روائح كريهة بمصرف السيل.. وأستاذ بجامعة أسوان: سبق أن حذرنا منها

كتب: عبد الله مشالي

روائح كريهة بمصرف السيل.. وأستاذ بجامعة أسوان: سبق أن حذرنا منها

روائح كريهة بمصرف السيل.. وأستاذ بجامعة أسوان: سبق أن حذرنا منها

"عادت ريما لعادتها القديمة" هذا هو الحال الذي عاد للمدخل الشمالي لمدينة أسوان، عقب تلف عدد كبير من مواسير الصرف الصحي، الضخمة التي انجرفت إلى مجرى نهر النيل بسبب اندفاع آلاف الأمتار من مياه الصرف الصحي الغير معالجة بداخلها مباشرة في نهر النيل، نهاية مصرف السيل، والتي اقترح مسؤولو شركة مياه الشرب والصرف الصحي في يناير الماضي، قبل زيارة الرئيس السيسي لأسوان خلال المشاركة في المنتدى الوطني للشباب، بإدخال مياه الصرف الصحي في مواسير ضخمة وانزالها تحت مياه نهر النيل مباشرة وغلق باقي المنطقة أسفل كوبري نهاية مصرف السيل بالخرسانة الأسمنتية، في الوقت الذي حذر فيه القيادات الشعبية وعلماء البيئة بأسوان من أنه قد يحدث كارثة في حال انسداد هذه المواسير بغرق المناطق القريبة من مجرى مصرف السيل، خاصةً القريبة من منطقة الغلق.

نشرت "الوطن" بتاريخ 23 يناير الماضي، أن حالة من الغضب العارم تسود بين المواطنين بمركز ومدينة أسوان، بعد قيام المسؤولون بالمحافظة وشركة مياه الشرب والصرف الصحي بوضع مواسير صرف كبيرة في نهاية مجرى مصرف السيل بالمدخل الشمالي لمدينة أسوان لتصرف ما يزيد عن 120 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي الغير معالج بالنيل، ومن جانبه أبدى محمد صالح، عضو مجلس النواب عن مركز ومدينة أسوان، تعجبه من هذه الطريقة المريبة من مسؤولي أسوان بإخفاء هذه الكارثة البيئية الكبيرة والتي تعد الأولى في مصر لمجرى نهر النيل، مضيفًا، "تلقيت مكالمات كثيرة من الأهالي يدينون هذا التصرف".

في الوقت الذي جاء فيه رد المكتب الإعلامي لمحافظة أسوان، أن المهندس رفعت إسماعيل، رئيس فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان، أكد استمرار أعمال تركيب مواسير عند مصب مصرف السيل على كورنيش النيل، ضمن جهود وزارة الإسكان ومحافظة أسوان، التي تشمل قرب التشغيل الفعلي لمحطة معالجة الصرف الصحي "كيما 1" بنهاية فبراير المقبل، والتي تم تطويرها لرفع قدرتها من 21 ألف م3 إلى 30 ألف م3 يوميًا، في حين سيتم تشغيل محطة "كيما 2" منتصف أبريل المقبل، والتي تم تطويرها لرفع قدرتها من 35 ألف م3 إلى 45 ألف م3 يوميًا.

وأضاف المكتب، في بيان صادر، اليوم، أن تركيب المواسير يستهدف القضاء على الروائح الكريهة المنبعثة بمنطقة الكورنيش ومدخل المدينة الشمالي، والتي كانت أحد المطالب الجماهيرية في السنوات الماضية، خاصةً أن ذلك سيتوازى مع تطهير الجزء المغطى من مصرف السيل بطول 1600 متر، والذي يترسب به بكتيريا لا هوائية تتسبب في ظهور هذه الروائح.

وعبر الدكتور هشام جمال، الأستاذ بجامعة أسوان، عن غضبه من انفجار المواسير وتلفها ونزولها لمجرى نهر النيل، مؤكدًا أن مواسير الصرف الصحي التي أثارت استياء وغضب الشارع الأسواني في يناير الماضي والتي حذرنا منها التنفيذيين بأنها ستسبب كارثة في حالة انسدادها، مما سيؤدي إلى تراجع المياه في المصرف مرة أخرى وغرق شرق مدينة أسوان بالكامل، قد حدث بالفعل لو المواسير انفجرت من قوة اندفاع المياه وها هي شاهدة على إهدار المال العام، فإننا نطالب كلاً من الجهات الرقابية والسيادية بالتحقيق في الأمر، واستمرار تلوث نهر النيل، بالإضافة لعودة انبعاث الروائح الكريهة بمدخل مدينة أسوان في ظل وجود موسم سياحي شتوي، كما إن هناك في الواقعة إهدار للمال العام في ظل وجود ما يزيد عن 50 ألف متر من مياه الصرف الصحي الغير معالج، هذا في حال أننا سلمنا بأن محطتي كيما 1 و2 يعملان بكامل طاقتهما ويستوعبان معالجة ثلاثية لحوالي 80 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي لأن قدرة أسوان تزيد عن 130 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي.


مواضيع متعلقة