التفاصيل الكاملة لمقتل رجل أعمال الصف.. وسر التمثال الأثري

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز

التفاصيل الكاملة لمقتل رجل أعمال الصف.. وسر التمثال الأثري

التفاصيل الكاملة لمقتل رجل أعمال الصف.. وسر التمثال الأثري

بعد ثلاثة أيام من البحث، عثرت الداخلية على الشخص المتغيب "جثة" داخل جوال مهشم الرأس ومكبل اليدين والقدمين، وملقى بالنيل على بعد أمتار من منزله، وهنا بدأ الحديث حول من الذي قتل "أحمد بيه المليجي؟".

الضحية رجل أعمال في العقد السابع من العمر، يمقيم بمفرده في فيلا بقرية الديسمي بمدينة الصف جنوب محافظة الجيزة، المجني عليه يمتلك قطعة أرض زراعية كبيرة في الخمسينات ومعروف لدى أهل قريته أنه رجل ثري.

بمجرد العثور على الجثة، شكلت مديرية أمن الجيزة، فريق بحث وتحرٍ، وتوالت الأحداث بسرعة، وبعد مرور 48 ساعة تمكنت من كشف غموض الواقعة.

وتبين أن وراء ارتكابها 7 متهمين من عائلة واحدة، والعقل المدبر هو "سمسار" حلم بالثراء فارتكب وقائع نصب واستولى من أهالي قريته على 2 مليون لشراء تمثال أثري، وتعرض للنصب في المبلغ من قبل عصابة في الشرقية، حاول الاستيلاء على أرض مملوكة للضحية فقتله.

تفاصيل الأحداث التي دارت على مدار 5 أيام في قرية الديسمي بالصف، جاءت طبقًا لما جاء في تحريات المباحث وتحقيقات النيابة واعترافات المتهمين.

"اختفاء الباشا"

أشارت عقارب الساعة إلى الرابعة عصر يوم الأربعاء، من الأسبوع الماضي، توجه "همام محمد المليجي"، 65 سنة، إلى مركز شرطة الصف، وطلب مقابلة رئيس مباحث المركز، وبعد 5 دقائق قابل رئيس المباحث.

وقال: "أنا عايز أعمل محضر اختفاء لـ"أخويا الكبير"، "أحمد باشا" اختفى بقاله يومين، أحمد هو شقيقي الأكبر، ومقيم في فيلته بقرية الديسمي بالمركز، محدش عارف عنه أي حاجة". وحرر شقيق المتغيب المحضر وغادر القسم.

 

"جثة مهشمة الرأس داخل جوال بالنيل"

عقب ذلك أخطر رئيس مباحث مركز الصف، اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث بتفاصيل البلاغ، وأخبره بأن المتغيب في العقد السابع من العمر، وليس لديه عداوات شخصية ومعروف لدى أهل قريته أنه حسن السمعة، ولديه ابنتان متزوجتان تترددان عليه من وقت لآخر، ومعروف بأنه رجل ثري، وأن أسرته لم تتلق أي تليفونات بطلب فدية مما يؤكد أنه ليس مختطف.

على الفور أمر اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة لمباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث وتحرٍ من قطاع مباحث جنوب وشرق الجيزة، لفحص البلاغ وكشف ملابسات الواقعة، وبدأت القوات في الفحص وتتبع خط سير الضحية والمترددين عليه، وأثناء ذلك عثر أهالي القرية على جوال في نهر النيل، بداخله جثة الضحية مهشمة الرأس ومكبل اليدين والقدمين.

 

"سرقة هواتف ومبلغ مالي من فيلا الضحية"

عقب الانتهاء من المعاينة، أخطر اللواء عصام سعد مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، بتفاصيل واقعة القتل والعثور على جثة الضحية، وانتقلت النيابة لمناظرة الجثة وتبين أنها مهشمة الرأس، وقررت النيابة عرض الجثة على الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، وعقب الانتهاء من المناظرة، انتقل فريق من مباحث الجيزة، تحت قيادة اللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، إلى منزل الضحية وتبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة، وباقي "3 أكواب شاي".

ورجحت المعاينة أن الجريمة استمرت قرابة نصف ساعة، وحدث شد وجذب بين الجناة والمجني عليه، وأن الجناة من المترددين على الضحية لسلامة نوافذ المنزل، وأسفرت المعاينة عن اختفاء هاتف الضحية وتابلت ومبلغ مالي من الخزينة بعدما تبين أنها مكسورة.

 

"تمثال أثري"

انتهت المعاينة والمناظرة، وبدأت قوات الأمن تحت إشراف اللواء عصام سعد مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث في فحص علاقات المجني عليه والمترددين عليه.

وأسفرت عن وجود "سمسار"، وشقيقه "سائق" في وقت معاصر للواقعة، وكثفت القوات من عمل التحريات اللازمة حولهما، وتبين أن "محمد رجب"، 38 سنة، سمسار أراضي، أنه متورط في واقعة نصب على أهالي قريته في مبلغ 2 مليون جنيه، بحجة شراء تمثال أثري، وأنه تعرض للنصب من قبل عصابة بيع آثار في الشرقية، واستولوا منه على المبلغ، فبدأ يبحث عن حل للخروج من تلك الأزمة.

وبدأ في أيهام أهالي القرية أن قطعة أرض مساحتها 30 قرط مملوكة للمجني عليه يوجد بها تمثال أثري وأنه سوف يشتريها بالمبلغ المالي الذي جمعه منهم، ويستخرج التمثال ويبيعه ويوزع قيمته على كل شركائه.

وبدأ يتردد على الضحية، وعندما رفض الضحية البيع، قرر قتله، والاستيلاء على الأرض.

 

"يوم الجريمة"

توجه المتهم الأول بصحبة شقيقه إلى فيلا الضحية، وبدأ في التشاور معه على قطعة الأرض، وأثناء ذلك استغل الاثنين وجود المجني عليه بمفرده، وشلوا حركته وتعدوا عليه بالضرب بقطعة خشبية حتى سقط على الأرض جثة هامدة، وبعد ذلك كبل يديه وقدميه بالحبال، ووضعوه في جوال، واستعانوا بـ5 متهمين آخرين من أقاربهم.

وبدأت مجموعة في تزوير عقود الأرض ومجموعة أخرى في التخلص من الجثة، وضعوا على الجثة حجرين حتى تختفي وألقوها في نهر النيل، واستولى المتهم الرئيسي على هاتف الضحية ومبلغ 25 ألف جنيه وفروا هاربين.

 

"ضبط 6 متهمين"

عقب تقنين الإجراءات وتكثيف التحريات تمكنت مباحث الجيزة من ضبط العقل المدبر للواقعة الذي اعترف بالتفاصيل كما جاءت في التحريات، وأيضًا أرشد عن باقي المتهمين، وتم ضبط 5 آخرين وتكثف القوات البحث عن المتهم السابع، وتم إخطار المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة.

وباشرت النيابة التحقيق مع الـ6 متهمين وقررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، واستعجلت تحريات المباحث حول الواقعة، كما استعجلت تقرير الطب الشرعي تمهيدًا لإحالة المتهمين للجنايات.


مواضيع متعلقة