هن| نساء افتقدن الشعور بالأمان بسبب العنف من الأب والزوج والابن

هن| نساء افتقدن الشعور بالأمان بسبب العنف من الأب والزوج والابن
- اسم مستعار
- الجمعيات الخيرية
- الطبيب النفسى
- القبض على
- القراءة والكتابة
- المؤسسات الحكومية
- المرحلة الابتدائية
- المريض النفسى
- تناول المخدرات
- حادث اعتداء
- اسم مستعار
- الجمعيات الخيرية
- الطبيب النفسى
- القبض على
- القراءة والكتابة
- المؤسسات الحكومية
- المرحلة الابتدائية
- المريض النفسى
- تناول المخدرات
- حادث اعتداء
بإحدى القرى الريفية، بمحافظة سوهاج، تقطن فتحية على (اسم مستعار)، تلك الأم لـ4 فتيات، التى تزوجت قبل 30 عاماً، بمنزل هاوٍ من الأعواد الخشبية المغطاة بأوراق العشب الخضراء، لتعولهن حيث تعمل «عاملة نظافة» بإحدى الجمعيات الخيرية.
تغادر منزلها كل صباح، ليبقى بالمنزل بناتها وزوجها الذى مكث به منذ فترة، ليس لديه عمل أو نشاط يشغله، ومنذ صغرهن توالى فى التحرش بهن، وكان يخفين الأمر عن والدتهن، كما تقول «رضا» أصغرهن: «كنا بنخاف نقول لحد حتى لأمنا عشان محدش يسمع خبرنا».
وتروى الفتاة التى تبلغ من العمر 19 عاماً، أنها بدأت تتعرض للتحرش من والدها فى سن 14 سنة، حيث كان يتلصص بأوقات الليل ويدخل حجرتها الصغيرة ليحاول الاعتداء عليها.
{long_qoute_1}
تزوجت أكبر أخواتها، ثم بقيت هى وشقيقتها الوسطى بالمنزل، فكان والدهما ينفرد بهما فى غياب والدتهن بالعمل، وتقول لـ«الوطن» إنه كان يعمل بورش «دوكو العربيات»، وتوقف عن عمله قبل شهرين معتمداً عليهن فى الإنفاق، ملازماً للمنزل، متربصاً لبناته.
يغلق باب المنزل بـ«ترباس»، محاولاً مع بنتيه الاثنتين أن يخلع ملابسهما، تقولها «رضا» بصوت متهدج من شدة البكاء، التى تعمل بخدمة البيوت لمساعدة والدتها فى الإنفاق على المنزل: «حاولت الهروب وأخدت هدومى معايا ومشيت، بس رجعت تانى». وتتابع أنه طلب منها فى إحدى المرات بأوقات متأخرة، أن تعد «الدخان» ليتناوله، ولكنها نجت من يده هى وشقيقتها فى كل مرة: «ماوصلش لمرحلة الدم، وأنا مش عارفة أعيش».
وتقول عن والدها إنها لا تعلم إذا كان يتعاطى نوعاً من المخدرات أو المغيبات، ولكنه متزوج للمرة الثانية ولديه 3 أولاد يتكفل بالإنفاق عليهم من حيث لا تعلم، وتتابع أن والدتها تجهل بالدقة ما يفعله ببناته.
وتقول «رضا» التى لم تكمل تعليمها حتى المرحلة الابتدائية: «محدش يعرف، محدش هيصدق»، موضحة أن والدها الذى يدعى ناصر فرغلى، ويبلغ من العمر 42 عاماً، على قدر من القراءة والكتابة ولا يعانى من مرض نفسى.
فكرت الأم وبناتها أن يهربن من المنزل، يبحثن عن حجرة تؤويهن، وتقول «رضا»: «إحنا مش هنرجع البيت تانى، وعايزة شغل آمن ليا، وبيت نعيش فيه من غير ما يعرف طريقنا».
قصة أخرى ترويها أم ستينية تعرضت للعنف اللفظى والجسدى من والدها، الذى كان يعمل ضابطاً بمكافحة الآداب، ما أثار الريبة فى بناته الـ3، جميعهن.
