توفيق الدقن الشرير "مرهف الإحساس".. أصيب بـ"السكري" بسبب صباح

توفيق الدقن الشرير "مرهف الإحساس".. أصيب بـ"السكري" بسبب صباح
اشتهر توفيق الدقن في السينما المصرية بأداء أدوار الشر التي طالما كان يؤديها بإبداع والتي ظلت في أذهان جميع من رآها، فتستطيع أن تميزه بمجرد سماع صوته أو طريقة كلامه أو إحدى الجمل الشهيرة له "يا أه يا أه".. "ألووو يا همبكة".. "أحلى من الشرف مفيش"، فجمال موهبته يُتقن في إخلاصه أثناء أداء الأدوار التي يقدمها بغض النظر عن مدى حبه أو اقتناعه بأدوار الشخصيات التي يقدمها.
لم يتخيل أحد قط أن توفيق الدقن لم يكن محبًا لأدوار الشر، وكان يفعل ذلك فقط من أجل كسب العيش وليس لإشباع موهبته الفنية الكبيرة، فكم كان ثقيلا عليه أن يقوم بأداء تلك الأدوار الشريرة التي طالما كانت وستظل إبداعًا لم يكن له مثيل من وجهة نظر النقاد.
كان توفيق الدقن الرجل الذي ظنه الكثير شريرا وصاحب الضحكة المخيفة والنظرة المرعبة في الواقع رجلًا حساس جدًا، ومرهف المشاعر، ويحزنه أقل المواقف التي يمكن أن يراها الآخرون مواقف عادية يمكن التعايش معها، وتقبلها وكان يرى حياته مجموعة من الفرص الضائعة، والسبب الحقيقي المسؤوليات الملقاة على عاتقه تجاه عائلته، وأبنائه والتي كان بسببها، يقبل أي دور يعرض عليه بدون نقاش حتى يستطيع توفير احتياجاتهم والتي حولته إلى ممثل "إسطمبة"، ولكنه قام بدور البطولة في الإذاعة والمسرح ونجح.
وذكر المؤلف بلال فضل في برنامجه التليفزيوني "الموهوبون في الأرض"، أن أول مرة أصيب توفيق الدقن بمرض السكري، كان بسبب استبعاده من دور بطولة فيلم "الرجل الثاني"، مع المخرج عز الدين ذو الفقار أمام الفنانة صباح، حيث اعترضت على وقوف توفيق الدقن أمامها كبطل، وقالت: "أنا مش همثل غير قدام رشدي أباظة"، فذهب توفيق إلى غرفته حزينًا لضياع فرصته المنتظرة من فترة لإشباع موهبته الفنية وأصيب حينها بمرض السكري.
وهناك أيضا أزمة صحية حدثت له تكشف عن طبيعة شخصية توفيق الدقن الحساسة، فبعد أداء مجموعة من أدوار الشر الكوميدية والتي لاقت نجاحا كبيرا جدًا لدى الجمهور، كان قد اقتنع أنه لم يأخد فرصة يومًا لإشباع موهبته الفنية في السينما فاتجه إلى المسرح ليشبع موهبته الفنية فيه، وفي وسط هذا المناخ النفسي والفكري كان يؤدي دور في مسرحية "مشهد من الجسر"، في المسرح القومي كزوج يحب ابنة اخت زوجته، حب أبوي ويتمنى لها الخير ولكنه يغار عليها من حب شاب غير مناسب لها، ووسط أدائه هذا الدور الحساس والمركب فاجأه أحد الجمهور بقول "يا سلام عليك يا همبكة"، فانهار المشاهدون ضحكا حتى الدموع، فذهب الدقن إلى غرفته وأخذ يبكي حتى أصيب بذبحة صدرية، بحسبما رواه بلال فضل أيضًا.