بالصور| «الوطن» ترصد تفاصيل الحادث: إرهابى صعد المنبر وأمسك الرشاش وهتف: الله أكبر.. لتبدأ المجزرة
بالصور| «الوطن» ترصد تفاصيل الحادث: إرهابى صعد المنبر وأمسك الرشاش وهتف: الله أكبر.. لتبدأ المجزرة
- إطلاق النيران
- بئر العبد
- جريمة إرهابية
- جماعات متطرفة
- مسجد الروضة
- إطلاق النيران
- بئر العبد
- جريمة إرهابية
- جماعات متطرفة
- مسجد الروضة
أحذية متناثرة على أبواب مسجد الروضة، الصبية والأطفال يعبثون فيها، كل منهم يحاول البحث عما تبقى من والده الذى واراه الثرى، أرضية المسجد الجرانيتية مخضبة بالدماء، النوافذ مهشمة، أغطية بالية، وطلقات رصاص فارغة متناثرة هنا وهناك، وعربات متفحمة تغلق جميع الشوارع المؤدية للمسجد، وأعمدة إنارة محطمة تعيق المارة وتمنع وصولهم لأبواب المسجد.
عيون زائغة وأخرى يعتريها الخوف، حالة من الغضب العارم تسيطر على الجميع بمن فيهم صبية القرية، يقومون بجمع أحذية الشهداء الملطخة بالدماء، داخل أغطية ونقلها، من موقعها على سلالم المسجد، وآخرون يقومون بإزالة ما تبقى من آثار المذبحة من دماء على أرضية المسجد وتنظيفه، وفى كل ركن يقف صبى يتابع المارة ويمنع وجود أى غرباء داخل المسجد، الغضب يسيطر على الجميع، حان وقت صلاة الظهر، فترك الجميع المسجد واتخذوا من الساحة الفارغة خلفه مكاناً للصلاة فى حزن وخشوع.
هذا كل ما تبقى بعد مذبحة مسجد قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد بشمال سيناء الذى شهد هجوماً إرهابياً على المصلين داخل المسجد أمس الأول، من جانب جماعات متطرفة، حيث استشهد 305 مواطنين من أهل القرية وعدد آخر يصارع الموت فى المستشفيات داخل سيناء وخارجها، «الوطن» انتقلت إلى هناك لرصد آثار الشهداء وما تبقى فى موقع تنفيذ أكبر جريمة إرهابية تشهدها مصر ضد المدنيين.
{long_qoute_1}
بجلبابه البدوى الأبيض، وعباءة مزركشة يغطى بها نصف وجهه، وبصوت متهدج، وقف رجل عجوز فى نهاية العقد السادس من عمره، يتابع الصبية خلال عملية تنظيف المسجد، ويردد: «هو حد هيعرف يصلى فيه تانى»، هكذا قال «سلامة سالم» الذى أخذ على عاتقه تهدئة الصبية الثائرين، مؤكداً أنه نجا من الموت الذى حصد 13 فرداً من عائلته بأعجوبة، بعد أن سقطت عليه إحدى الجثث فشكلت حماية من رصاص الإرهابيين طوال وجودهم على أبواب المسجد، وأضاف لـ«الوطن» أن الإرهابيين وصلوا القرية على متن 5 عربات دفع رباعى واحدة منها ظلت على أبواب القرية فى الطريق الدولى المؤدى للعريش، واثنتان تحملان ما يزيد على 30 مسلحاً ملثماً دخلوا للقرية وأحاطوا بالمسجد من جميع الجهات. يتذكر الرجل العجوز جيداً بداية إطلاق النيران، حيث ألقى أحدهم قنبلة صغيرة أحدثت دخاناً كثيفاً وجلبة فى المكان وأطلقوا الرصاص من جميع أبواب المسجد، فكان أهل القرية يفرون من النوافذ ولكن كانت مجموعة أخرى من الإرهابيين فى استقبالهم بطلقات الرصاص لحصد أرواحهم، ولم يرحموا شيخاً كبيراً قعيداً على كرسى ولا طفلاً صغيراً. وواصل «سالم» حديثه قائلاً إن الموت كان أهون عليه من لحظة الخروج من تحت أحد الجثامين ليجد أبناء عمومته وأهل قبيلته السواركة جثثاً ملقاة فى جنبات المسجد وفى الطرقات وعلى النوافذ. لم تمر سوى دقائق على رحيل «سلامة» حتى انطلقت صرخات وآهات الصبية وهرع عدد منهم لغرفة مبنية بالطوب اللبن بالقرب من المسجد، وبمجرد الوصول إلى هناك ظهر عدد من الأطفال يلتفون حول شهيدين مصابين بعدد من الرصاصات وسط الغرفة الصغيرة المغطى سقفها بالأعشاب، لم يتعرف عليهما أحد حتى حدد أحد الصبية هويتهما وهرع ليخبر أسرته التى ظلت تبحث عنهما وسط الجثامين طوال الليل.
فى أحد شوارع القرية الضيقة، جلس «سليم محمد» بعدما عاد للتو من زيارة ابن عمه فى المستشفى، وهو ابن قبيلة الحميدات وقال لنا: إن المتطرفين وزعوا أنفسهم بواقع ثلاثة أفراد على أبواب المسجد الأربعة وأطلقوا وابلاً من الرصاص على المصلين، فيما صعد أحدهم على المنبر، وأخذ الميكروفون وظل يطلق النيران بيد، ويصرخ فى الميكروفون باليد الأخرى: «الله أكبر الله أكبر»، وبعدما انتهوا من عمليتهم الدنيئة خلال نصف ساعة، أضرموا النيران فى السيارات المصفوفة بالشوارع المؤدية للمسجد لمنع وصول أى نجدة للمصابين وفروا هاربين.
جلس سليمان سالم القرفصاء أمام منزله، بعد أن انتهى من دفن شقيقه ونجله الصغير، حيث قال بكل زهو إنه ينتمى للطريقة الجريرية الصوفية، مضيفاً أن أحداً لم يتوقع ظهور المتطرفين فى قريتهم، التى ليس لها أى دخل بالسياسة، وحتى بعد مقتل أحد مشايخهم فى العريش لم يكن يتخيل أن يصلوا إلى تلك البقعة من سيناء التى تستقر غرب مدينة العريش بمسافة 40 كيلومتر، وأنهم فوجئوا بالمذبحة التى وصفها بالأكبر داخل سيناء منذ بداية الاشتباكات بين الجيش والمتطرفين.