"طرق أبواب بريطانيا": الإصلاح الاقتصادي يعيد مصر إلى خريطة الاستثمار

04:09 م | السبت 11 نوفمبر 2017

كشفت بعثة طرق الأبواب إلى المملكة المتحدة، التي نظمتها الجمعية المصرية البريطانية للأعمال برئاسة خالد نصير، في الفترة من 8 حتى 10 نوفمبر الحالي، بمشاركة أكثر من 50 شركة ومؤسسة مالية، عن مؤشرات إيجابية بشأن تحوّل مصر نحو جذب الاستثمارات الكبرى خلال الفترة المقبلة.

وأوضحت البعثة، أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة، إلى جانب إعادة هيكلة خطتها للإصلاح والتنمية في الفترة الراهنة، ساهمت في وضع مصر بمصاف أكبر الدول الجاذبة للاستثمارات العالمية، حيث تحولت السوق المصرية إلى مقصد رئيسي للشركات الاستثمارية الأجنبية الكبرى، في ظل التركيز على تنمية الاستثمار في البنية التحتية، وطرح فرص استثمارية ضخمة بالعديد من المشروعات الكبرى، وفي مقدمتها تنمية محور قناة السويس ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة.

بدوره، أكد خالد نصير رئيس الجمعية، أن برنامج زيارة البعثة تتضمن ملفات مهمة، تمثل مختلف القطاعات الاقتصادية، حيث تم إلقاء الضوء على الاستقرار المالي والنقدي والاقتصادي الذي تشهده مصر حاليا، وحزمة الإصلاحات الاقتصادية المقدمة لمجتمع الأعمال البريطاني، لافتا إلى طرح مشروعات تغطي مجالات الاستثمار في البنية التحتية والخدمات المالية وقطاع الطاقة الجديدة والمتجددة والبترول، على المستثمرين البريطانيين.

وأكد الجمعية المصرية البريطانية للأعمال، الاتفاق مع الجانب الإيرلندي خلال الزيارة، على تنظيم الأخير زيارة للقاهرة في مارس المقبل، لاستكمال الخطوات اللازمة لتعزيز التجارة المشتركة، والبحث عن فرص الاستثمار في المشروعات القومية التي تنفذها الدولة حاليا، مثل مشروع محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.

وأوضح نصير، أن الجانب الإيرلندي أكد أن "عودة السياحة الإيرلندية لمصر مسألة وقت"، مشيدين بالخطوات التي اتخذتها مصر لمواجهة الإرهاب، وتوفير الحماية اللازمة للسائحين على مدار الفترة الماضية، وسياسات الإصلاح التي انتهجتها مؤخرا.

وتابع الجمعية المصرية البريطانية للأعمال، أن توقيت إرسال البعثة "إيجابي"، في ظل نجاح مصر في قطع شوط كبير من سياسات الإصلاح الاقتصادي، وإجراء بريطانيا تغييرات كبيرة في خريطة تعاملاتها الخارجية، عقب قرارها بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

وأضاف نصير، أن الجمعية تركز خلال لقاءاتها على الترويج لمصر كمركز للتصنيع، قادر على توفير احتياجات السوق الإنجليزي من السلع، بخاصة عقب قرار بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

من جانبه، قال أسامة طعيمة كبير مستشاري وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، إنّ مباحثات البعثة طالبت الجانب البريطاني، بعدم النظر لمصر باعتبارها سوق استهلاكي كبير، وإنما دولة قادرة على استضافة الكيانات والشركات الصناعية الكبرى في ظل توافر الخامات والموارد اللازمة لذلك، وامتلاكها للعديد من الاتفاقيات التجارية التي تتيح للمنتجات بالنفاذية لمختلف الأسواق العالمية الرئيسية.

ولفت طعيمة، إلى أن اجتماع أعضاء البعثة مع مسؤولي سوق المال البريطاني، شهد إبداء رغبة مسؤولي البورصة الإنجليزية، تنظيم مائدة عمل تضم الشركات المتوسطة والصغيرة في مصر خلال الفترة المقبلة، لتحفيزها على قيد أوراقها بها، باعتبارها أحد أهم الأدوات المالية الداعمة لخطط الشركات للنمو وتحقيق الربحية.

وقال المهندس علي عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين وعضو الجمعية البريطانية، إن بريطانيا الأكثر استثمارا داخل السوق المحلية، ما يزيد من درجة أهمية الزيارة، بخاصة في ظل تزامنها مع قطع مصر شوط كبير في سياسات الإصلاح المالي والنقدي، والتغيير الذى تشهده الخريطة الاقتصادية والخارجية لبريطانيا، عقب قرار الأخيرة بالخروج من الاتحاد الاوروبي.

وأكد عيسى، أن الشركات المصرية تمتلك القدرة والجودة على توفير جزء كبير من احتياجات السوق البريطاني من السلع والمنتجات، لافتا إلى أنّ فعاليات البعثة تتضمن التأكيد على ضرورة إبرام اتفاقية جديدة للتجارة الحرة بين البلدين عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتوقع رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، انعكاس نتائج البعثة على مؤشرات التجارة والاستثمار المشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة، بخاصة في ظل تضمن البعثة العديد من اللقاءات مع دوائر صنع القرار والشركات الإنجليزية الكبيرة والمتوسطة.

