أمل تحاول إنقاذ هنا: الاولي مشرفة دار ايتام والتانية نزيلة بس "بتموت"

12:01 م | الثلاثاء 31 أكتوبر 2017

أمام غرفة الرعاية المركزة بالدور السادس في المستشفي الميري بالاسكندرية، حيث لا أحد يتواجد إلا في ساعة الزيارة، انزوت أمل في احد الأركان، جلستها والمصحف الذي لا يغادر يديها يوحي بأن أم لأحد المرضي المحتجزين خلف الباب الموصد بإحكام، تكاد تبكي وهي تروي عن صغيرتها "هنا" الطفلة التي دخلت المستشفي قبل أيام بشكوي من صداع وقئ، وها هي الآن تصارع الموت بعد إعلان الاطباء وفاتها إكلينيكا.. لا تغادر أمل المصحف إلا لمطالعة صفحتها علي الفيس بوك عبر هاتفها المحمول، لا لشئ سوي تكرار الطلب "ادعوا لبنتي هنا".

للقصة بداية، يعلمها جيدا ممرضي المستشفي، أمل ليست والدة هنا بالمعني الحقيقي،إذا أن هنا التي لم تبلغ عامها التاسع بعد إحدي نزيلات دار مصابيح الهدي لرعاية الأيتام، والتي تترأسها أمل الصعيدي، المديرة التي ضربت مثلا يحتذي في الايثار، وخاضت بمفردها معركة إنقاذ هنا من الموت، من خلال نقلها إلي المستشفي، لكنها الآن في مواجهة حالة من عدم الفهم "محدش فاهم ايه اللي بيحصل، البنت دخلت بيها المستشفي علي رجلها مصابة بقئ وصداع، فوجئت بالاطباء بيقولوا انسداد في جنط المخ نتيجة اصابتها قديما باستسقاء في المخ، وبعد 4 أيام من البقاء داخل الرعاية المركزة، أبلغوني بوفاتها إكلينيكيا، أكيد فيه إهمال حصل".

لم تستسلم أمل لحديث الأطباء، ولم تسلم بنتائجهم، طرحت تساؤلاتها الحائرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي مناشدة التدخل من أعلي مستوي، لتتلقي اتصالا من مجلس الوزراء لمتابعة الحالة والاشراف عليها "الخطوة الآن تكمن في تحريك البنت..اي حركة خطر علي حياتها".. مشكلة أخري تواجهها الصعيدي تكمن في تلك الحملات الوهمية التي انطلقت عبر مواقع التواثل الاجتماعي لجمع تبرعات مادية لعلاج هنا "انا متكفلة بالبنت ماديا، وكل هذه الحملات نصب، خاصة وأن مجلس الوزراء يتابع والعلاج يتم في مستشفي حكومي".. لا تتصور الصعيدي أن هناك من يستغل حالة مثل هنا لربح أموال من ورائها، تضحكم كمن يبكي وهي تقول "مش كفاية عليها انها يتيمة، لأ وحتي وهي بتموت ناس بتحاول تستغلها".