تروى الأم الستينية ما تعرضت له فى مرحلة شبابها، فتتذكر أن والدها دائماً ما كان يباشر مهامه بالقضايا حيث القبض على فتيات وشباب من الجامعات بأعمار العشرينات والثلاثينات، وتقول لـ«الوطن»: «كان دايماً يشوف طلبة جامعة مقبوض عليهم، وده خلاه يشك فينا بالضرب والحبس والمنع من حضور المحاضرات».
ورغم ذلك لم يسرع فى زواجها للاطمئنان عليها، حيث تزوجت فى سن 24 عاماً، وأنجبت 3 أولاد، وفى رواية أخرى تعرض ابنها الأكبر لحادث اعتداء وسرقة أثناء رجوعه إلى المنزل، وباستكمال التحريات لم يتم التوصل والقبض على الجناة، ما جعله يسلك طريق تناول المخدرات والعقاقير المغيبة، حتى أصيب بمرض نفسى «فصام»، ما أثر على استقرار المنزل وهدوئه.
لأكثر من 25 عاماً، تتعرض الأم الستينية للضرب والعنف من قبل ابنها «المريض النفسى»، وتقول الأم التى تعمل بالإدارة لإحدى المؤسسات الحكومية إنها ذات مرة هجم ابنها الذى لم يعِ بأفعاله عليها، وسبب لها أثراً بالوجه، بينما كانت ملزمة بإدارة أحد الاجتماعات، حتى سألها مرؤوسوها وأبلغتهم أنها تعرضت لحادث طريق.
أكاذيب أخرى، تختلقها الأم الستينية على زملائها، لتخفى العنف الظاهر لهم، وتقول إنها منذ تخرجها وعملها بأحد المطاعم، ثم بمحلات الديكور والتصميمات، وصولاً لمركزها الأخير، تعلمت الاحتفاظ بأسرار منزلها لها فقط، دون أن تخبر بها أحداً.
روت «شيماء» لزوجها الذى يعمل مهندساً، بإحدى المرات ما تعرضت له من والدها، ليخبرها الأول أنه كان مخطئاً بحقها منذ أن تعرضت للختان هى وأخواتها البنات وصولاً للعنف اللفظى والجسدى أثناء دراستها الجامعية.
أخبرها الطبيب النفسى، أن ابنها لديه استعداد وراثى، ما جعله سهل الإصابة بالهلاوس السمعية والبصرية، وتقول إن أصعب الأوقات تمر بها عند «الانتكاسة»، حيث يضربها، ويجرحها لفظاً، ويفكر فى الانتقام منها، اعتقاداً منه أنها السبب فى عزوفه عن دراسته الجامعية، وشعوره بتلك الأزمات النفسية.
تعانى الأم الستينية من مرض السكر، لما تتعرض له على فترات لضغط أسرى ونفسى، خاصة بعد أن توفى زوجها قبل عام، وتقول: «الجيران هما بس اللى يعرفوا عن حياتى بحكم أننا عايشين فى حيز قريب»، موضحة أنها لا تبلغ أحد من عائلتها بأوقاتها الصعبة التى تمر بها.
أما ليلى حسين، البالغة من العمر 19 عاماً، فتعانى من اكتئاب وقلق إثر ما تتعرض له من عنف واعتداء بالضرب من والدها، الذى يعمل مهندساً بحرياً بإحدى المؤسسات الحكومية.
وتقول إنها بدأت فى زيارة الطبيب النفسى فى سن 10 سنوات، بعد أن تعرضت للضرب والإهانة أمام زملائها، وكذلك منع الإنفاق عليها فى بعض الأوقات، وتقول لـ«الوطن»: «أحياناً كان بيذلنى عشان بيدفع الأكل اللى باكله، وكنت بابطل آكل لأيام». وتتابع «حسين» أنها لازمت السرير لفترة لإصابتها بكسر عظام يدها اليسرى: «أوقات جسمى بيبقى لونه أزرق من كتر الضرب، ودايماً فى خناقات»، موضحة أنه يفتعلها على أتفه الأسباب والمواقف، كتأخرها ذات مرة أثناء رجوعها إلى المنزل.
وتوضح أنها لا تعلم غير أفراد قليلة من عائلته: «أخته الكبيرة على المعاش وعايشة معانا وبيمارس عليها سلطته بردو»، موضحة أنها حاولت الانتحار مرتين قبل ذلك، ولكن أنقذتها والدتها التى استشعرت بتناولها مهدئات زائدة، وتقول: «أنا مش لاقية حل فى التعامل معاه».