وأطلقت بورصة لندن، مبادرة لتوفير التدريب اللازم للشركات المصرية المتوسطة والصغيرة ولمدة 18 شهرا، لتأهيلهم للقيد بها باعتبارها أحد أهم الحلول المناسبة لتوفير التمويل اللازم للتوسع في الأسواق الأوروبية بشكل عام والبريطانية أيضا.

من جانبها، قالت نادية لملوم المدير التنفيذي للجمعية، إن البعثة ترفع شعارا رئيسيا خلال لقاءاتها مع الشركات الإنجليزية، وهو التسويق للسوق المصرية كمركز للتصنيع والتصدير لمختلف الأسواق العامية، بخاصة عقب سياسات الإصلاح الاقتصادي التي تم تنفيذها مؤخرا.

وأضافت لملوم، أنّ السياسات الاقتصادية الأخيرة نالت إشادة كبيرة من مختلف الشركات والمؤسسات الإنجليزية، موضحة أنّ البعثة الأكبر من نوعها التي تزور بريطانيا منذ أعوام، وهو أمر يعكس حرص مصر على تعزيز العلاقات المشتركة مع بريطانيا، باعتبارها المستثمر الأكبر داخل السوق المحلية.

وحضر وفد البعثة، فعاليات المؤتمر البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي تضمن عقد جلستين لاستعراض آخر تطورات الأوضاع الاقتصادية في مصر، والنجاحات التي حققها الاقتصاد المصري، وإجراءات الإصلاح الاقتصادي الحالية، علاوة على إلقاء الضوء على مزايا وحوافز الاستثمار التي يوفرها القانون الجديد للاستثمار، بهدف تعريف مجتمع الأعمال البريطاني، بمدى التحسن الذي شهدته بيئة الأعمال في مصر.

وشهد برنامج البعثة في اليوم الأول، تنظيم زيارتين لعدد من المدن الصناعية والتجارية خارج العاصمة لندن، وهي مناطق "أبردين" في اسكتلندا، وبلفاست في أيرلندا الشمالية، حيث ركز وفد البعثة في اسكتلندا على استعراض فرص الاستثمار المتاحة بالسوق المصرية، بخاصة في قطاعات الطاقة والبترول، وقضايا الضرائب واعتبارات الامتثال، فيما يخص ممارسة الأعمال في مصر.

كما أجرى وفد البعثة، زيارة لهيئة الاستثمار الأيرلندية، لاستعراض أبرز سياسات الإصلاح الاقتصادي التي انتهجتها الدولة مؤخرا، وأبرز الأدوات المتاحة لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين بمختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية.

ونظمت البعثة زيارة لمقر شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" خلال فعاليات اليوم الثاني لها، وتضمنت الزيارة بحث فرص الاستثمار في مجالات البنية التحتية والمعدات والأدوية، بخاصة في ظل تطلع الشركات البريطانية لاستغلال امكانيات وموارد مصر للتوسع والاستثمار داخل القارة الإفريقية والشرق الأوسط.

كما تضمنت فعاليات اليوم الثاني، لقاء لأعضاء البعثة داخل سوق لندن للأوراق المالية (LSE)، حيث تم عمل بيان تقديمي من كبار مسؤولي بورصة لندن، تضمن التأكيد على حرصهم على دعم برنامج مصر للسندات السيادية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر، من خلال مجموعة Companies to Inspire التابعة لمجموعة سوق لندن للأوراق المالية، من أجل إطلاق برنامج خاص لمصر بالتنسيق مع مساهمين مصريين، ودعوة الشركات المصرية على التوسع، والقيد ببورصة لندن باعتبار ذلك أحد الأدوات التمويلية التي تؤهلهم للنفاذية داخل السوق الأوروبية بشكل كبير.

وضم الوفد المصري، شخصيات ومسؤولين بارزين، على رأسهم ناصر كامل سفير مصر في لندن، السير جيفري دونالدسون مبعوث المملكة المتحدة التجاري، محمد فريد رئيس البورصة، الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التعاون الدولي سابقا والمؤسس والشريك الإداري لشركة طيبة للاستشارات، أسامة طعيمة كبير مستشاري وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، وخالد عباس مساعد وزير الإسكان للشؤون الفنية.

كما ضمّت البعثة، عدد من مسؤولي أبرز الشركات والاستثمارات البريطانية في السوق، مثل ستيفانو جاستاوت الرئيس التنفيذي لشركة فودافون مصر، شريف الخولي مدير عام شركة أكتيس للاستثمار المباشر، عاطر حنورة رئيس الإدارة المركزية لمشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص PPP بوزارة المالية، حلمي غازي رئيس إدارة البنوك الدولية ببنك "إتش إس بي سي- مصر"، مهند خالد العضو المنتدب بشركة BDO، ونبيل صالح نائب الرئيس التنفيذي للإنتاج بالشركة المصرية القابضة للبترول.

وشملت البعثة أيضا، ماجد عز الدين رئيس قطاع الاستشارات المالية بشركة برايس وترهاوس كوبرز، محمد ماهر محمد أبوسنة رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي بيترفين الدولية، وأيمن عصام مدير الشؤون الخارجية والقانونية بشركة فودافون مصر.