«السيسى»: الحكومة حذرتنى من عواقب الإصلاح الاقتصادى لكنى راهنت على وعى المصريين

كتب: سماح حسن

«السيسى»: الحكومة حذرتنى من عواقب الإصلاح الاقتصادى لكنى راهنت على وعى المصريين

«السيسى»: الحكومة حذرتنى من عواقب الإصلاح الاقتصادى لكنى راهنت على وعى المصريين

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن لمصر مقاربة خاصة فى مواجهة مشاكل الجهل والفقر والأمية، مشيراً إلى أن لدينا نمواً سكانياً غير متوازن يدفع بأعداد كبيرة لسوق العمل، منوهاً بأن الكثير من الدول لديها نمو متوازن ببرامج ناجحة منذ أعوام، موضحاً أن النمو السكانى بمصر 2.5 مليون سنوياً، فهذا يعنى الحاجة إلى فرص تعليم وعمل وحياة جيدة لهم، وعلى الجميع أن يعى أن ذلك يلتهم كل جهود النمو، ويحتاج إلى معدل لا يقل عن 8%، والنمو فى أفضل حالاته لم يصل إلى 7%، ونحتاج إلى تعاون مجتمعى لضبط الموقف، وهذا أحد عناصر المشكلة لدينا، وتابع: «قلت أمس وأقول مرة أخرى: لو أن هناك خطوطاً تربط أفريقيا بعضها البعض من طرق وسكة حديد لكانت القارة دون دعم خارجى فى غضون 10 سنوات».

وأضاف «السيسى»، خلال جلسة «تحديات وقضايا تواجه شباب العالم.. سبل المواجهة لصناعة المستقبل»، «تصوروا أن فرصة العمل الحقيقية تكلفتها تتراوح من 100 ألف جنيه إلى مليون، ونحتاج إلى 100 مليار جنيه سنوياً لتنفيذ ذلك من خلال الاستثمارات، وهذا أمر غير متحقق حتى الآن، ولذا يشعر الشاب بتجاهل الدولة له، وأنا أتحدث أمام شباب العالم لأن تناول مشاكلنا بشكل جاهل يسىء ويدمر الدولة ولا يساعدها، فدولة مثل مصر تحارب الإرهاب منذ 4 سنوات، وقبلها 3 سنوات غير مستقرة، فكيف يتحقق ذلك بتوفير تعليم وصحة فى فترة وجيزة، ما تكلفة ذلك ومن أين تأتى هذه المبالغ؟ وسعيد بوجود ضيوف من الخارج ليعرفوا حقيقة ما يحدث، ضارباً المثل بحديثه مع الرئيس إدريس ديبى عن أن لدى تشاد وفرة فى الثروة الحيوانية، ولكن لا يمكن تصديرها إلى مصر التى تحتاج إلى هذا المنتج لضعف البنية التحتية بأفريقيا، لافتاً إلى حديثه فى أول أيام المنتدى حول أن أفريقيا ممكن أن تنتقل إلى مكانة أكبر إذا تم علاج تلك المشكلة.

وقال الرئيس إن «القضية معقدة وبها عناصر كثيرة نحتاج إلى التوقف عندها، ولكن هذا لا يربطنا ونتحرك بضخامة وكثافة وعمق، ولكنه غير كافٍ، فأبرز التحديات هى النمو السكانى»، لافتاً إلى أن البطالة بسبب الزيادة المطردة فى السكان أكبر من ارتفاع النمو، وكل رئيس يسعى لذلك، والنمو السكانى قضية لم يستطع أحد مجابهتها بشكل مناسب لأن ذلك يمثل قناعة شعب، ففى دول أخرى لا يقدم أحد على الإنجاب دون التأكد من قدرته على رعايته بشكل حقيقى وليس فقط أن يوفر له الإعالة، ونحن ما زال بَعضُنَا يفكر فى أن ينجب، ليكون لديه عدد، ونحن نريد الإنسان الراقى والصالح، وكل أب وأم فى مصر يجب أن يفكر فى رعاية أبنائه، ودور المجتمع الآن فى رعاية أبنائه، وأخشى أن يحدث تشرذم نتيجة ذلك». {left_qoute_1}

