مدير «تحيا مصر»: جمعنا 9 مليارات فقط.. و10٪ من رجال الأعمال ساهموا معنا.. والطبقة المتوسطة هى المستمرة فى دعم الصندوق

كتب: عادل الدرجلى

مدير «تحيا مصر»: جمعنا 9 مليارات فقط.. و10٪ من رجال الأعمال ساهموا معنا.. والطبقة المتوسطة هى المستمرة فى دعم الصندوق

مدير «تحيا مصر»: جمعنا 9 مليارات فقط.. و10٪ من رجال الأعمال ساهموا معنا.. والطبقة المتوسطة هى المستمرة فى دعم الصندوق

قال محمد عشماوى، المدير التنفيذى لصندوق تحيا مصر، إن الوضع المالى للصندوق غير مرضٍ للرئيس، ويخالف توقعاته وكان يتمنى أن يكون حجم التبرعات 100 مليار جنيه، مشيراً إلى أن إجمالى ما تم جمعه من تبرعات منذ التأسيس وحتى الآن 9 مليارات جنيه فقط، وأضاف فى حواره مع «الوطن»، أن شعار «نتشارك» آتى ثماره بشكل أكثر من رائع، وأن التبرعات المنتظمة معنا هى تبرعات الرسائل النصية «sms»، مؤكداً أن الطبقة المتوسطة التى تعانى من أزمة مالية تتبرع بعقيدة ثابتة وهى المستمرة فى دعم الصندوق.

ولفت «عشماوى» إلى أن عدم وجود المبالغ الكبيرة يؤثر بشكل كبير على طموحاتنا وتوسعاتنا فى تبنى مشروعات جديدة، ولذلك وجهنا جزءاً من عوائد الصندوق إلى الاستثمار لتقليل الفجوة بين ضعف التبرعات وميزانيات المشروعات الضخمة، مؤكداً أن الظروف الاقتصادية أثرت على الجميع وأن 10% فقط من رجال الأعمال المشاهير هم من شاركوا فى التبرع لصندوق تحيا مصر، وتبرعاتهم لا تتناسب مع أسمائهم، رغم أن الأموال المتبرع بها للصندوق محذوفة من الضرائب.

{long_qoute_1}

ووصف «عشماوى» خطة الصندوق لمكافحة فيروس سى بـ«قصة نجاح»، مشيراً إلى أن المريض كان ينتظر عاماً ونصف العام، واليوم نبحث عن المرضى لعلاجهم، مؤكداً أن مصر ستكون خالية من الفيروس مع نهاية عام 2018 والقضاء عليه نهائياً منتصف 2019.

ما الوضع المالى حالياً لصندوق تحيا مصر؟

- الوضع المالى غير مرضٍ للرئيس عبدالفتاح السيسى ويخالف توقعاته، فقد كان يتمنى أن يكون حجم التبرعات لا يقل عن 100 مليار جنيه، وأشير هنا إلى أن إجمالى ما تم جمعه منذ تأسيس الصندوق، وحتى الآن 9 مليارات جنيه فقط، وهناك إنفاقات ضخمة تمت من هذا المبلغ على المشروعات التى دخل فيها صندوق تحيا مصر، وهناك مشروعات أخرى يتم الإعداد لها حالياً، وإلى جانب هذه المبالغ التى تأتى من التبرعات، استحدثنا شعار «نتشارك»، وهذا الشعار أتى بثماره بشكل أكثر من رائع، فإذا نظرنا مثلاً إلى الجهد المبذول فى ملف مكافحة فيروس سى، سنجد أن شركات كبرى ورجال أعمال شاركونا النجاح، وقد التزمنا أمام وزير الصحة بأننا سنقوم بالكشف والعلاج على أكبر عدد ممكن من المرضى، وقد وقعنا الكشف الطبى فعلاً على طلبة الجامعات، وحالياً لدينا 6 جامعات يتحملها رجال الأعمال بالكامل، وكل جامعة يتحملها رجل أعمال، مثلاً المنوفية تتحملها مجموعة عز، وأسيوط يتحملها نجيب ساويرس، وهكذا، ويتم عمل مسح طبى لطلبة الجامعة لتحليل وعلاج فيروس سى، ومن تؤكد التحليلات أنه حامل للمرض يتم علاجه فوراً، والأمر لا يقتصر على الجامعات فقط، بل والقرى أيضاً. {left_qoute_1}

الرئيس كان يتوقع أن يصل مبلغ التبرعات إلى 100 مليار جنيه.. ما السبب فى أن يكون إجمالى ما وصل للصندوق 9 مليارات فقط؟

