طريق «بنها الحر».. إمكانيات هائلة وخدمات متأخرة والسائقون يشكون: «الرسوم غالية علينا»

كتب: أحمد العميد

طريق «بنها الحر».. إمكانيات هائلة وخدمات متأخرة والسائقون يشكون: «الرسوم غالية علينا»

طريق «بنها الحر».. إمكانيات هائلة وخدمات متأخرة والسائقون يشكون: «الرسوم غالية علينا»

إذا كنت تسير على الكوبرى الدائرى بالجيزة وتقطع الطريق المتجه إلى «العاشر من رمضان»، فستجد الفتحة شديدة الالتواء على الجانب الأيمن عند منطقة «أم بيومى» بشبرا الخيمة، لتأخذك إلى أحد مشروعات الطرق العملاقة التى أنشئت حديثاً ضمن خطة الدولة للنهوض بشبكة الطرق والكبارى، حيث طريق «شبرا الخيمة - بنها» الحر، الذى شهد حادثاً كبيراً، خلف 3 قتلى ونحو 51 مصاباً وتهشّم 23 سيارة، قبل أيام.

{long_qoute_1}

الطريق الفسيح يبلغ طوله نحو 40 كيلومتراً، وجرى تشغيله منذ فترة قصيرة ويبدو جديداً ورائعاً -حسب شهادات سائقين مروا عليه- لكنه لم يكن جاهزاً للسير عليه، بسبب نقص بعض اللافتات ومحددات السرعة وتغيير الاتجاهات.

ويبدأ الطريق نظيفاً جداً عند بوابته التى صُمّمت حديثاً، على شكل «حارات» كل واحدة منها تسمح بسير نوع من السيارات، سواء «الملاكى» أو «الميكروباص» أو شاحنات النقل الكبيرة، فيما يقف أحد العاملين، ويشير بيده لشاحنات النقل بالتوجه إلى إحدى البوابات، فى الوقت الذى يقوم فيه البعض بالوصول إلى البوابة ويطلب العودة إلى الخلف، مما يُحدث إرباكاً لباقى الشاحنات التى تنتظر خلفه.

المرور من البوابة بسيارة «ملاكى» يتكلف رسوماً قدرها 15 جنيهاً، وهو ما يُعد رسوماً مرتفعة، مقارنة ببقية الطرق الأخرى ذات المسافات الأكثر طولاً، بعد عبور البوابات يتّسع الطريق ليبلغ نحو 70 متراً عرضاً، حيث تقع على جانبيه مباشرة خلف البوابة محطتا وقود على اليمين وعلى اليسار، لتنطلق منها السيارات نحو الطريق الذى تحدوه من الجانبين حواجز خرسانية صغيرة ترتفع عن الأرض بمسافة تقل عن المتر الواحد، ويفصل أيضاً الاتجاهين البالغ كل اتجاه منهما عرضاً نحو 18 متراً تقريباً، توضع بعض العلامات الاسترشادية على جانبى الطريق و«عواكس جانبية» -فسفورية- لتُرشد السائقين إلى حدود الطريق وميله من ضوء السيارات، بينما تختفى من عليه أعمدة الإنارة.

تتباين السرعات على الطريق وتختلف مواقع سيارات النقل والشاحنات الكبيرة عليه، فتارة فى اليمين وتارة على اليسار، وهناك من يسير على سرعة أكثر من 150 كيلومتراً فى الساعة، ومن يقل عن 120 كيلومتراً على الطريق نفسه، أو ربما على الحارة نفسها، حيث لا توجد محدّدات سرعة على الطريق ترشد السائقين للسرعات المسموح بها، يقول سائق السيارة التى كنا نقودها: «الطريق سجادة ويخليك تدوس على البنزين وانت مش حاسس، بس فيه ميول كتيرة، الطريق بيغُر الواحد»، ما هى إلا دقائق حتى نجد إحدى العلامات الاسترشادية تنبهنا إلى أننا قطعنا نحو نصف الطريق، دون أى أثر لعربات إسعاف أو «أوناش» للطوارئ، الطريق الذى تنعدم فيه أى وسيلة لتغيير الاتجاهات سواء أكانت كبارى أو نزلات، يحاول أحد السائقين استغلال فتحة على يساره للعودة وسلك الاتجاه الآخر، وهو ما أشيع أنه تسبّب فى الحادث الذى وقع قبل يومين، والذى يُعد الأول على هذا الطريق، حيث قام أحد السائقين بتهدئة سرعته على يسار الحارة لسلك الاتجاه الآخر، ليصدمه كل من كان يسير بسرعة عالية على الجهة نفسها.

