بعد سخرية شيرين منه .. هذه عقوبة "إهانة نهر النيل" عند قدماء المصريين

بعد سخرية شيرين منه .. هذه عقوبة "إهانة نهر النيل" عند قدماء المصريين
قدس قدماء المصريين نهر النيل منذ بداية سكن الإنسان المصري القديم في الوادي، فهو الذي جمعهم في مجتمع واحد بعد أن كانوا متفرقين في الواحات والسواحل والصحاري.
وحسب الحياة الدينية متعددة الآلهة لديهم رمز المصريون القدماء إلى النيل بـ"الإله حابى"، وهو معبود على هيئة رجل ضخم الجسم يرمز للخصوبة والعطاء.
كان للإله حابى وضع خاص لدى قدماء المصريين عن بقية الآلهة، فلم يكن له معابد خاصة أو كهنة، ولكن كان له أناشيد يرددها المصريون فى الاحتفالات بالفيضان.
وكان النيل عند المصريين يحدد الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها المواطن المصري، فمن يشرب من النهر الخالد غير من يشرب من الآبار والعيون، وليس هذا فحسب، بل اعتبر المصريون أن المصري يحصل على جنسيته المصرية بمجرد شربه من ماء النيل، وبناء على ما نقل عن كهنة آمون فإن حدود دولة مصر ممتدة لكل الأراضي التي يشرب أهلها من ماء النيل، ومنها جاءت مقولة "اللي يشرب من النيل يرجع له".
أما عن عقوبة الاستهانة بالنيل، فإن المصري القديم كان يقسم أمام الآلهة وفي المعابد بالحفاظ على ماء النيل وعدم تلويثه، وكان أول ما يحاسب عليه الميت هو جريمة تلويث النهر المقدس، والتي تصل عقوبتها إلى حرمان مرتكبها فورا من النعيم، بحسب ما أكده أساتذة التاريخ المصري القديم.
وظل المصريون في العصر الحديث يقدسون النيل لأنه هبة من الله، بداية من الاهتمام بحمايته من التلوث مرورا بأداء الأغنيات التي تمجده مثل "النهر الخالد" و"النيل نجاشي" لعبد الوهاب و"يا حلو يا أسمر" لعبد الحليم حافظ، وغيرهم، انتهاء بأغنية الفنانة شيرين الأشهر في السنوات العشر الأخيرة "ما شربتش من نيلها".
ومنذ إطلاق أغنية "ما شربتش من نيلها" وقد رفعها المصريون إلى مصاف الأغنية الوطنية، وأخذوا يرددونها في المحافل التي تموج بانفعالات الانتماء الوطني، وتذكير المغتربين بمصر، وحتى في مباريات المنتخب.
وتأتي رياح النيل بما لا تشتهي سفن المطربين، فكما كانت أغنية "ماشربتش من نيلها" علامة مضيئة في تاريخ شيرين عبد الوهاب، باتت في ليلة واحدة من أقبح زلاتها وما أكثرها، بعد أن رفضت لسبب غير واضح غناءها في حفل في لبنان، وردت على إحدى المعجبات التي طلبت الأغنية ساخرة: "حايجيلك بلهارسيا".
موجة غضب واجهت شيرين بعد هذه الواقعة من جميع أطياف الشعب، مستنكرين سخريتها من النيل المقدس قديما وحديثا وإلى الأبد بهذا الشكل، عفوية شيرين لم تنقذها من انتقاد الشعب الذي دائما ما ينتظر من الشخصيات العامة صون اللسان واحتساب التصريحات، بخاصة إن كان يمثل اسم مصر في حفل يقام في خارج أرض الوطن وأمام جمهور ينتظر أن يسمع كل ما هو إيجابي عن مصر.