"عنيات" تنتظر الفرج بجرعة "غسيل كلى" من على الرصيف: مش خايفة من الموت

"عنيات" تنتظر الفرج بجرعة "غسيل كلى" من على الرصيف: مش خايفة من الموت
- الجمعيات الخيرية
- الفشل الكلوي
- القصر العيني
- شارع البحر الأعظم
- غسيل الكلى
- الجمعيات الخيرية
- الفشل الكلوي
- القصر العيني
- شارع البحر الأعظم
- غسيل الكلى
تصرخ في صمت من شدة الألم، بدموعها المحبوسة تجلس "عنيات محمد" على رصيف الجمعيات الخيرية بشارع البحر الأعظم، أملاً في فرصة علاج بطابور "الغلابة"، فحالتها تسوء يوم تلو الآخر، بسبب إصابتها بمرض الفشل الكلوي واحتياجها لجرعة غسيل الكلى يومين في الأسبوع، لكن عزة نفسها التي يلاحظها المارة، تمنعها من قبول أي مساعدة من أحد.
بجلبابها الأسود، أخذت السيدة الستينية جنباً تختبئ فيه تحت أفرع الأشجار حتى لا يراها أحد، رغم بساطتها ونفاذ نقودها في جرعة الأسبوع الماضي، إلا أنها ترفض المساعدات التي يبادرها المارة، "مشحتش حتى لو بموت، أنا على باب الله وربنا كريم بعبادة"، تحاول "عنيات" أن تتحمل الآلام التي تنتشر في جسدها الذي انهكه المرض حتى يأتي أبنها الاكبر، "انا عندي 3 عيال وجوزي ميت وانا اللي بربيهم من بيع الخضار، لحد ما كبروا بس كل واحد محتجلي وبحاول اروح جمعيات تساعدني جمب الغسيل اللي بعمله ببلاش في القصر العيني لأني تعبانة والدكتور بيقولي مش كفاية اعمل غسيل مرة في الشهر لأن حالتي بتسوء وبقت صعبة".
"عنيات" القادمة من الفيوم، اعتادت النزول إلى القاهرة مع زوجها منذ 35 عاما، الذي توفى بنفس المرض الذي ينهش في جسدها الآن، "جوزي مات من الفشل الكلوي برده وسابلي العيال لحمة حمرا، عشان فلوس الجرعة الواحدة كان وقتها 150 جنيه وبتبقى غالية علينا، مرة في الأسبوع يبقى معانا وبقيت الشهر مش لاقين ربع تمنها، والجرعات اللي ببلاش بنستنى كتير الطابور".
لا تبالي باقتراب موتها من عدمه، لكن كل ما تخشاه السيدة البسيطة فراق أبنائها: "مش خايفة من الموت، بس خايفة على عيالي عشان ملهمش غيري وأنا اللي جوزتهم ومربيه عيالهم، وخايفة عليهم من الفقر والمرض اللي موت أبوهم وهياخدني منهم".