قبل نهاية الطريق وعند المخرج الذى يؤدى إلى طريقى الإسكندرية والإسماعيلية، تقف سيارة تابعة لإدارة مرور القليوبية، وبسؤال أحد أفراد الأمن بها الذى رفض الكشف عن هويته، أكد أن الطريق به سيارة إسعاف تجوبه ذهاباً وإياباً، إلى جانب «ونش» أيضاً لإنقاذ من تتعطل سيارته، بينما استكملنا الطريق من دون أى أثر لهذه الخدمات التى يشير إليها. وعند نهاية الطريق، كانت تقف إحدى سيارات النقل على جانب الطريق، ويقف إلى جوارها سائقها وصاحبها، اللذان ينتظران صديقاً لهما قادماً ليعاونهما فى تغيير إطارات السيارة بسبب تهالكها وعطلها المفاجئ.

يقول محمد السيد متولى، 60 عاماً، مالك سيارة نقل، إنه تعطل قبل 3 ساعات من دون أى نجدة، ولم يرَ أى ونش أو سيارة إسعاف جابت الطريق منذ أن تعطل، مؤكداً أن الطريق لا يمر عليه أى سيارات نجدة، وأنه يسلكه منذ أيام، موضحاً أن الطريق رغم كونه جيداً ويوفر الوقت والجهد ويربط طرقاً رئيسية كبيرة، إلا أن الطريق غير مكتمل، ليفتح بواباته أمام السيارات، معلقاً: «الطريق حلو مافيهوش مطبات ولا حُفر تهلك الكاوتشات زى الطريق القديم، وما بناخدش نص ساعة ولا ساعة إلا ربع بالكتير»، مشيراً إلى أن رسوم عبور هذا الطريق مبالغ فيها إلى حد كبير، حيث إنها تقرر رسماً بقيمة 120 جنيهاً على سيارات النقل المحملة، بينما على بقية الطرق لا تزيد على 70 جنيهاً وتكون أطول من هذا الطريق، مشيراً إلى أن هذا ما يدفع الكثير من سيارات النقل إلى العودة والرجوع من أمام البوابة وسلك الطريق القديم، خصوصاً أن الطريق ليس طويلاً لكى تكون الرسوم 120 جنيهاً، معلقاً: «ماتبقاش عملتم حاجة حلوة وتبوخوها برسوم عالية، وكمان فاتحين الطريق قبل ما يكمل كله، ما يخلوها 60 جنيه، تكون مقبولة شوية وكانوا يستنوا شوية لما يخلصوا الطريق يكونوا عملوا البنزينة اللى فى نص الطريق دى، وعملوا كافيتريا وخدمات على الطريق وحدّدوا السرعة بدل ما كل واحد قاطع قدامه يمشى على 100 ولا 200 محدش هيكلمه ولّا يقول له حاجة».

ويقول أحمد إبراهيم، أحد سائقى عربات النقل على الطريق، إن الخدمات تنعدم فى هذا الطريق رغم إمكانياته الجيّدة جداً، مما يعنى أن الطريق تم التعجّل فى فتحه أمام المواطنين، مشيراً إلى أنه يوفّر الكثير من الوقت، إلا أنه لا يوجد به أى أعمدة إنارة وفقط توجد به عواكس «فسفورية»، وأنها غير كافية.

وقال المستشار سامى مختار، رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم: إن الطرق لا بد لها من وحدات إسعاف لتصل إلى أى موقع على الطريق خلال 8 دقائق، وعدم وجود أى تمركزات لسيارات الإسعاف يشكل خطراً على حياة الناس إذا ما وقع أى حادث، متعجّباً من عدم وجود محدّدات سرعة تنبّه المواطنين بالسرعات المقرّرة على الطريق، وقال: «لازم يبقى فيه محدّدات سرعة وبتختلف من الملاكى للميكروباص والنقل علشان المواطن يعرف الطريق ده يمشى عليه بأى سرعة علشان لما أحط الرادار يعرف إذا كان مخالف أو لا»، مضيفاً أن علم سبب الحادث الذى وقع قبل يومين على هذا الطريق بأنه سبب محاولة أحد السائقين الدوران للخلف باستغلال فتحة بالطريق.


مواضيع متعلقة