- الرئيس كان يتوقع هذا المبلغ نظراً لأن مصر تحتاج الكثير، فعلى سبيل المثال، المرحلة الثالثة من الأسمرات يتم تسليمها نهاية العام الحالى، إضافة إلى المنطقة التجارية والخدمات، وهذه المرحلة تكلفت ملياراً ونصف المليار جنيه، وعدم وجود تبرعات بمبالغ كبيرة أثر كثيراً، والتبرعات المنتظمة معنا هى تبرعات «sms»، وكذلك من ترك جزءاً من راتبه للتبرع، وأؤكد أن الطبقة الأكثر احتياجاً، التى تعانى من أزمة مالية هى المستمرة فى دعم الصندوق، وعدم وجود المبالغ الكبيرة يؤثر بشكل كبير على طموحاتنا وتوسعاتنا فى تبنى مشروعات جديدة.

وماذا فعلتم لتقليل الفجوة بين حجم التبرع الضعيف وميزانيات المشروعات الضخمة التى يتولاها الصندوق؟

- وجهنا جزءاً من عوائد الصندوق إلى الاستثمار، فأنشأنا شركة «تحيا مصر القابضة للاستثمار» ويشارك فيها الصندوق بنسبة 98%، و1% من البنك الأهلى، ومثلها من بنك مصر، والهدف من وجود البنك الأهلى وبنك مصر، هو أن يكونا موجودين معنا فى مجلس الإدارة للمشاركة فى اتخاذ القرار، إضافة إلى أنهما يعطيانا دعماً لوجيستياً مهماً فى الدراسات وفرص الاستثمار التى يدخلانها هما بالفعل، وأنشأنا شركة أخرى مهمتها تشغيل المصانع المتوقفة، وهى حالياً تحاول حل مشكلات تلك المصانع، كما أنشأنا شركة إيجار تمويلى بيننا وبين بنك مصر والقابضة للتمويل، وشركة مصر للأنظمة التعليمية، ومن المفترض أن تتولى بناء وتجهيز مدارس على الطراز العالمى وتسلمها إيجاراً تشغيلياً لمدارس النيل أو أى جهة أخرى، ولدينا استعداد للتعامل مع أى جهة لديها القدرة على الإدارة بشكل جيد، بحيث نضمن المستوى التعليمى، إضافة إلى شركة مصر لإنتاج الأدوية «ويكان»، تحت التأسيس، وهى تحد كبير جداً، لأنها سوف تنتج 72 مستحضراً مستورداً، إضافة إلى مشتقات الدم، وجميعها منتجات بعلامة تجارية عالمية، وبها قسم ملفات أدوية بعنوان «اختراعات مصرية»، فهناك مصريون حصلوا على براءة اختراع ولم يجدوا شركة تنفذها، وسنقوم نحن بتنفيذها، ويتم إشهار التأسيس خلال شهر، وهناك شركة مصر للتمور أيضاً، وجميع تلك الشركات ستخرج للنور قبل نهاية العام، ولو كانت هناك مبالغ أكثر كنا عملنا مشروعات أكثر.

قرر الصندوق اقتحام ملف المصانع المغلقة وإعادة تشغيلها.. ماذا فعلتم خاصة أن عدد المصانع كبير؟

- تم تأسيس الشركة وتوقيع عقد إدارة مع «يونى كابيتل» وتم تسلم أول 22 ملفاً من هيئة التنمية الصناعية، تخص 22 مصنعاً، وجار وضع خطة إعادة الهيكلة، ووجدنا ظواهر عامة، منها أن معظم المصانع لديها مشاكل تسويقية، وهذا جعلنا نتواصل مع وزير قطاع الأعمال العام، ونضع خطة معه لاستخدام كل الفراغات المتاحة للتسويق، للقضاء على ظاهرة عدم وجود أماكن نعرض فيها المنتجات، فهناك أحد المصانع تعاقد مع تاجر واحد وبعد فترة توقف التاجر فتوقف المصنع بدوره عن الإنتاج.

{long_qoute_2}

هل حقيقى أن عدد المصانع المتوقفة يبلغ 5000 مصنع؟

- ليس لدينا حصر كامل، وكل الحالات المتعثرة يمكن حلها وسيتم حلها، وهناك حالات تحتاج إلى تغيير آلات ومعدات، وهناك مصانع توقفت لخلافات بين الشركاء.