وأضاف «السيسى» أن الإرهاب من أخطر القضايا التى تواجه العالم وتحاول تدمير مستقبل الأمم، مؤكداً أن هناك مخططاً لاستهداف السياحة فى مصر حتى تصبح الدولة عاجزة عن تحقيق مطالب شعبها ومن ثم النجاح فى تدميرها وتخريبها، وأنه يتم ضرب السياحة فى مصر عندما تزداد المعدلات ليعيدونا إلى نقطة الصفر، لافتاً إلى أن هناك قوى متطرفة تحاول دائماً النيل من مصر كلما حاولت النهوض والارتقاء اقتصادياً، ويضطر المستثمرون إلى تسريح العمالة أو خفض رواتبهم بما يقوض الصناعة، إلا أن الشعب المصرى يقوم بملحمة رائعة.

وقال للحضور الأجانب: «إن ما يتردد بأن مصر ضد حقوق الإنسان ليس صحيحاً ونحن أمة تريد أن تعيش مثل باقى الأمم».

وأوضح السيسى أنه عند اتخاذه القرارات الاقتصادية الأخيرة حذرته الحكومة من العواقب، موضحاً أنه راهن على وعى المصريين فى تفهم أهمية هذه القرارات، موضحاً: «عندما اتخذت الإجراءات الاقتصادية راهنت على وعى المصريين، والحكومة حذرتنى، وقلت لهم إذا بقينا كذلك سنضيع، وسنبقى عاجزين، وهو مخطط للحصار لمنعنا من التحرك، وقررنا التحرك النابع من الثقة فى وعى وذكاء المصريين، وهذه محصلة تحديات كثيرة، وأى أمة تستطيع التغلب على تحدياتها بالمصارحة»، لافتاً إلى أن الشعب المصرى هو الوحيد القادر على مواجهة التحديات الراهنة، خاصة أن هناك استهدافاً للدولة المصرية لتكون عاجزة عن تلبية مطالب شعبها حتى يخرج عليها لهدمها وتبقى فى حلقة مفزغة، والصراحة والشفافية هى السبيل لمواجهة ذلك، حتى يقف الشعب أمام كل التحديات.

وأضاف الرئيس: «أنا لا أريدكم خلفى يا مصريين، ولكن أمامى، وبخصوص التجربة اليابانية فى التعليم، طالبت بتوفير عوامل نجاحها حتى لو ننتظر أعواماً، ولا تتحول إلى دعاية كاذبة، وتستمر بقوة الدفع الذاتية والسمعة والكفاءة».

وأشار إدريس ديبى، رئيس تشاد، إلى أن تحديات أفريقيا تتشابه مع باقى قارات العالم، وتتعاظم بها تحديات الفقر والعنف والإرهاب والأزمات السياسية، ولدينا شباب يغرق فى البحر بحثاً عن فرصة عمل فى هجرة غير شرعية، لافتاً إلى أنه أثناء رئاسته للاتحاد الأفريقى أثار مسألة ضرورة الاستثمار للشباب، وعقد منتدى ضم شباباً من 54 دولة أفريقية، وأعد وثيقة حظيت بتأييد كبير من جميع رؤساء القارة، والآن لدينا خارطة طريق يتعين على كل رئيس تطبيقها، وأن نقنع شبابنا بعدم التخلى عن بلادهم، والهجرة لدول أخرى لأن لدينا فرصاً موجودة ومتاحة، وعليهم استغلالها.

وقال «ديبى»، خلال الجلسة، إن «مشكلة مصر مع نمو السكان هى مشكلة أفريقيا وأزمة عالمية، ومن الصعوبة مواجهتها فى قارتنا ذات الإمكانيات العملية المحدودة، فضلاً عن أن التعليم ضعيف، فهناك تحدٍّ لتوفير فرص للعمل وللتعليم للشباب، والواقع أن هناك مشاكل هيكلية على مستوى كافة دول القارة، وعندما أتحدث عن بلدى كدولة صغيرة بها عدد كبير من الشباب المتعلمين دون أصول، وتضيف هذا لمشاكل الأمن والإرهاب الذى يستقطب العاطلين والأميين من الشباب، فإن الحل أن نأخذ فى الاعتبار مشاكل الدولة وتحديات قارتنا، والتى لا تفتقر إلى الموارد، ولكن نحتاج إلى تعظيم الاستفادة منها، والعالم يريد أن يستفيد من مواردنا ويجعلنا سوقاً للاستهلاك.

