بروفايل| «الحريرى».. خطوة إلى الخلف

كتب: بهاء الدين عياد

بروفايل| «الحريرى».. خطوة إلى الخلف

بروفايل| «الحريرى».. خطوة إلى الخلف

بملامح حادة وصوت حازم اختفت منه ابتسامته العريضة المعهودة، جلس «الشيخ سعد» إلى جوار علم لبنان، فاضحاً التدخلات الإيرانية فى شئون بلاده الداخلية، فلم يكن ذلك مستغرباً، لكن المفاجأة التى هزت لبنان وأثارت قلق دول المنطقة، هى إعلان استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، خلال زيارته إلى السعودية الغريم الإقليمى لإيران، والداعم الأول لتيار «الحريرى» والقوى الوطنية السنية التى يعبر عنها.

رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى، أو «الشيخ سعد» كما يسميه أنصاره، أضاف لأسمائه لقب «دولة الرئيس»، بعد أن كلفه الرئيس اللبنانى ميشال عون، بتشكيل الحكومة فى نوفمبر الماضى، بعد شهور طويلة من أزمة الفراغ الرئاسى التى عاشتها لبنان، حيث جاء اختياره كـ«صفقة» لإنهاء الأزمة التى لم تتجاوزها لبنان خلال العام المنقضى، ولم يكن غريباً أن يعلن «الحريرى» استقالته من السعودية، وهو أحد أبرز المدافعين عن «الدور السعودى فى استقرار لبنان»، فالسياسى الممثل للقوى السياسية السنية المولود عام 1970، فى العاصمة السعودية الرياض، ويحمل جنسيتها، يعد أيضاً أحد أبرز خصوم «حزب الله» والنظام السورى، اللذين ظل يحملهما مسئولية الضلوع فى التفجير الذى أودى بحياة والده، والذى اغتيل فى تفجير وسط العاصمة بيروت فى 14 فبراير 2005.

ويبدو قطار السياسة فى لبنان يدور فى حلقات لا نهاية لها، ليعود مجدداً إلى حيث بدأ، فقد أعلن «الحريرى الابن» استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، واصفاً ما يعيشه لبنان حالياً بما كان سائداً من قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريرى، وتحدث عن أجواء فى الخفاء لاستهداف حياته.

خريج جامعة «جورج تاون» فى واشنطن الحاصل على شهادات فى إدارة الأعمال، لم ينخرط فى السياسة خلال حياة والده، ما جعل خصومه يأخذون عليه افتقاره إلى الخبرة، ولكنه أثبت أنه يتمتع بشعبية داخلية وقبول إقليمى، وغير مستبعد أن يعود مجدداً لمنصبه إذا تغيرت المعادلة التى رفض أن يكون جزءاً منها.


مواضيع متعلقة