تاريخ "الجريرية".. من محاربة إسرائيل ومساندة الدولة لـ"استهداف مسجدهم"

كتب: إمام أحمد

تاريخ "الجريرية".. من محاربة إسرائيل ومساندة الدولة لـ"استهداف مسجدهم"

تاريخ "الجريرية".. من محاربة إسرائيل ومساندة الدولة لـ"استهداف مسجدهم"

بدأت الطريقة الجريرية على يد الشيخ عيد أبوجرير، الأب الروحي للطرق الصوفية في سيناء، لكنه لم يكن مجرد شيخا صوفيا محبا لدينه ووطنه، بل كان أحد زعماء المقاومة الشعبية في سيناء خلال العدوان الثلاثي في 56، وحتى وفاته في أوائل السبعينيات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

اتخذت طريقته من مسجد الروضة قرب العريش مقرا لها، وهو ذاته المسجد الذي تعرض لهجوم بعد وفاة "أبوجرير" بنحو 45 عاما، لكن ليس على أيدي الإسرائيليين الذين قاومهم، بل على أيدي عناصر الجماعات الإرهابية. {left_qoute_1}

"هو أحد أكثر الشخصيات قربا ومحبة في قلوب أبناء سيناء بدوا وحضرا، والجميع يحفظون سيرته عن ظهر قلب، بخاصة من عاصروه ولا زالوا على قيد الحياة".. قال أحمد الجريري، أحد مريدي الطريقة الجريرية، الرجل الخمسيني الذي شارك في جلسات دينية بمسجد الروضة أكثر من مرة، مضيفا لـ"الوطن": "كان الشيخ الجريري ملقب بالعارف بالله، والكثير من قريته يتحدثون عن كراماته وأخلاقه ووطنيته من خلال دوره في حرب الاستنزاف ضد الإسرائيليين".

ينتمى مؤسس الطريقة الجريرية إلى عشيرة "الجريرات"، وهي إحدى عشائر قبيلة السواركة، ومع مرضه قبل الوفاة غادر سيناء واستقر في قرية جزيرة سعود بمحافظة الشرقية، وتوفي ودفن هناك في سبتمبر 1971، يضيف أحمد: "الطريقة الجريرية معروفة بوطنيتها وإخلاصها ودعمها للدولة المصرية، ورفض التطرف والعنف وحمل السلاح، لذلك ظلت على خلاف مع العناصر الإرهابية المسلحة، التي انتشرت في بعض المناطق في سيناء ورفعت كتاب الله شعارا لها زورا وبهتانا".

عبدالله ناصر حلمي أمين اتحاد القوى الصوفية، يقول إن "أبوجرير" لعب دورا كبيرا خلال العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، لأنه عندما صدرت الأوامر إلى الجيش بالانسحاب من سيناء إلى غرب قناة السويس، دعا أتباعه من العشائر والقبائل المختلفة لتغطية انسحاب قواتنا المسلحة، وحملهم ومعاونتهم على الوصول إلى غرب القناة، وتم نقل الآلاف من الجند والضباط في ملحمة وطنية جعلت العدو الإسرائيلي يفقد صوابه.

يضيف أمين اتحاد القوى الصوفية: "الرئيس جمال عبدالناصر كرمه، وكان يحبه وعلى علاقة ودية معه، لدرجة أن سلطات العدو الإسرائيلي رصدت مكافأة مالية ضخمة لمن يأتي بالشيخ حيا أو ميتا، لكن فشلوا في ذلك"، وزاد: "هذه واحدة من الطرق التي تقوم على المحبة والزهد، وترفض العنف الذي تتبناه الجماعات الإرهابية". {left_qoute_2}

تولى إدارة طريقة الجريرية الأحمدية من بعده 7 مشايخ على مدار نحو نصف قرن مضى، بين أبنائه وأقاربه والمشايخ الذين تتلمذوا على يده واتبعوا نهجه، بينهم الشيخ منصور عيد أبوجرير، نجل "أبوجرير"، وشيخ عشيرة الجرارات الذي توفي في أكتوبر 2014، ومن قبله الشيخ نصير سلمى نصير شيخ الطريقة الجريرية، الذي تولى إدارة الطريق على مدار 8 سنوات بين 2003 حتى وفاته في 2011.

جمعت "أبوجرير" صداقة طيبة بـ"شيخ الزاهدين" سليمان أبوحراز، الصوفي الكبير، الذي أعدمه ذبحا عناصر تنظيم بيت المقدس الإرهابي، في نوفمبر من العام الماضي، رغم سنه الذي تجاوز 100 عام، وذلك لوسطيته واعتداله، ونبذه للعنف والإرهاب والفكر المتطرف، حيث كان له تأثير كبير في أوساط القبائل البدوية التي كانت تستمتع لعظاته الدينية، وسبق وهددوه عدة مرات لكنه لم يتراجع عن مواقفه.


مواضيع متعلقة