مشروع الـ«58 مصنعاً» ببورسعيد.. ظلام دائم ونقص فى المواد الخام

مشروع الـ«58 مصنعاً» ببورسعيد.. ظلام دائم ونقص فى المواد الخام
- ارتفاع سعر الدولار
- استخراج بطاقة
- الاستيراد من الخارج
- التعليم الفنى
- الدائرة الجمركية
- الصناعات الصغيرة
- المادة الخام
- المدينة الصناعية
- المصانع الكبيرة
- المنطقة الحرة
- ارتفاع سعر الدولار
- استخراج بطاقة
- الاستيراد من الخارج
- التعليم الفنى
- الدائرة الجمركية
- الصناعات الصغيرة
- المادة الخام
- المدينة الصناعية
- المصانع الكبيرة
- المنطقة الحرة
فى عام 2016، بدأت محافظة بورسعيد إنشاء 58 مصنعاً، ضمن خطة تنمية الصناعات الصغيرة التى تم تخصيصها للشباب بالمنطقة الصناعية جنوب بورسعيد، وتبلغ مساحة الوحدة الصناعية للمشروع 200 متر، وبدأت بالفعل أصوات الماكينات بمجرد الاقتراب من منطقة الصناعات الصغيرة «الهناجر»، ورغم ذلك ما زالت هناك أزمات تواجه صغار الصنّاع فى بداية عملهم.
{long_qoute_1}
هنجر من طابق واحد، وداخله يظهر عدد لا بأس به من ماكينات الحياكة، والأقمشة تغطى الأرضية، وعلى أبوابها تظهر السراويل و«البنطلونات» المصنّعة للتو، وفى داخل مكتبه الصغير يجلس «السيد شليل»، صاحب المصنع، يقول إن «المشكلة الأساسية فى الخامات، بسبب ارتفاع سعرها، وعدم توافرها، فالمادة الخام لبنطلون واحد من الممكن أن تصل إلى 100 جنيه، ولا توجد سوى شركة واحدة مصرية تحتكر صناعة خام الجينز، والاستيراد من الخارج مكلف بسبب ارتفاع تكلفة الجمارك، فى الوقت الذى تدعم فيه الدولة الصناعات الكبيرة، فعلى مبعدة من منطقتنا الصناعية توجد المنطقة الصناعية الحرة، لا يدفعون أى جمارك على سعر المادة الخام التى تدخل لتلك المصانع، ويجب أن تنظر الدولة للمصنّعين الصغار».
يجذب «أسامة رمضان» منه طرف الحديث، الرجل الذى عمل لمدة 25 عاماً فى أحد مصانع المنطقة الحرة ببورسعيد، يقول إن «الصناعة مكلفة، وأخذنا هذا الخطوة بعدما تخيلنا أن الدولة ستساعد الصناعات الصغيرة، وهذا لم نجده»، حيث يراهن الرجل على قدرة مصنعه الصغير على إنتاج ما يضاهى المواصفات الأوروبية، ولكن شريطة توفير مواد خام بأسعار أقل مما هى عليه الآن، والتى يراها مكلفة وستدفعه لأحد أمرين، تقليل جودة المنتج أو الخسارة، فسعر الخام يمثل 70% من قيمة المنتج. «رمضان» يصف تلك التجربة بـ«مغامرة»، فالرجل الذى كان يعمل فى أحد مصانع الملابس قرر ترك وظيفته وفتح مصنع صغير ضمن ذلك المشروع الذى أطلقته الدولة، يقول إن المدينة بها نقص الكثير فى الخدمات، فالمواصلات للمكان معدومة، مما يُحمّل صاحب المصنع توفير وسيلة نقل للعاملين، بجانب أن الإضاءة الليلية معدومة، وهو ما يمنع وجود وردية ليلية، وبالتالى هناك مخاوف من وجود سرقات أو غيرها.
{long_qoute_2}
«رمضان» وشريكه، اللذان قدما من ست سنوات للحصول على هذا الهنجر، يواجهان الكثير من المعوقات والعراقيل والإجراءات الصعبة التى تضعها الحكومة للتعاون بين المصانع الصغيرة والمصانع الكبيرة فى المنطقة الحرة: «يعنى ييجى صاحب مصنع فى المنطقة الحرة عايزينى أساعده فى إنتاج ألف قطعة، عشان أعمل ده لازم خطاب ضمان وورق كتير طبعاً وبيروقراطية صعبة جداً.. وده شىء ممكن يساعدنا فى تطوير صناعتنا، خاصة فى البداية» يقول رمضان.