وأضاف أن «الشعب الأفريقى مسئول عن مصيره، وتجارتنا البينية لا تتجاوز 2%، فنحن مثلاً لا نتعامل فى التجارة سوى مع الكاميرون، إضافة إلى ذلك نحتاج إلى الاهتمام بالتصنيع حتى يكون لدينا منتجات ونخلق فرص عمل، وهذا هو التحدى والكفاح الحقيقى لشعب أفريقيا ومكافحة الإرهاب، وعندما يقوم القادة بذلك نوصم بالديكتاتورية، وإذا تضامنت كافة الدول الأفريقية لمواجهة التحديات العميقة التى نعرفها، وإذا لم تستطع القارة حل مشكلات الأمن والاستقرار فلن تحقق التنمية أو تعظّم التجارة البينية وترتقى بالتعليم».

{long_qoute_1}

وأوضح أن كل شباب العالم يواجهون نفس التحديات مهما اختلفت الثقافات واللغات، والعالم أصبح قرية صغيرة، والشباب يمكنهم أن يساعدوا الآخرين وأن يضعوهم على الطريق الصحيح وإبعادهم عن التطرّف والراديكالية الدينية.

وكشفت لمياء حجى بشار، الأيزيدية العراقية الناجية من جحيم «داعش»، أن هناك فتيات من عمر ثمانى سنوات وحتى 17 عاماً يتم بيعهن فى سوق للسبايا بأماكن سيطرة التنظيم، وقالت: «رأيت كل أنواع الجرائم، وبعد تحررى لم أستطع أن أصمت، فنحن أقلية مضطهدة دائمة وتعرضت لأكثر من حملة إبادة جماعية، قررت أن أهب عمرى لتوعية الشباب، وشاهدت الدواعش وهم يدربون الأطفال الأيزيديين على قتل أهلهم وأنهم كفار، ويصعب علىَّ أن أحكى، ولكن أتحمل ذلك حتى أكشف للعالم ما يتم من جرائمهم»، ومستعدة أن أجوب العالم حتى لا يتكرر هذا الأمر.

وتمنت «لمياء» أن يقف العالم فى مواجهتهم حتى لا يتكرر هذا الظلم، مشيرة إلى أنها كانت تعيش بقرية بمنطقة سنجاب من الأقلية الأيزيدية التى حوصرت بالجبل وسبوها مع باقى النساء وقتلوا الرجال وباعوها فى سوق للنخاسة فى سوريا وبقيت شهرين وحاولت الهرب مرتين، وتم بيعها لأحد أمراء داعش بالموصل، وشاهدت اغتصاب الأطفال، وتدريبهم على القتال، حتى هربت بعد أن استشهدت زميلاتها وجرحت هى وعولجت فى ألمانيا وقررت أن تهب حياتها لقص حكايتها، وترى أن الله أنقذ حياتها لتصبح صوتاً لضحايا التنظيم، لافتة إلى أنهم خربوا عقل الشباب بأكاذيبهم، مؤكدة أن العالم مقصر فى حق الضحايا الذين مازالوا يعانون، داعية العالم إلى العمل معاً لمواجهة الإرهاب والتطرف وخلق فرص للشباب والتقارب لبناء السلام.

وشدد هيرو تيكو، من المؤسسة اليابانية للابتكار، على أن بلاده تؤمن أن إتاحة الفرصة للشباب للمشاركة أمر مهم، ليس فقط فى مجتمعنا ولكن فى المجتمع الدولى، ولست متأكداً أن الكثيرين يعلمون أهداف التنمية المستدامة التى تعد أهم أطر الأمم المتحدة، وكيف نسلك هذا الطريق، وهو أمر يجب العمل فيه بشكل جماعى.

وأوضح «تيكو»، أن «نجاح اليابان فى تنظيم المجتمع المركزى للتنمية من خلال دعم الأفراد، فنحن لا يوجد لدينا فجوات بين الطبقات»، منوهاً بأن «الانفرادية» تستنزف اقتصاد الدولة لتمنع الناس من الابتكار، وهى أبرز معوقات التنمية المستدامة، ونحتاج إلى العمل الجماعى الابتكارى عند من يتحدث باسم الشباب.

