"الأولياء على الطريقة الأمريكية".. نصاب ملحد خدع مئات الدراويش

03:26 م | الخميس 23 نوفمبر 2017

في 2 فبراير 1870، تم اكتشاف واحدة من أعظم الخدع في التاريخ الأمريكي، بعد الكشف عن تمثال حجري يدعى كارديف جيانت، وهو شخص متحجر يبلغ طوله 10 أقدام، في 16 أكتوبر 1869- من قبل عمال يحفرون في منطقة "وليام".

وفي كارديف، نيويورك، صُدم العمال من اكتشاف تمثال يرجع تاريخه إلى بعد الحرب الأهلية في أمريكا، تصدر عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.

التمثال يرجع أصله إلى "كارديف جيانت" حيث شرع عازف في نيويورك يدعى جورج هال، وهو ملحد وكان مسيحيا، في إنشاء العملاق بعد اجتماع النهضة الميثودية وهي طائفة مسيحية بروتستاتينية، لاعتقاده أن هناك عمالقة عاشوا على الأرض ودفنوا تحتها.

ووضع خطة حول إنشاء العملاق، حتى يتم اكتشافه في العام التالي لدفن التمثال، من أجل تقديس الناس للتماثيل الحجر، وقام على الفور باستئجار العمال الأشداء لاقتطاع كتلة طويلة من الجبس 10 أقدام في فورت دودج، ولاية ايوا، وخدعهم أنه مجرد نصب تذكاري لإبراهام لينكولن وهو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية.

وشحن كميات كبيرة من مواد البناء، لنحت التمثال، واستخدم الأحماض المختلفة لجعل العملاق يبدو مختلفا، وفقا لـamerican huntings.

وفي نوفمبر 1868، تم نقل العملاق عن طريق السكك الحديدية إلى مزرعة وليام نيويل، ابن عمه والتي سميت المنطقة باسمه، ودفن العملاق وراء حظيرة ابن عمه، وتم إنفاق أكثر من 2500 دولار على هذه الخدعة.

بعد عام تقريبا، استأجرت نيويل جدعون إمونس وهنري نيكولز، المساحة الفضاء خلف بئر حظيرة وليام، وفي 16 أكتوبر 1869 وجدوا العملاق مدفونا، وهتف أحد العمال: دفن بعض الهنود القدماء هنا" وتم سحب العملاق المدهش من الأرض وأصبح الاكتشاف متصدرا عناوين الصحف.

وأقامت نيويل خيمة للعملاق على طريقة "أضرحة الأولياء" في الشرق، وجمعت 25 سنتا من الأشخاص الذين يريدون رؤيته، وبعد يومين رفع السعر إلى 50 سنتا، واستدلت هي الأخرى بأن عمالقة في الكتاب المقدس موجودة في الواقع.

ورغم تدفق الحشود على خيمة العملاق لرؤيته، أكد علماء الآثار أنها وهمية، لكن بعض الذين أيدوا الفكرة، لم يرغبوا في سماع هذا الحديث، ودافع بعض الأصوليين والدعاة المسيحيين عن صحة وجود عملاقة النحت، واستمرت الحشود في زيارة الموقع، في كثير من الأحيان يمسكون الأناجيل البالية في أيديهم.

وتمثال كارديف العملاق لا يزال موجودا حتى اليوم، وطالته أساطير عديدة بظهور الأشباح لتدعمه، وأنه شخص واقعي من لحم ودم، يظهر في المنامات لزواره، ويناشدوه حل مشكلاتهم، وجلب السعادة والثروات لهم.