لكن ما سر تراجع التبرعات رغم الثقة التى تولدت فى الصندوق وعمله بعد ما شاهدنا من مشروعات على أرض الواقع؟

- الحلقة المفقودة فى نقص التبرعات هى الظروف الاقتصادية، التى أثرت على الجميع، وهذه الحالة ليست بالضرورة أن تكون سبباً لدى رجال الأعمال فى ألا يتبرعوا، وأعتقد أن هناك حالة من القلق على المستقبل، فإن ارتفاع الأسعار أثر بشكل كبير على حجم التبرعات، فهناك نموذج للإنفاق، وعند ارتفاع الأسعار يوجه بعض الناس جزءاً من الأموال إلى الصرف العادى، ويبدأ يستغنى عن بعض الاحتياجات، وحتى لو كان يتبرع بعقيدة ثابتة فإنه يقلل حجم التبرع، وهذا الأمر يخص الطبقة المتوسطة والفقيرة. {left_qoute_2}

إذن الحالة الاقتصادية تسببت فى تراجع حجم التبرعات؟

- إذا كانت الحالة الاقتصادية أثرت على رجال الأعمال فإن المواطن العادى تأثر بشكل أكبر، وهو ما انعكس على التبرعات، فقد تأثروا ولكنهم يحاولون ألا تقل تبرعاتهم، لذلك فالطبقة المتوسطة تتبرع بعقيدة ثابتة.

وماذا عن رجال الأعمال؟

- لم نتلق الدعم المتوقع من رجال الأعمال منذ نشأة الصندوق، وسؤال لماذا؟ من الصعب الإجابة عنه، لأننا حاولنا حل المشكلة، وقلنا ربما يكون عدم إقبالهم على التبرع لعدم وجود مشروعات واضحة، ونحن الآن لدينا مشروعات واضحة على الأرض، فمثلاً فى حل مشكلة العشوائيات فإننا لدينا تكلفة الشقة وتكلفة العمارة ومن يرد التبرع يتفضل، بل إننا من الممكن أن نضع اسمه عليه، فكل مؤسسة بها مساهمون وجمعية عمومية يحب أن يكون التبرع واضحاً، وهذا متوافر حالياً، وعلى الرغم من هذا فإن الإقبال ضعيف جداً، ذلك لأن توزيع الثروة فى مصر موجود لدى ناس بعيدة كل البعد عن عملنا، وبعد نشر حوارى مع «الوطن» منذ عام تقريباً وبدأ الحديث عن مشروعات بمناطق الأزهر والسبتية والعتبة والمنصورة والمنيا، حيث كانت هناك «نوبة صحيان» وبدأت تصل لنا تبرعات نقدية وعينية، وهى ليست مبالغ مالية قليلة ولكنها ليست المتوقعة.

هل هناك حصر لرجال الأعمال وإسهاماتهم؟

- 10% فقط من رجال الأعمال «المشاهير» هم من شاركوا فى التبرع لصندوق تحيا مصر، وبالمناسبة تبرعاتهم لا تتناسب مع أسمائهم وحجم أعمالهم، و90% من باقى المشاهير لم يشارك، أما رجال الأعمال غير المعروفين فهؤلاء لم يتبرعوا، ومن الممكن أن يكون عدم الدعاية الكافية منذ البداية وراء تراجع التبرعات، والناس تسألنا لماذا لا تطلبون التبرع، فإننا نقول اطلبوا الأمور بعزة نفس.

لكن عزة النفس مطلوبة عندما يكون الأمر شخصياً وليس من أجل الوطن؟

- هى شعرة معاوية، والتوجيهات للأموال معروفة للكل، «فأنا مش محتاج أقول لرجل الأعمال، لأنه هو فاهم وعارف»، إضافة إلى ذلك فإن جميع تبرعات رجال الأعمال لصندوق تحيا مصر معفاة من الضرائب.

وبما أن الأموال سوف تدفع للضرائب فلماذا لا تدفع إلى الصندوق بما أنها معافاة من الضرائب؟

- لأنه مع الضرائب يمكن أن يماطل فى الدفع أما مع «تحيا مصر» فلا توجد مماطلة.

ولماذا تخصم هذه الأموال من الضرائب أصلاً، وهى تبرعات، إضافة إلى أن الضرائب تخص الخزانة العامة، إذ هى لمصر أيضاً؟

- قانون الضرائب المصرى منذ نشأته جاء من أجل تحفيز رجال الأعمال، أقر أن أى مبالغ يتم التبرع بها فى حدود 20% تخصم من الضرائب، وجاء التوسع فيما يخص تبرعات صندوق «تحيا مصر»، وأقر القانون أن يكون كامل مبلغ الضرائب يمكن التبرع به لصندوق «تحيا مصر»، حتى تكون شيئاً كبيراً، ويعطيها عن طيب خاطر، فهناك تعجب من بعض الدول العربية لحجم الأموال التى تم جمعها فى الصندوق، وسألونا كيف جمع الصندوق كل هذه الأموال على الرغم من ارتفاع الأسعار والحالة الاقتصادية الراهنة. {left_qoute_3}