بضع خطوات تفصل «هنجر» رمضان وشريكه عن مصنع آخر لإنتاج القمصان والجواكت، هذا المصنع القائم على مجموعة من الشباب، أسسوه بعدما تركوا مهنة الاستيراد من الخارج، لخوض مضمار الصناعة، يعملون بأيديهم بين العمال، ويحلمون بالتوسع ليتحول هذا الهنجر إلى مصنع ضخم يضم العشرات من خطوط الإنتاج، «محمد أنور»، واحد من ضمن هؤلاء الشباب الخمسة، يقول بكل إصرار: «رغم كل المعوقات هنكمل».
«أنور» يقول إن فكرة 58 مصنعاً جاءت متأخرة بعد فترة طويلة تحولت فيها مصر إلى دولة مستهلكة، ولكن رغم أن تلك الفكرة عظيمة فإن هناك معوقات تحول دون استكمال تلك المشروعات التى ملأت المنطقة، وفى مقدمتها البيروقراطية، فهى الأزمة التى يعانى منها الكل، فأى مصنع لاستيراد المواد الخام لا بد له من استخراج بطاقة تسمى «بطاقة احتياجات»، وإجراءات طويلة للوصول لها، وإلا لا حل سوى اللجوء لجشع تجار الجملة فى الموسكى والأزهر فى القاهرة.
التجارة فى المواد الخام بالجملة فى الموسكى والأزهر فى الأساس تجارة غير مشروعة، لأن تلك المواد الخام، حسب «أنور»، دخلت ببطاقة احتياجات لمصنع متوقف يحصل على تلك المواد الخام ويبيعها فى السوق هناك بأضعاف أضعاف سعرها، مما يضاعف تكلفة الإنتاج على مصنع صغير كهذا المصنع. «محمد منتصر»، شريك فى المصنع، شاب ثلاثينى، يقول إن عمله فى الاستيراد كان أسهل بكثير من العمل فى الصناعة، بخلاف أن «المكسب كان فى الاستيراد أكبر، ولكن حلمنا بالمستقبل، فالمستقبل مع الصناعة.. عايز أروح للمستقبل، والصناعة متعة»، خاصة فى ظل ارتفاع سعر الدولار، وغلاء المعيشة، لا بد أن تظهر صناعة مصرية توفر البديل للمنتج المستورد، الذى ارتفع سعره مع تعويم الجنيه.
{long_qoute_3}
ولكن يعيق حلم «منتصر» وزملائه الكثير من الأزمات، على رأسها وجودهم خارج الدائرة الجمركية، الذى يفرض على بضائعهم وعمالهم الوقوف فى الدائرة الجمركية للعبور من بورسعيد للمنطقة الصناعية، وهو ما يؤخر العمال بالساعتين يومياً، هذا بخلاف عدم وجود عمالة مدربة: «مفيش عمالة مدربة، مفيش حد متعلم ولا حتى مش متعلم وعنده استعداد يتعلم».. ويطالب الشاب الدولة باهتمام أكبر بالتعليم الفنى: «أنا لما ولادى يكبروا هدخّلهم تعليم صناعى.. مفيش نهضة صناعية بدون وجود فنى مدرب ومتعلم».
ينتظر «منتصر» وزملاؤه زيارة أى مسئول لتحسين الطرق والإنارة فى المدينة، فهناك الكثير الذى ينقص المدينة، وينتظر الشباب أن يتحرك المسئولون عن المدينة كعادتهم قبل زيارة أى مسئول لها: «مستنيين والله أى حد يزور المدينة الصناعية عشان يحسنوا الدنيا، وخصوصاً الإنارة والطرق».
- ارتفاع سعر الدولار
- استخراج بطاقة
- الاستيراد من الخارج
- التعليم الفنى
- الدائرة الجمركية
- الصناعات الصغيرة
- المادة الخام
- المدينة الصناعية
- المصانع الكبيرة
- المنطقة الحرة
- ارتفاع سعر الدولار
- استخراج بطاقة
- الاستيراد من الخارج
- التعليم الفنى
- الدائرة الجمركية
- الصناعات الصغيرة
- المادة الخام
- المدينة الصناعية
- المصانع الكبيرة
- المنطقة الحرة