لماذا لم يعلن "داعش" مسؤوليته عن حادث "الروضة" الإرهابي؟.. (تحليل)

كتب: لطفي سالمان

لماذا لم يعلن "داعش" مسؤوليته عن حادث "الروضة" الإرهابي؟.. (تحليل)

لماذا لم يعلن "داعش" مسؤوليته عن حادث "الروضة" الإرهابي؟.. (تحليل)

بالرغم من مرور 4 أيام على عملية مسجد الروضة الإرهابية، التي راح ضحيتها 305 مواطنين، فإنه حتى الآن لم يعلن أي تنظيم مسؤوليته عن الحادث، في حين تشير كافة الدلائل إلى أن ما يُعرف بـ"تنظيم ولاية سيناء" الإرهابي، هو الذي يقف وراء هذه العملية الإرهابية.

وهذه الدلائل يعززها تسجيل صوتي منسوب، لأحد عناصر التنظيم، نشرته صفحة "اتحاد قبائل سيناء"، يعلن مسؤولية التنظيم عن الحادث، لكن التنظيم على غير عادته، لم يعلن حتى الآن مسؤوليته بشكل رسمي.

واعتاد التنظيم إصدار بيانات سريعة، عقب كل عملية إرهابية تنفذها عناصره، ليتباهى بها وينشرها بكثافة على هاشتاجات تكتبها عناصره على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أو يتناقلونها على قنوات "التليجرام".

ويعد "تويتر" و"تليجرام" أكثر التطبيقات الإلكترونية استخدمًا من قبل العناصر الإرهابية حول العالم، إذ يستغلهما التنظيم الإرهابي في عمليات التجنيد والدعاية.

ويمكن إرجاع عدم إعلان التنظيم مسؤوليته عن العملية حتى الآن، وفقًا لما هو متاح من معلومات، إلى أن هناك خلافات داخلية، منذ فترة، بين تيارين، أحدهما يرى أن قتلَ المصلين "أمر عادي"، في حين ترفض مجموعة من التنظيم تنفيذ مثل هذه العمليات، لأمرين أولهما أنهم يرون أن الأمر يجب أن يقتصر على الضباط والجنود، ويبررون موقفهم من المواطنين، استنادًا إلى قاعدة "العذر بالجهل"، والأمر الآخر استراتيجي، لأن مثل هذه العمليات "تفقد التنظيم لأي حاضنة، يمكن أن يستند عليها مستقبلا".

ويشهد تنظيم داعش الإرهابي، في سوريا والعراق، صراعات داخلية منذ فترة، ألقت بظلالها على باقي عناصره في خارج المركز الرئيسي له، وهذا الصراع تولد عنه تيار جديد يسمى بـ"الحازميون" أكثر غلوًا وتشددًا وتكفيرًا، يبيح قتل المسلمين.

و"الحازميون"، نسبة إلى السعودي أحمد بن عمر الحازمي، الذي اعتقلته السلطات السعودية في أبريل عام 2015، وظهر هذا التيار داخل داعش، منتصف عام 2014، نتيجة للصراع بين عناصره وقيادات تنظيم داعش الإرهابي، الذين رفضوا تكفير عدد من قيادات تنظيم القاعدة مثل أيمن الظواهري، ما دفعهم لتكفير قيادات داعش، الأمر الذي أدى في النهاية لاعتقال عناصر التيار الجديد مثل أبو عمر الكويتي وإعدام التونسي أبوجعفر الخطاب وآخرين.

ويسيطر هذا الاتجاه على التنظيم منذ فترة، في ظل حالة الضعف التي يعاني منها "داعش"، نتيجة للضربات التي يتعرض لها في كل مكان، ويمكن تفسير التحول في العمليات الإرهابية، تجاه المسلمين، نتيجة لهذه السيطرة من قبل "الحازميون".

وتقول مصادر، إنه بعد مقتل عدد من قيادات تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، صعد لقمة الهرم التنظيمي بعض العناصر التي كانت على علاقة جيدة بهشام عشماوي، الذي يحاول حاليا استقطاب هذه المجموعة، بعد فك بيعتها مع داعش والعودة للقاعدة مجددًا.

وانشق عشماوي عن تنظيم "أنصار بيت المقدس" بعد مبايعة داعش عام 2014، وفك الارتباط مع القاعدة، في حين قرر هو الاستمرار مع القاعدة، مؤسسا لتنظيم المرابطين، الذي اندمج مع تنظيم "أنصار الإسلام"، المسؤول عن عملية "الواحات" التي جرت في 20 أكتوبر الماضي.

ويعمل "عشماوي" منذ فترة، على استقطاب مجموعات من خلايا الوادي، ارتبطت بداعش، مثل المجموعة المنفذة للهجوم على دير الأنبا صموئيل، في المنيا، مايو الماضي، وفقا لاعتراف الإرهابي عبد الرحيم المسماري، في حواره مع الإعلامي عماد الدين أديب، الذي أكد أن هذه المجموعة "جند الخلافة"، فكت الارتباط بداعش وانتقلت للقاعدة.

وأصدرت مجموعة عشماوي "أنصار الإسلام" الإرهابية، بيانا تتوعد فيه منفذي عملية "الروضة"، مما يشير إلى إمكانية حدوث انشقاق وشيك داخل تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء.


مواضيع متعلقة