«أوراق الجنة»: انتقادات عنيفة لـ«إليزابيث» بعد الكشف عن تهربها الضريبى

08:33 م | الثلاثاء 07 نوفمبر 2017

استعرضت صحيفة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية، أمس، أبرز الشخصيات التى وردت فى السجلات المسربة المعروفة إعلامياً بـ«أوراق الجنة»، والتى كشفت عن استثماراتهم فى الخارج وأساليبهم فى التهرب من دفع الضرائب. وجاءت على رأس القائمة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، ووزير التجارة الأمريكى ويلبر روس، والممثل الهندى المشهور أميتاب باتشان، والممثلة الأمريكية المعروفة كيرا نايتلى، والمغنية الأمريكية المشهورة مادونا، والمغنى الأيرلندى «بونو»، ورجل الأعمال البريطانى مايكل أشكروفت.

وأشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى أن ملكة بريطانيا حالياً تواجه ردود أفعال عنيفة وانتقادات واسعة بالمملكة بعد أن فضحتها الوثائق المسربة، حيث كشفت عن تهربها الضريبى باستثمارات بلغت 10 ملايين جنيه إسترلينى أى ما يعادل 11٫3 مليون يورو، وكشفت التسريبات الأخيرة أن دوقية «لانكستر» التى توفر للملكة دخلها الخاص، قد استثمرت فى جزر «كايمان» و«برمودا»، حيث كان يتم تحويل أرباحها إلى حسابات محمية من ضرائب المملكة المتحدة.

وتعهد الاتحاد الأوروبى باتخاذ إجراءات حاسمة بعد تسريبات «أوراق الجنة»، حسبما أفادت شبكة «بلومبرج» الاقتصادية. وقالت الشبكة، فى تقريرها: «يبدو أن الأيام السعيدة لأولئك الذين تهربوا من الأعباء الضريبية الثقيلة فى الجزر النائية قد آلت إلى النهاية، بعد أن تعهد وزراء المالية بالاتحاد الأوروبى الذين يمثلون أكبر سوق فى العالم، باتخاذ إجراءات مناسبة بعد تلك التسريبات». ونقلت الشبكة تصريحات وزير المالية الفرنسى برونو لو مير، قبل اجتماعه مع نظرائه فى الاتحاد الأوروبى فى بروكسل أمس، التى قال فيها: «أنا مُصر تماماً على تعزيز وسائل مكافحة التهرب الضريبى، ويتعين على الدول أن تلتزم بالتزاماتها، وإذا لم يلتزموا بتعهداتهم فسيتعين علينا فرض عقوبات»، مضيفاً أن «فرنسا ستقدم اقتراحاً بمعاقبة الملاذات الضريبية التى تشمل خفض التمويل الدولى».

{long_qoute_1}

وقال وزير المالية الألمانى بيتر التماير، أمس الأول: «سوف ندرس الوثائق الجديدة وسوف نناقش العواقب المترتبة على ذلك بالنسبة لتشريع الاتحاد الأوروبى المقبل»، مضيفاً: «سنلقى نظرة عن كثب على هذا الأمر»، مشيراً إلى ما أوردته تقارير الصحيفة الصادرة عن الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين وشركائهم من وكالات الأنباء، وأضافت الشبكة الأمريكية أن الاتحاد الأوروبى يعمل حالياً على وضع الصيغة النهائية لما يسمى بالقائمة السوداء للسلطات الضريبية غير المتعاونة بحلول نهاية العام، وستناقش قائمة الملاذات الضريبية خلال اجتماع وزراء مالية الكتلة أمس، حيث وضعت هذه المسألة على جدول الأعمال بعد الكشف عن «أوراق الجنة».

وتناولت صحيفة «فايننشيال تايمز» الاقتصادية عن ردود الفعل السياسية على هذه التسريبات، وقالت إن «هذه الوثائق كشفت كيف يصبح الأثرياء أكثر ثراءً ونفوذاً من خلال استثماراتهم فى جزر بحرية صغيرة، وسرعان ما ألهب هذا السياسيين والناشطين فى المعاملات المالية»، ونقلت الصحيفة تصريحات جيريمى كوربين زعيم المعارضة فى المملكة المتحدة، حيث قال: «المجتمع يتضرر من النخبة الغنية جداً والتى تتهرب من نظام الضرائب والبقية منا فى ازدراء».

ونقل موقع «ذا هيل» الأمريكى تصريحات السيناتور بيرنى ساندرز عضو مجلس الشيوخ الأمريكى، الذى أعرب عن غضبه، قائلاً إن «البيانات التى تم تسريبها أظهرت كيف أن قلة ثرية تجنبت دفع حصتها العادلة من الضرائب، بينما يعانى أكثر سكان العالم من ألم الفقر والجوع». وحذر «ساندرز» من الوتيرة السريعة فى العالم تجاه امتلاك قلة قليلة من سكان العالم للمليارات وتحكمهم فى جزء كبير من الاقتصاد العالمى، وأضاف: «أوراق الجنة تظهر كيف أن هؤلاء يزدادون ثراءً من خلال إخفاء ثرواتهم وأرباحهم وتجنب دفع حصتهم العادلة من الضرائب».

وحثت إدارة «الإيرادات والجمارك» بالمملكة المتحدة، هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» وصحيفة «ذا جارديان» البريطانية، اللتين شاركتا فى التحقيقات، على تقديم جميع الأدلة والمعلومات للتحقيق مع الأشخاص المتورطين فى التهرب الضريبى، وقالت الهيئة الحكومية المسئولة عن تحصيل الضرائب: «إننا مستمرون حتى الآن فى مطالبة الجارديان وبى بى سى بتقديم الأدلة والمعلومات الكافية للتحقيق مع المشتبه بهم».

وأفادت وكالة «فرانس برس» الفرنسية بأن شركة «آبل» الأمريكية للإلكترونيات ضمن الشركات التى تم الكشف عن تهربها الضريبى ضمن وثائق «أوراق الجنة» المسربة. وأفادت التقارير الإعلامية أن «آبل» نقلت أصولاً إلى جزيرة «جيرسى» الصغيرة التى لا تفرض ضرائب على الشركات والمستثناة إلى حد كبير من تشريعات الضرائب الأوروبية.