«العدل»: الرئيس كلفنى بتشكيل لجنة لتحديد احتياجاتنا لتطوير الأعمال الفنية وقوى الدولة الناعمة

كتب: محمد مجدى

«العدل»: الرئيس كلفنى بتشكيل لجنة لتحديد احتياجاتنا لتطوير الأعمال الفنية وقوى الدولة الناعمة

«العدل»: الرئيس كلفنى بتشكيل لجنة لتحديد احتياجاتنا لتطوير الأعمال الفنية وقوى الدولة الناعمة

اتّفق عدد من الفنانين على أن الفن هو أقصر الطرق للتعبير عن قضايا المجتمع، باعتباره يمثل القوة الناعمة للدول على مختلف العصور، مشيرين إلى أننا بحاجة خلال الوقت الراهن إلى إنتاج أعمال تدين التطرّف والإرهاب، وترفض العنف، وكذا أخرى تقدّم القيم الإنسانية التى من الضرورى توافرها فى المجتمع، حتى يمكن تحقيق الاستقرار والتقدّم. {left_qoute_1}

قال الكاتب والسيناريست مدحت العدل، إن الفن أقصر الطرق وصولاً إلى وجدان المشاهدين، ومن ثَمّ يمكن فى فيلم واحد يتم إنتاجه باحترافية أن يؤثر فى مئات الآلاف من المواطنين، موضحاً أنه شرف بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل لجنة لتحديد احتياجاتهم لتطوير العمل الفنى وقوى الدولة الناعمة، وأنه تم تقديم مقترحات فى هذا الصدد بالفعل، مضيفاً: «سيكون فيه رد فعل إيجابى فى الفترة المقبلة».

وأضاف «العدل»، فى كلمة له بجلسة «دور السينما فى مواجهة التطرف»، المنعقدة على هامش منتدى شباب العالم أمس، بحضور حلمى النمنم، وزير الثقافة، وأشرف زكى، نقيب الممثلين، وعدد من المثقفين أن مسلسل مثل «الداعية»، الذى تم إنتاجه، فى ظل حكم الإخوان، أثّر كثيراً -على سبيل المثال- على المشاهدين، والذى قيل فيه إن هناك متلاعبين باسم الدين، وإنهم يُدخِلون الدين بالسياسة.

وطالب الفنان أحمد حلمى، بإنتاج أفلام تُجسّد بطولات المصريين والعرب، لافتاً إلى أن السينما الأمريكية أنتجت أفلاماً صنعت أبطالاً من الخيال، مثل «سوبرمان»، أو «باتمان».

وأضاف «حلمى»، أن لدينا «أبطال عملاقة»، لكن من الضرورى أن يتم الإنتاج بـ«صنعة»، حتى يكون هناك إقبال عليه، وينتظر الجمهور الأفلام التى تليها، ولا يملوا من المشاهدة، أو لا تحقق أى نتائج، لافتاً إلى أن تلك الأفلام حال إنتاجها، قد يكون عليها إقبال كبير، ولا تهتم فقط بالسيرة الذاتية للبطل الفلانى، لكنها يمكن أن تُقدم بشكل درامى مستمد من الواقع يوصل رسالة معينة إلى مشاهديه، بوجود عشرات من النماذج التى تُشكل بطولة حقيقية لدى المصريين، مستطرداً: «مقياس النجاح سيكون شباك التذاكر، لأنه معيار مدى إقبال الناس عليه من عدمه». {left_qoute_2}

وأشار إلى وجود شباب لا يوجد لديهم انتماء؛ فلا يعرف إلا رفع العلم، ومن ثم لن يشاهد هذا العمل الشباب والأطفال، لكن يجب إنتاج عمل يزرع الولاء والانتماء، دون أن أقول له إننى أفعل له ذلك، موضحاً أن السينما تستطيع أن تقدم صورة ذهنية معينة فى العقول، ومنها زرع موضوعات مثل الرضى، والصبر، والانتماء، وغيرها من القيم الإيجابية التى تخلق «سداً عالياً» بين من يشاهدها، والانضمام إلى أعمال التطرف أو الإرهاب.

