"المليجي" في حياة توفيق الدقن.. صداقة "الأشرار" بين الأستاذ والتلميذ

"المليجي" في حياة توفيق الدقن.. صداقة "الأشرار" بين الأستاذ والتلميذ
كثير منا له مثل أعلى في حياته يحب أن يصبح مثله، لكن قليلا منا يصل لتلك الدرجة، التي تحققت وباتت واقعًا بين نجمين كبيرين في السينما المصرية، لقبهما الجمهور بـ"أشرار السينما"، الأستاذ محمود المليجي، وتلميذه توفيق الدقن.
بدأت القصة حينما أراد الفنان توفيق الدقن التوجه للفن والتمثيل، لكن والده كان يرفض ذلك تمامًا، أما والدته أخبرته بأنها ستدعمه وتقف بجواره شرط أن يعدها بأنه يومًا ما سيكون مثل محمود المليجي؛ فاشتعل فتيل الحماس في صدر الشاب الحالم والموهوب توفيق الدقن، ليبدأ مشواره في الفن ولم تصدق أمه أنه اشتهر ونجح في مجال الفن إلا حين دخل عليها ذات يوم، وفي يده محمود المليجي، ليطمئن على صحتها، فتباهى الشاب الناجح أمام والدته بعدما تمكن من تنفيذ وعده لها، حسبما رواه الكاتب بلال فضل، في برنامجه التليفزيوني "الموهوبون في الأرض".
طريقة تعامل المليجي مع الموهبة الشابة توفيق الدقن صنعت فارقًا كبيرًا في حياته المهنية، وقف الدقن أمام المليجي في فيلم "أموال اليتامى"، وكان الدقن يلعب دور شقيق الفنانة فاتن حمامة، وانبهر بالمليجي حينما وجده يشعر بتوتره الشديد فأوقف التصوير وأخذ الدقن ليعزمه على الغداء ليخرجه من حالة التوتر، وأخد يشجعه ببعض الكلمات حتى يثبت أقدامه فقال له المليجي: "هتكون ممثل كويس بس لازم تكون أعصابك جامدة، الكلام اللي في النص ليس قرآن تتليه بل يجب أن تفهمه وتشعر به"، وانطلقت من هنا صداقة بين الأستاذ والتلميذ.
وكانت من أبرز المواقف التي حدثت بين النجمين الكبيرين الدقن والمليجي، حينما عرض على "الدقن" ترك المسرح القومي، والانضمام إلى مسرح فرقة إسماعيل يس، التي كان عضوًا بها، أستاذه محمود المليجي.
عمل الدقن في فرقة إسماعيل يس أصقل من موهبته، فكان إسماعيل يس يخرج عن النص كثيرًا ويُلقي النكات والجمل المضحكة، وهو الأمر الذي قلده توفيق الدقن، لكن يبدو أن تقليد الدقن لـ"سُمعة" لم ينل إعجاب المليجي، الذي أوقفه ذات مرة في الكواليس، وقال له "لا تخرج عن النص مثل إسماعيل يس، هل تريد أن تكون مثله أين توفيق الدقن؟"، ومع ذلك لم يقتنع الدقن بكلام أستاذه المليجي، وترتب على ذلك تركه مسرح إسماعيل يس والعودة للمسرح القومي مرة أخرى بمقابل أقل.