"الشوان".. أبو خميس الذى خدع الموساد الإسرائيلى 11 عاما

03:48 م | الأربعاء 01 نوفمبر 2017

أحد وأهم العملاء المزوجين لجهاز المخابرات العامة المصرية الذين عاصروا وشاركوا فى الصراع المصرى الإسرائيلى فاستطاع أن يخترق الموساد الإسرائيلى ويخدعه لمدة 11 عاما.. إنه الجاسوس المصرى أحمد محمد عبد الرحمن الهوان وشهرته جمعة الشوان الذى برز دوره فى مسلسل دموع فى عيون وقحة الذى جسد شخصيته النجم عادل إمام.

ولد جمعة الشوان فى الـ19 من أغسطس عام 1939 فى مدينة السويس الذى اضطر أن يهاجر منها هو وأسرته على أثر نكسة 1967 بعد أن فقد زوجته نتيجة للقصف الإسرائيلى وتدمير لانش صغير كان يمتلكه، فجاء إلى القاهرة ليعمل فى السوق السوداء لتجارة السلع التموينية واضطر أن يسافر إلى اليونان لتبدأ قصته فى المخابرات التى استمرت لمدة 11 عاما خدع فيها الموساد الإسرائيلى وتعامل مباشرة مع كبار المسؤلين وفى مقدمتهم شيمون بيريز رئيس الحكومة الإسرائيلية والرئيس الإسرائيلي فيما بعد.

حصل على جهاز إنذار من الموساد وسلمه للمخابرات المصرية، وكون علاقات صداقة مع كبار رجالات إسرائيل مثل عيزرا وايزمان وديفيد أليعازر، وكان يتعامل مباشرة في مصر مع كبار المسؤولين عن مخابراتها في ذلك الوقت مثل المشير أحمد إسماعيل والمشير كمال حسن علي، والتقى بكل من الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس أنور السادات، وقدم معلومات خطيرة من قلب الموساد كان لها دور كبير في الانتصارات التي حققتها القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973.

ومع أن جمعة الشوان، "أحمد الهوان"، حصل على مئات الآلاف من الدولارات من الموساد الإسرائيلي نظير خدماته التي كان يقوم بها تحت إشراف المخابرات المصرية وعلمها، وافتتاحه قبل حرب أكتوبر سلسلة محلات للمواد الغذائية بتمويل من الموساد أيضا، إلا أنه عاش وحيدا في شقة متواضعة، هي نفسها التي كانت مركزا لعمليات التجسس التي كان يقوم بها، واشتراها بجزء من أول دفعة مالية حصل عليها من الموساد، وكانت 180 ألف دولار، وسيارة مستعملة حسب تعليماتهم، باعها فيما بعد عقب اعتزاله الجاسوسية ليتعيش من ثمنها القليل، وذلك حسبما ذكر "الهوان" فى حواره لـ"العربية نت".

وجسد النجم عادل إمام شخصية جمعة الشوان وقصته فى المسلسل التليفزيونى "دموع فى عيون وحقة" الذى أنتجه التليفزيون المصرى عام 1980، وهو من تأليف صالح مرسى ويحيا العلمى وبطولة صلاح قابيل ومصطفى فهمى ومعالى زايد ومشيرة إسماعيل، وتدور قصته حول أحداث حقيقية من ملفات الجاسوسية المصرية لإحدى عمليات المخابرات المصرية ضد الموساد الإسرائيلي، والتي كان بطلها الحقيقى أحمد محمد عبد الرحمن الهوان، والذي أطلق عليه اسم "جمعة الشوان".