هل هناك مساهمات عربية أو خليجية وصلت إلى الصندوق؟

- لا.. لم تحدث أى مساهمة من خارج المصريين أو من رجال أعمال عرب، الذين يعملون داخل مصر، سوى رجل أعمال واحد، ولم يأت دعم من أى شخصية من الخارج، والفترة الماضية رتبنا مع وزيرة الهجرة، ونقوم بحصر لكل الجاليات فى الخارج بالأسماء والإيميل من أجل التواصل معهم، ولدينا علاقة طيبة بجاليات فى الخارج، خاصة فى النمسا، وأيضاً هناك تواصل مع الجالية المصرية فى أمريكا، وتم التواصل مع الحكومة الأمريكية أن تكون أموال المصريين التى يتم التبرع بها لمصر تخصم من الضرائب هناك، وهذا الأمر مشجع جداً.

كيف يتم الاهتمام بذوى الإعاقة؟

- نقوم بتجهيز دور إيواء للإطفال ذوى الإعاقة ويشمل البرنامج تأهيلهم وإقامتهم وتدريبهم وتعليمهم ودمجهم فى المجتمع، من خلال خطة ستطبق عام 2018، وستكون الخدمة المقدمة لهم مجاناً، وأى أسرة لديها طفل معاق يمكن أن ترسله ليتعلم ويتم تأهيله بشكل جيد.

وما رأى الرئيس فى حجم التبرعات؟

- الرئيس أبدى عدم ارتياحه أكثر من مرة لعدم وجود إقبال على التبرع، وسبق أن اجتمع مع رجال الأعمال لهذا الغرض، ونتمنى على أول العام الجديد مع المشروعات التى يتم الإعلان عنها، يكون هناك إقبال على التبرع.

ما القواعد التى يتم اختيار الشباب على أساسها؟

- اختيار الشباب يتم من خلال اختيارهم من الأسماء التى تقدمت إلى الصندوق الاجتماعى، وننظر إلى عمره ويجب ألا يزيد على 35 عاماً، وأن لا تكون عليه متأخرات فى البنوك أو قضايا، إضافة إلى المنطقة الجغرافية، وهذا المشروع يشمل 750 سيارة كمرحلة أولى.

أطفال بلا مأوى ما الذى يتعلمونه فى الدار؟

- يتم تعليمهم التعليم الأساسى، ويبدأ الطفل من السنة التعليمية التى توقف عندها، وبعدها يتم التعليم المهنى، إلا لو كان أحدهم أظهر تفوقاً فإنه يكمل تعليمه الجامعى، والتركيز الأكبر هو على التعليم المهنى، والهدف أن يكون عند سن الـ18 لديه مهنة ومعه منها شهادة لتحقيق دخل مستمر له.

وما دوركم فى الرعاية الصحية وحملة القضاء على فيروس سى؟

- إن ما تم فى فيروس سى قصة نجاح وتعتبر فخراً قومياً، فإننا قد بدأنا بكشوف انتظار كان المريض ينتظر فيها تقريباً سنة ونصف، واليوم لا يوجد أحد فى كشوف الانتظار نهائياً، وبمجرد أن يتم الكشف عليه يحصل على العلاج وينتهى خلال أسبوعين، وبدأنا ننزل الشارع، وقمنا بالمسح على 4٫5 مليون شخص، فإننا نبحث عن المريض، فقد نزلنا لتحليل طلبة الجامعات لأن خطورة المرض أن يكون كامناً، وأى أحد يدخل أى مستشفى عام يتم عمل تحليل فيروس سى حتى لو دخل يعانى من صداع، فإننا نبحث عن المرضى لعلاجهم، وهؤلاء عندما نكتشف أنهم مرضى فإننا نعالجهم سريعاً، وانتقلنا لمرحلة البحث عنهم، وكذلك ذهبنا إلى المنطقة الصناعية فى برج العرب والتى تم مسحها بالكامل، وكل مصنع يتحمل تكلفته أحد رجال الأعمال.

