أنشئت بسببه "المهندس خانة".. قصة حسين عجوة مخترع أول آلة لتبييض الأرز

أنشئت بسببه "المهندس خانة".. قصة حسين عجوة مخترع أول آلة لتبييض الأرز
- أولاد البلد
- القرى المصرية
- المدن المصرية
- ذكاء المصريين
- صلاح عبد الصبور
- محمد على
- مخترع مصرى
- مصر الحديثة
- حسين شلبى عجوة
- المخترعين
- الجبرتى
- أولاد البلد
- القرى المصرية
- المدن المصرية
- ذكاء المصريين
- صلاح عبد الصبور
- محمد على
- مخترع مصرى
- مصر الحديثة
- حسين شلبى عجوة
- المخترعين
- الجبرتى
شاب بسيط بالكاد يجيد القراءة والكتابة، لكن موهبته الفطرية أفرزت اختراعا عجيبا نحن في أشد الحاجة إليه، إنه الشاب حسين شلبي عجوة الذي أدهش محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، باختراعه آلة تبيض الأرز ليكون أول مخترع مصري في العصر الحديث، حيث وفر على مزارعي الأرز الكثير من الجهد والعناء، ولفت أنظار محمد علي إلى قدرات المصريين التي يمكن أن يستغلها في بناء دولته الحديثة.
كان الأرز يبيض يدويا بالدق في أواني مجوفة من خشب الجميز، لها يد ثقيلة ما يستلزم مجهودا عضليا شديدا ووقتا طويلًا، فكانت آلة حسين شلبي عجوة فتحًا جديدًا، ذاع صيتها حتى وصل إلى الباشا في القاهرة، وقد عنى الكتاب والمؤرخون بقصة اختراع آلة تبييض الأرز، فاعتنى "الجبرتي" بالموضوع وسماه نكتة وأورده ضمن الحوادث الهامة سنة 1231 هجرية، كما كتب عنها الشاعر صلاح عبدالصبور في كتابه "قصة الضمير المصري الحديث.
يقول عنه "الجبرتي"، إن حسين شلبي عجوة ابن البلد اخترع بفكره صورة دائرة يدقون بها الأرز، وعمل لها مثالا من الصفيح لتدور بأسهل طريقة، حيث كانت الآلة المعتادة تدور بأربعة أثوار وهذه آلة يديرها ثوران، وقدم هذا النموذج إلى الباشا فأعجبه وأنعم عليه بدراهم وأمره بالمسير إلى دمياط، ليبنى بها دائرة أخرى ويهندسها برأيه ومعرفته، وأعطاه مرسوما بما يحتاجه من الأخشاب والحديد والمصرف، فنفذها وصمم واحدة أخرى في رشيد.
وتابع: "بتشجيع (الباشا) شهدت المدن المصرية أول آلة لتبييض الأرز بكميات كبيرة، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، حيث أثار (عجوة) آمال محمد علي في الاستفادة من ذكاء المصريين، وأدرك أن القرى المصرية تضم آلافا مثل حسين شلبي فلا بد من إقامة المدارس لصقل مواهبهم وتدريبهم".
ويستطرد "الجبرتي" حديثه، إن "الباشا لما رأى هذه النكتة من حسين شلبى قال: (إن في أولاد مصر نجابة وقابلين للمعارف)، فأمر ببناء مكتب في حوش السراية يتعلم فيه جملة من أولاد البلد ومماليك الباشا، وجعل معلمهم حسين أفندي المعروف بالدرويش الموصلي، يقرر لهم مبادئ الحساب والهندسة وعلم المقاييس والمقادير والقياسات والارتفاعات، واستخراج المجهولات، بالإضافة إلى شخص رومي يقال له روح الدين أفندي وأشخاص أخرون الإفرنج".
وأحضر لهم محمد علي آلات هندسية متنوعة يقيسوا بها الأبعاد والارتفاعات والمساحة، ورتب لهم شهريات وكسوة فاستمروا على الاجتماع بهذا المكتب وسموه المهندس خانة، يجتمعون فيه كل يوم من الصباح إلى بعد الظهيرة ثم ينزلون إلى بيوتهم، ويخرجون في بعض الأيام إلى الخلاء لتعليم مساحة الأرض وقياستها بالإقصاب وهو الغرض المقصود للباشا".
وكان من نتائج تعليم هؤلاء الشباب، ظهور عدد لا بأس به من المشروعات، فأقيم في بلبيس بالشرقية سواقي صنعت في ورش وحملت على الجمال، وعمارات ومزروعات وأشجار توت وزيتون، وإنشاء مصبنة لصناعة الصابون وأنوال لنسج الحرير، ومصنع للبارود بعد استخراجه من كيمان السباخ وتكريره بالطبخ حتى يكون ملحه في غاية البياض والحدة.