«الأنبا بيشوى».. مثلث الرحمات ومقصد الآلاف لإحياء ذكرى البابا شنودة

كتب: الوطن

«الأنبا بيشوى».. مثلث الرحمات ومقصد الآلاف لإحياء ذكرى البابا شنودة

«الأنبا بيشوى».. مثلث الرحمات ومقصد الآلاف لإحياء ذكرى البابا شنودة

أصبح لدير القديس «الأنبا بيشوى» أهمية بالغة بعد مباركة بابا الفاتيكان لرحلة العائلة المقدسة بمصر بعد أن كان مقصداً للأقباط من داخل مصر وخارجها على مدار القرون الماضية، حيث يقع الدير على بعد 500 متر إلى الجنوب الشرقى من دير السيدة العذراء «السريان»، ويبعد عن دير القديس مكاريوس «أبومقار» غرباً نحو 20 كيلومتراً، وتبلغ مساحته فدانين وستة عشر قيراطاً وينسب إلى القديس «الأنبا بيشوى» الذى كان تلميذاً للقديس مكاريوس أحد زعماء النسك فى وادى النطرون.

وقال مينا وديع، شماس فى كنيسة الأنبا بيشوى، لـ«الوطن»، إن إنشاء الدير يرجع إلى أواخر القرن الرابع الميلادى، حسب المخطوطات التى عُثر عليها ضمن الآثار القبطية فى مصر، حيث شهد الدير المكون من 3 طوابق العديد من الحروب على مر العصور، ما دفع رهبانه إلى تشييد حصن منيع بالطابق الثانى، يدفع عنهم هجمات الأعداء، ويعتبر الحصن الأثرى أهم الأماكن الموجودة بالدير، وأمام مدخله كوبرى متحرك كان يرفعه الرهبان فى حالة وجود أى خطر يواجههم، وظل الكوبرى المتصل بمدخل الحصن شاهداً على معاناة الأقباط خلال الحروب التى شهدتها مصر.

وأضاف أنه قبل الصعود إلى الدور الثانى توجد كنيسة الأنبا بيشوى فى الطابق الأرضى، ويرجع بناؤها إلى عام 840 ميلادية، وهو تاريخ إعادة بناء الدير حسب المؤرخين الأقباط، وأمام الكنيسة بئر للمياه العذبة، ومطحنة غلال ومعصرة زيوت، بالإضافة إلى مخازن الطعام والشراب ومبانى القلالى التى تخص مبيت الرهبان، وسميت بهذا الاسم لما يعانيه الراهب بعد حرمان من لذات الحياة، وكأنه يُقلى فى الزيت خلال محاربته الشهوات والمعاصى.

{long_qoute_1}

ونوه بأن الجزء الأهم فى الدور الأرضى هو مثلث الرحمات، الذى يرقد فيه البابا شنودة الثالث، وهو مقصد آلاف الأقباط الذين ينذرون ويهبون ويدعون السماء، وفوق قبر البابا صندوق الأمنيات، حيث يحرص عدد كبير من الزوار على كتابة أمنياتهم ودعواتهم، ووضعها على مدفنه، وتشهد ذكرى تنيح البابا وفود الآلاف من الزوار، ويستمر إحياء الذكرى على مدار 3 أيام، يعقبه قداس خاص يترأسه البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ويحضره الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح، ويقتصر حضوره على آباء المجمع المقدس، وعدد من الأساقفة والرهبان، والكهنة من الأديرة المختلفة، والشخصيات العامة بخلاف القداس الذى يقام فى يوم وفاته، ويحضره شعب الكنيسة، الذى يتوافد على مزار مثلث الرحمات بالدير لإحياء الذكرى السنوية الأولى للبابا شنودة.

وتابع «مينا»، خلال جولته مع «الوطن»، أن الطابق الثالث عبارة عن سطح كان يستخدمه الرهبان قديماً حصناً لمواجهة الأعداء، وبه كنيسة الملاك ميخائيل، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى رئيس الملائكة «الملاك ميخائيل»، وهى عبارة عن مبنى يغطى سقفه «قبة» كبيرة وتحتوى الكنيسة على هيكل واحد فقط يرجع تاريخ وجوده إلى عام 1782 ميلادية، وحول الطوابق الثلاثة أسوار محيطة بالدير على مساحة 3 أفدنة، وداخل الأسوار يوجد جزء من جسد الشهيد «أبسخيرون» داخل أنبوبة بمقصورة فى كنيسة الأنبا بيشوى، كما توجد كنيسة الشهيد مارجرجس فى الجهة الغربية من الدير، وأمامه من الناحية البحرية بئر الشهداء، التى غسل فيها البربر الأعداء سيوفهم، بعد أن قتلوا 49 من الآباء الرهبان أثناء غارتهم سنة 444 ميلادية، وتحيى الكنيسة ذكرى استشهادهم يوم 26 طوبة من كل عام قبطى. ويستقبل الزوار من داخل مصر وخارجها سواء أقباطاً أو مسلمين، طوال العام ما عدا أيام الصيام التى يعكف فيها الرهبان على العبادة فقط.


مواضيع متعلقة