من هم اللاعبون الرئيسيون في أزمة زيمبابوي؟

من هم اللاعبون الرئيسيون في أزمة زيمبابوي؟
أعلن الجيش في زيمبابوي سيطرته على السلطة، وقال إن الهدف من ذلك أن تبقى بعيدا عن "المجرمين" الموجودين حول الرئيس روبرت موجابي.
واندلعت هذه الأزمة، بعد مرور قرابة أسبوع على إقالة موغابي لنائبه، إيمرسون منانغاغوا، وهو ما فسره البعض على أنها خطوة تصب في صالح زوجة الرئيس، غريس، التي يعتقد أن كانت ترغب في خلافة زوجها.
"بي بي سي"، أعدت تقريرا عن أبرز اللاعبين في الأزمة السياسية الحالية في زيمبابوي:
- روبرت موجابي
كان موجابي بطلا ثوريا، وقضى سنوات عديدة في السجن قبل استقلال بلاده، وصعد إلى سدة الحكم عبر الانتخابات بعد إعلان استقلال زيمبابوي عام 1980.
ولهذا السبب، يرفض الكثير من الزعماء الأفارقة انتقاده، وذلك على عكس عدد كبير من مواطنيه الذين عاينوا حكمه بأنفسهم.
وكان من بين أشهر ملامح حكم موجابي برنامج الإصلاح الزراعي عام 1990 الذي ارتكز على الاستيلاء على مزارع البيض لإعادة توزيعها على الفقراء السود.
لكن بعد عقود من الحكم السلطوي، تعاني بلاده من اضطرابات سياسية واقتصادية، وتشيع مزاعم الفساد الحكومي في البلاد، ولا يحظى موجابي بتقدير كبير على المستوى الدولي.
ويرفض الرئيس البالغ 93 عاما التخلي عن الحكم، ومع تدهور صحته تدهورت، بدأ يظهر صراع بشأن خلافته.
ويتصارع الحرس القديم الذي برز إبّان حقبة الاستقلال، ويمثله نائب الرئيس المقال، إيمرسون منانغاغوا، في مقابل معسكر آخر أصغر سنا تمثله زوجة موجابي.
- جريس موجابي
صعد نجم جريس موجابي، زوجة روبرت موجابي الثانية التي تصغره بأربعين عاما، سريعا، إذ أصبحت من أكثر النساء نفوذا في زيمبابوي بعدما كانت موظفة إدارية في قصر الرئاسة.
والتقى الاثنان وأنجبا أول طفلين لهما، عندما كانت زوجة موجابي الأولى، سالي، تعاني من السرطان، لكنهما لم يتزوجا إلا بعد وفاتها.
وبسبب الحديث عن شهيتها للتسوق، أُطلق عليها "جوتشي جريس".
وبينما يتحدث مؤيدوها عن أعمالها الخيرية والإنسانية، ويطلقون عليها اسم "دكتور أماي"، وتعني "الأم"، يتهمها معارضون بشن حملات لا هوادة فيها من أجل الاستيلاء على الثروة والسلطة.
وباعتبارها شخصية سياسية قريبة من موجابي، تعرضت غريس لنفس عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي تعرض لها زوجها، من بينها حظر السفر وتجميد الأصول.
وتشتهر غريس بلسان حاد، إذ وصفت منافسها نائب الرئيس، إيمرسون منانغاغوا، الأسبوع الماضي بأنه "ثعبان" يجب "أن يضرب على رأسه" وفي اليوم التالي، أقاله موجابي.
- إيمرسون منانغاغوا
قبل صعود نجم جريس، كان يُنظر إلى منانغاغوا لسنوات عديدة على أنه من سيخلف موغابي في سدة الحكم.
وفي أعقاب تلقيه تدريبات عسكرية في مصر والصين، ساعد منانغاغوا مباشرة في معارك "التحرير" قبيل الاستقلال عام 1980، وقضى وقتا في السجن، حيث يُزعم أنه تعرضه للتعذيب، ويتولى مناصب حكومية منذ الاستقلال.
وقتل الآلاف في صراع وحشي في أعقاب الاستقلال، وهو الصراع الذي لعب فيه منانغاغوا دورا رئيسيا عندما كان وزيرا للأمن القومي، لكنه ينفي تماما ضلوعه في أي سفك للدماء.
ويشتهر منانغاغوا في زيمباوي باسم "نغوينا"، وتعني التمساح، بسبب دهائه السياسي.
وكوزير سابق للدفاع والأمن القومي، كان منانغاغوا حلقة وصل رئيسية بين الحزب الحاكم والمؤسسة العسكرية ووكالات الاستخبارات في زيمبابوي، وهو أيضا رئيس قيادة العمليات المشتركة المكلفة بحفظ الأمن في البلاد.
قسطنطينو تشيوينغا
يقود تشيوينغا، 61 عاما، الجيش الوطني في زيمبابوي منذ عام 1994، وهو حليف مقرب من منانغاغوا.
ويعد تشيوينغا ابن الصراعات من أجل الاستقلال، حيث تلقى تدريبات عسكرية مكثفة مع جيش التحرير الإفريقي الزيمبابوي في موزمبيق، وبعد ذلك ترقى في صفوفه.
وفي عام 2002، فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ونيوزيلاندا عقوبات على شيوينغا و18 من المقربين من موغابي، وشملت العقوبات حظر السفر وتجميد أصول أجنبية، وهي العقوبات التي مددت مرارا، وفي عام 2003، أصبح قائدا عاما للقوات المسلحة المشتركة.
وصدم تشيوينغا المواطنين في زيمبابوي، عندما أصدر تحذيرا مفتوحا ضد المسؤولين عن حملات "التطهير" داخل الحزب الحاكم، محذرا من أن الجيش قد يتدخل.