الانشقاقات تضرب «بيت المقدس» فى سيناء بعد خسائر «داعش» فى سوريا والعراق

كتب: محمد مقلد

الانشقاقات تضرب «بيت المقدس» فى سيناء بعد خسائر «داعش» فى سوريا والعراق

الانشقاقات تضرب «بيت المقدس» فى سيناء بعد خسائر «داعش» فى سوريا والعراق

أعلنت جماعة «جند الإسلام» الإرهابية انشقاقها عن تنظيم «بيت المقدس» وعودتها إلى أحضان تنظيم «القاعدة» مجدداً، حسبما جاء فى تسجيل صوتى بثته وكالة «أعماق» المهتمة بشئون الحركات الإرهابية، عبر حسابها على موقع «تويتر»، أمس الأول، ما ردت عليه مجلة «النبأ»، الناطقة باسم تنظيم «داعش»، بمنشور تحذيرى عنوانه «البيعة على الموت وحرمة نقضها»، لتأكيد أن البيعة ملزمة لصاحبها حتى فى الموت، وأن الخروج عليها هو خروج عن الملة.

انشقاق «جند الإسلام» عن «بيت المقدس» الموالى لـ«داعش»، يأتى بعد تفاقم خسائر التنظيم الإرهابى فى سيناء والعراق والشام، وتردد أنباء عن اعتقال أبوبكر البغدادى فى مدينة البوكمال السورية، ما أدى إلى ضعف الموارد المالية للتنظيم، مع استعادة الجيشين السورى والعراقى حقول النفط الخاضعة لسيطرته، والمستخدمة فى تمويل الفروع الموالية لـ«داعش» فى باقى دول العالم، حسب خبراء. ويتخذ مسار العمليات الإرهابية منحى جديداً مع إعلان «جند الإسلام» عن نقض البيعة للبغدادى والعودة إلى اعتناق أفكار تنظيم القاعدة الإرهابى، ما اعتبره «تكفيرى تائب» إنذاراً بحدوث انشقاقات جديدة داخل التنظيم خلال الفترة المقبلة، خاصة مع وصف الجماعة المنشقة لـ«بيت المقدس» بـ«خوارج البغدادى»، وإعلانها شن عملية ضد التنظيم فى سيناء، أسفرت عن مقتل عدد من عناصره، وإصابة آخرين.

{long_qoute_1}

وتطالب «جند الإسلام» بأن يسلمها «بيت المقدس» 4 من قيادات الجماعة المحتجزين لديه، مهددة بتكثيف أعمالها القتالية ضده، وتوقعت مواقع إلكترونية مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية تصاعد الصراع بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، فيما شككت أخرى فى صحة البيان المنسوب للجماعة، معتبرة أنه «صناعة أمنية»، ما رد عليه قيادى إرهابى يُدعى أبوحذيفة المصرى فى تغريدات على حسابه بموقع تويتر، مؤكداً صحة التسجيل. قيادى سابق فى الجماعات التكفيرية بسيناء أكد لـ«الوطن» أن «الانشقاقات فى بيت المقدس ليست وليدة اليوم، وإنما بدأت منذ أكثر من عام تقريباً، عندما انشقت أعداد كبيرة من عناصره، ما رد عليه التنظيم بالقتل فوراً، حتى وصل العدد الإجمالى للمنشقين إلى 120 شخصاً حتى الآن»، موضحاً أن «الانشقاقات ترجع إلى اعتراض عدد من العناصر على تصرفات القيادات بقتل المسلمين دون مبرر، واللجوء إلى السرقة لشراء الأسلحة والمتفجرات».

وأضاف أن «قيادات التنظيم تمادت فى تصرفاتها، حتى وصلت الأمور لإعلان جماعة جند الإسلام الانشقاق، وهى جماعة كانت تنتمى لتنظيم القاعدة قبل إعلانها الاندماج مع التنظيم الموالى لداعش فى نهاية عام 2013، بعد تنفيذ عملية إرهابية ضد أحد المبانى الأمنية فى رفح، ما أسفر وقتها عن استشهاد 6 أشخاص، وإصابة 17 آخرين، وهى العملية الأولى والأخيرة للجماعة، قبل الانضمام لبيت المقدس». وكشف القيادى السابق فى إحدى الجماعات التكفيرية عن خسارة تنظيم بيت المقدس العديد من عناصره، لأن قياداته اتخذت سبلاً مغايرة تماماً للأهداف التى نشأ من أجلها، وبينها رفض التحاكم للشرع فى العديد من المواقف، وقتل كل من يخالفه الرأى، بالإضافة لقتل قادة التنظيم الرافضين لتصرفاته، ومنهم سالم الخطابى، وعبدالباسط الأصلن، الذى أُعدم بالرصاص مع 3 من أتباعه، جنوب الشيخ زويد، قبل التمثيل بجثثهم.

وأضاف أن قتل التنظيم للشيخ سليمان أبوحراز، الذى تجاوز من العمر 100 سنة، وفصل رأسه عن جسده فى تسجيل مرئى، بدعوى مخالفته الشرع والترويج للصوفية، كان مبرراً مقنعاً للعديد من عناصر التنظيم أن يعلنوا اعتراضهم على تصرفات قيادات «بيت المقدس»، ما أدى إلى احتدام الخلاف بين الجانبين، ووصلت إلى حد قتل التنظيم 12 عنصراً منشقاً ودفنهم فى مقابر خاصة بمنطقة الظهير الصحراوى للعجراء فى رفح.


مواضيع متعلقة