"محمد" من النحت على الخشب لبائع بطاطا.. الحلم يصنع المعجزات

"محمد" من النحت على الخشب لبائع بطاطا.. الحلم يصنع المعجزات
- الباعة الجائلين
- البطاطا المشوية
- السفر للخارج
- الهاند ميد
- بائع متجول
- تنفيذ المشروع
- حب مشروع
- رأس مال
- أرض الواقع
- أشكال
- الباعة الجائلين
- البطاطا المشوية
- السفر للخارج
- الهاند ميد
- بائع متجول
- تنفيذ المشروع
- حب مشروع
- رأس مال
- أرض الواقع
- أشكال
بوجه مبتسم وعينين لامعتين وملابس مهندمة يقف محمد حمدي 23 عاما حاصل على دبلوم متوسط، بميدان سرور، أحد أشهر ميادين دمياط على عربته المخصصة لبيع البطاطا بأشكال متنوعة يستقبل رواده بابتسامة لا تفارق وجنتيه في مشهد لم نعتده من قبل على الباعة الجائلين، أعلى عربته كتب محمد كلمات بسيطة تدعو للتفاؤل "خلي عندك حلم حتى لو كان بطاطا.. بتاع البطاطا".
"قررت أكسر الروتين وأكون نفسى دون الاعتماد على أحد أو العمل لدى أحد قررت أكون ريس نفسي مش مهم الصعوبات اللي هتقابلني المهم أثبت ذاتي" بتلك الكلمات بدأ صاحب أول مشروع لبيع البطاطا المشوية عبر عربة في دمياط حديثه لـ"الوطن".
ويستطرد محمد قائلا: جاءت لي فكرة المشروع قبل 4 أشهر، ولكوني لا أحب العمل لدى أحد فقررت ترك عملي كأويمجي لبائع بطاطا كما أردت كسر الروتين وعمل شيء مختلف لم يتم عمله في دمياط من قبل ساعدني في ذلك حبي للبطاطا فقررت تقديمها بأشكال متنوعة من خلال مشروعي على عربة بطاطا.
ويتابع محمد قائلا: "واجهت عقوبات عدة خلال فترة تنفيذ المشروع تمثلت في إحباط كل المحيطين بي للتراجع عن مشروعي وكان مبررهم مش هينفع تشتغل الشغلانة دي آخرك هتقف على عربة بطاطا وكيف لشاب مثلي يروح يبيع بطاطا".
ويضيف محمد قائلا: "رغم إن مهنتي الأساسية أويمجي (النحت على الخشب) ولكنني قررت تغيير مسار حياتي والامتهان بمهنة أخرى أحبها وأكون ملك نفسي، معتبرا أن أهم مشكلة تواجه الشباب حاليا تتمثل في خوفهم الدائم من الفشل علاوة على الإحباط، والتقيت بالعديد من الشباب ووجدت أنهم يمتلكون أفكارا عدة متميزة في مجالات متنوعة ولم تنفذ بعد في دمياط، كما يريدون تنفيذ مشروعاتهم في الشارع على عربة مثلي ولكنهم يخشون مطاردة المرافق لهم فالقانون صارم على الجميع ولكن الشباب لهم الحق في العمل داخل بلدهم دون الخوف من تعرضهم للإهانة".
وتابع: "لم تواجهني عقبات بعد لدى نزولي الشارع للعمل"، مضيفا أن "ما يتردد عن حاجة أي مشروع لرأس مال كبير لا صحة له فالمهم الفكرة والإصرار على التنفيذ فقد عملت مشروعي من أبسط الأشياء ألا وهي البطاطا وهو مشروع في متناول الجميع موجها رسالته للشباب حتى لو هتتعب في الأول لمدة شهر أو شهرين في بادئ الأمر لكن لا تتراجعوا فهناك مشاريع آخرى يمكن لأي شاب يكره الروتين وعدم الرغبة في العمل لدى الغير، تنفيذها عن طريق عربة مع جمع مبلغ بسيط سواء كان المشروع عربة لبيع الأطعمة أو شغل الهاند ميد ومع الوقت هينجح".
وتمنى محمد بمنح تصاريح للشباب لمساعدتهم على العمل دون خوف في الشارع على عربة أو خلافه دون تعقيدات مع تخصيص شارع في دمياط للشباب لكي يتمكن أي شاب من إقامة مشروعه وذلك تحت رعاية وإشراف المحافظ، أسوة بما حدث في محافظات أخرى لكسر حاجز الخوف لدى الشباب وإعادة الشباب الراغبين في السفر للخارج لتكوين ذاتهم عن فكرتهم للعمل والنجاح في بلدهم وهو ما يدفعهم عن التراجع طالما كل شاب سيتمكن من إقامة مشروعه الذي يرغب فيه مع إلزام كل صاحب مشروع بدفع ما يستحق عليه من ضريبة ومصاريف كهرباء وخلافه بشرط إتاحة الفرصة لجميع الشباب دون خوف.
وتابع محمد قائلا: "مشروعي غير قاصر على الشباب فحسب فيمكن للفتيات أيضا العمل ولكن لا بد من تغيير أفكار المجتمع الرجعية والتي تتلخص في جمل محددة من نوعية (لا ده مينفعش.. لا ده عيب.. لا ميصحش إنتى بنت)"، متابعا: "الشغل شغل ولا بد من البعد عن الأفكار البالية والتي تقتل أى فكرة جديدة أو حلم وليد"، داعيا الشباب للابتعاد عن الخوف والتحلي بالصبر، معتبرا مدينة دمياط أفضل من غيرها من مدن المحافظة لكونها مجتمعا واسعا.