وأوضح الممثل الهندى، راؤول خان، أن لديه خبرات مختلفة منذ مراحل الدراسة ثم العمل الخاص، والانضمام للجيش، وأخيراً فى العمل بمجال المدارس، مضيفاً: «لدىَّ رغبة أن أطير لتحقيق أحلامى ولكن الْيَوْمَ الذى انضممت فيه إلى العمل بالمسرح كان لدىَّ سؤال: ماذا أستطيع أن أعمل؟، والإجابة أننا نقدم مسارح فى الشوارع يمثل بها 500 ممثل، فى نفس الوقت تعالج مشاكل المجتمع مثل الإساءة للمرأة، و99% من النساء يتحدثون إلينا بعد العرض، وكانت هناك فتاة فى عام 2011 تعرضت فى محطة مترو مزدحمة للاغتصاب من شابين فى حضور 700 شخص، وهذه الفتاة دُمرت، وقالت لى هذه الفتاة لن أعيش حياة المولى وسأتوجه لكل مؤسسة تعليمية لمواجهة الوحشية ضد المرأة، وبعد 1500 عرض فإن الذى يستحق أن نعمل من أجله هو التغيير».

ونقل ميرك ديوسك، عضو اللجنة التنفيذية بالمنتدى الاقتصادى العالمى «دافوس» فى بداية كلمته، تحيات كلاوس شواب مؤسس منتدى دافوس لمنتدى شباب العالم، موضحاً أنهم «كمؤسسة عالمية نعمل على مدار العام لتغيير العالم، وليس فقط فى اجتماعنا السنوى يناير، ومجتمع الشباب بالنسبة لنا أساسى لنتمكن من التركيز على المستقبل لنكون موجهين للمهام المهمة».

وأشار «ديوسك»، إلى أن هذه الثورة الصناعية الرابعة ستكون بالتكنولوجيا وبالتركيز على الجانب الإنسانى، ومواجهة الآثار الاجتماعية للتكنولوجيات، وأقمنا مركزاً فى سان فرانسيسكو لدراسة ذلك، وكيف يمكن الاستفادة من التكنولوجيا فى تطوير القطاعين العام والخاص، وننظر فى كيفية العمل سوياً لحماية الفرص الرقمية والفضاء السيبرى، وقال: «أرى أن فى مصر فرصاً كبيرة نقدمها لمجتمع الأعمال الدولى، وعلينا القول إن ما توصلنا إليه كان مدهشاً وإيجابياً، وما أراه فى العالم العربى يؤكد أن المستقبل سيتغير».

وفى نهاية الجلسة، تلقت المنصة تساؤلاً من أمير عازر، صيدلى مصرى كندى، حول كيفية الاستفادة من موارد مصر الطبيعية الكبيرة، وطلب الرئيس السيسى من المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الإجابة، وقال إسماعيل: «مصر يحدث بها حالياً تنمية شاملة ولدينا نمو احتوائى لها بكافة المحافظات، وهناك اهتمام بالبنية التحتية فى صورة طرق ومحطات كهرباء وشبكات مياه وصرف ومدن جديدة، وهناك فرص استثمار متاحة، والعديد من المشروعات التى تتم فى الصعيد، ونرحب دائماً بكافة المستثمرين بالمحافظات».

وعقب «السيسى» على السؤال ذاته، مؤكداً أن الإشكالية تتمثل فى أن حجم المطالب كبير والوقت ضيق، إلا أن حجم الطموح عالٍ، فما زلنا نراه غير كافٍ، ونحتاج إلى القفز لتعويض ما فاتنا، فالمشكلة ليست فى بناء مدرسة أو مستشفى أو منشأة، إنما فى إيجاد إدارة جيدة لكل هذه المؤسسات، فبناء الحجر والأسمنت سهل، والأصعب بناء البشر، ونسعى دائماً لحل ذلك بالتعاون مع دول متقدمة، وأدعو كافة الشباب للتعاون مع الدولة فى مجال التعليم، وتشكيل الوعى يبدأ من المسجد والكنيسة والمدرسة والمجتمع والدولة وأيضاً الإعلام».


مواضيع متعلقة