وشدّد على أن تلك الصناعة كبيرة جداً وتحتاج إلى دعم، مشيراً إلى هناك بيروقراطية لها علاقة بالتصاريح وغيرها، مما دفع البعض إلى إنتاج وتصوير أفلام خارج مصر، على أنها تتم فى مصر، مشبهاً الأمر بالطفل الذى يذاكر بمنزله، وبجانبه «دوشة» تعوق تفكيره أو تركيزه، مطالباً بتيسير التصاريح من الجانب الرسمى، والدعم، لأنها قوة ناعمة كبيرة للدولة، ويجب ألا «يتشد البساط من تحت رجلينا»، مثلما حدث خلال المرحلة الماضية.

وأشار إلى أن الكثير من الأعمال تواجه التطرف والإرهاب، وهناك منها ما يزرع القيم فى النفوس، فمثلاً يجب أن تصور لأن المتطرف الذى يصبح إرهابياً لا يطبّق دينه، لأنه فى أبسط الصور غير راضٍ بما يقسمه له ربه، مع ضرورة دراسة الأسباب التى تؤدى إلى التطرف، وإنتاج شكل درامى يعمل على مواجهتها، مضيفاً أن هناك فرداً يصبح إرهابياً نتيجة الفقر، ويحصل على الدعم، ومن ثم يتجه إلى الإرهاب، وآخر يتطرف ثم يصبح إرهابياً، لأنه فى ذهنه يعمل على إصلاح المجتمع، مشيراً إلى أن الخطوة التى تسبق الإرهاب دائماً هى «التطرف الدينى».

وأوضح أن الأعمال الجديدة التى تواجه القيم السلبية التى يحاول البعض زرعها فى أبنائنا يجب أن تتم بمعايير العصر، مضيفاً: «الإرهابيون لم يبقوا كما كانوا فى التسعينات أو قبلها، لكنهم أصبحوا يصورون عملياتهم الإرهابية بكاميرات HD، ويستخدمون مزيكا مؤثرة، ويعملون على زرع الرعب، والخوف فى النفوس»، موضحاً أن تلك الأعمال يجب أن تكون بتطور عام 2017، لتعكس كل الرسائل التى يمكن أن توجّه إلى الشباب والمجتمع عن الإرهابيين بصورة غير مباشرة.

ولفت «حلمى» إلى أن هذه الأفلام يمكن أن تكون ناقوس خطر و«تصلّح دماغ» الشباب ضد من يحاول استقطابه ليكون من الإرهابيين، وكذا توعية باقى المجتمع، مشيداً بأداء الزعيم عادل إمام، فى فيلم الإرهابى سابقاً، مضيفاً: «نحتاج لإنتاج مثل تلك الأفلام، لكن بآليات العصر الحالى».

وأضاف «حلمى» أن إنتاج أعمال سينمائية تعكس سلبيات مجتمعنا لا يعتبر هجوماً على الوطن مثلما يصوره البعض، وذلك إذا تضمّنت الإيجابيات، وركّزت ورسّخت قيماً إيجابية تجاه الوطن، خصوصاً الشرائح الشبابية من أبناء الشعب المصرى، وقدّمت الحلول بصورة غير مباشرة خلالها، ضارباً المثل بفيلم «عسل أسود»، الذى قام ببطولته، موضحاً أن رسالة الفيلم على سبيل المثال، كانت «أن مصر فيها حاجة حلوة».

وافقت «حلمى» و«العدل»، الفنانة «بشرى»، التى قالت إن الفن يمكن أن يكون له تأثير إيجابى بشدة على وعى المواطن، لافتة إلى ضرورة أن يمارس بعداً تنويرياً، مشيرة إلى تجربتهم فى فيلم يدين «التحرش ضد المرأة».

ولفتت «بشرى»، إلى أن المجتمع المصرى له خصوصية، يجب مراعاتها، مشيرة إلى أهمية التركيز فى إنتاج أفلام وأعمال فنية للأطفال، موضحة أن هناك تربية سياسية مبكرة كانت تتم لهم، مثل البرلمان الصغير، وكان يأتى على التليفزيون المصرى قبل الفضائيات، وسينما الأطفال، وغيرها من الأمور التى أثّرت فى أبناء جيلها، منوهة بأن شعار مهرجان الجونة السينمائى الذى انعقد مؤخراً، كان «من أجل الإنسانية»، وكانت أفلامه لها بعد مثل رفض الإرهاب، وعرض ظروف شعوب فى حالات لجوء، وكذلك أفلام تشجب العنف.


مواضيع متعلقة