متى يمكن أن تكون مصر خالية من فيروس سى؟

- مصر ستكون خالية من وباء فيروس سى مع نهاية عام 2018 والقضاء عليه نهائياً منتصف عام 2019، وحالياً لدينا سياحة علاجية للعلاج من الفيروس، من دول عربية وأوروبية، والآن جرعة علاج فيروس سى خفضنا سعرها إلى 1000 جنيه، فى حين أنها فى أمريكا 75 ألف دولار، وحتى الآن فى المملكة العربية السعودية تبلغ 75 ألف ريال، والدواء المصرى بدأنا فى تصديره، ولكى نكمل مشوارنا ونحافظ على الريادة نطلق جائزة بحثية بالتعاون مع المركز القومى للبحوث للأبحاث الخاصة بالفيروسات، بحيث نكون مستعدين تجاه تحور الفيروس، فلا يوجد فى العالم مليون و400 ألف حالة مسجلة على حاسب آلى تم علاجهم من فيروس سى سوى فى مصر، والآن نرسل سيارات إلى الميادين العامة لتوقيع الكشف الطبى على الناس، والميزة هى إقبال الناس على التحليل، ففى البداية كان هناك خوف لدى المريض من معرفة مرضه حتى لا يفصل من عمله مثلاً، والآن يتعامل معنا على أن الدولة تريد أن تعالجه، وإذا وضعنا صندوقاً للتبرعات فإننا لا نفرض رقماً، وإنما كل شخص وفق مقدرته، فالدعم ليس بقيمته وإنما المعنى أيضاً، فمثلاً الفنانة سميرة أحمد نظمت معرضاً لملابسها التى كانت ترتديها أثناء أعمالها الفنية، فإن كل قطعة تمثل جزءاً من تاريخها، وبالمناسبة هى لم تنظم مزاداً وإنما عرضت الملابس وقالت من يعجبه قطعة فليأخذها، ويضع فى صندوق التبرعات ما يرتضيه، فكانت به شياكة ورقى كبير.

ما دور الصندوق فى تطوير العشوائيات بعد ما تم فى «الأسمرات»؟

- المرحلة الثالثة يتم تسليمها العام الحالى، والمستهدف أن ننتقل إلى مناطق أخرى بالتنسيق مع الجهاز القومى للعشوائيات، ونحن حريصون على البحث عن العشوائيات الموجودة وتطويرها، وننشئ قرى نموذجية جديدة، وتجمعات سكنية راقية توفر كل مقومات الحياة الكريمة، وأحب أن أعلن أنه ستكون هناك مرحلة رابعة، وأتمنى أن يتم تفريغ أى منطقة بها عشوائيات.

هل أثر ارتفاع الأسعار، خاصة مواد البناء، فى عمل الصندوق؟

- بالفعل، على الأقل زاد حجم التكلفة لـ40%، ما أثر علينا، وقلل قوة إنتاجنا، فإننا مستمرون، ولكن يمكن أن نكون أكبر لو كانت الأسعار أقل.

كانت هناك مدارس سيتم منحها لليابانيين ضمن المنحة اليابانى.. لماذا توقفت؟

- أنشأنا شركة مصر للأنظمة التعليمية، بالتنسيق مع صندوق تطوير التعليم ووزارة الإسكان، ونأخذ الأرض ونبنى المدارس، وانتهينا من إنشاء 5 مدارس وحالياً هناك 35 مدرسة تحت الإنشاء، وسلمنا الدفعة الأولى لمدارس النيل، وهناك جزء منها للمدارس اليابانية.

أرى أنكم تقومون بأدوار منوطة بالحكومة.

- على مستوى العالم كله فإن التعليم والصحة منوطة بمؤسسات المجتمع المدنى، وكل الجامعات تنشئها المؤسسات الأهلية.

وماذا عن علاقتكم بالحكومة؟

- طالما أننا قمنا بعمل دراسة وتم اعتمادها فإن الجميع يتعاون.

هل تتعثر عملية التنفيذ على الأرض بسبب الروتين أو تأخير التنفيذ؟

- لا مشاكل روتينية، وهناك توجه عام بتذليل العقبات منذ التأسيس، ولا يوجد أى روتين مع ما ينفذه صندوق «تحيا مصر»، وكل مشروعاتنا مدروسة، ولا نطلب أى استثناء حتى لا نخل بقواعد المنافسة فى السوق، إنما التراخيص والتعطيل وغيرها تنتهى سريعاً.

ألا ترى أن حديث الرئيس عن الصندوق تراجع مؤخراً؟

- الرئيس فى كل مناسبة يشير إلى الصندوق، ولكن بطريقة دبلوماسية شيك، والتبرعات أقل مما كان يرغب وأقل من توقعاته، وهو ما أثر فى قوة الاندفاع والطموح فى المشروعات الكثيرة، فإن ما تحتاجه مصر كثير، ولدينا 350 مستشفى مغلقاً، ولو كانت هناك أموال أكثر كنا أنشأنا شركة لإدارتها وقمنا بتشغيلها جميعاً.


مواضيع متعلقة