجوز التي سكنت جسدك.. والسنوات التي تحملينها على ظهرك لا تعنينا.. لا تؤرقنا.. لا تهزنا..سيدتي.. أنت أقوى من الزمان.. وأنت صاحبة المكان.. ويتغير المكان ويتبدل الزمان.. لكن يا سيدتي.. جميلة أنت كما كنتي.. أصيلة أنت كما كنت .. الضحكة الحلوة أنت.. حبيبتنا أنت.. نحبك كما أنت.. نحبك كما كنت
نحبك في حياتك.. وندعو لك وأنت بين يدي الرحمن..ونقول: «مين ده اللي ميحبش شادية.. مين هو مين.!»