«العذراء» فى المعادى.. مكان استراحة العائلة المقدسة على «النيل» قبل الفرار إلى الصعيد

«العذراء» فى المعادى.. مكان استراحة العائلة المقدسة على «النيل» قبل الفرار إلى الصعيد
- إعادة ترميم
- الحجم الكبير
- السد العالى
- السيد المسيح
- السيدة العذراء
- العائلة المقدسة
- العذراء مريم
- الفترة الأخيرة
- الكتاب المقدس
- الموارد المائية
- إعادة ترميم
- الحجم الكبير
- السد العالى
- السيد المسيح
- السيدة العذراء
- العائلة المقدسة
- العذراء مريم
- الفترة الأخيرة
- الكتاب المقدس
- الموارد المائية
فى ضاحية المعادى وعلى شاطئ نيل القاهرة مباشرة، تقع كنيسة السيدة العذراء مريم، بطرازها الأثرى المميز، شاهدة على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، والتى اتخذ من سردابها مرفأ لعبور العائلة عبر النيل إلى الصعيد وتحديداً إلى جبل قسقام بأسيوط حيث يقع دير المحرق.
القمص أكليمندس وديع، راعى الكنيسة، قص لـ«الوطن» تاريخ المكان الذى يقول عنه إنه يعود إلى موسى النبى الذى ولد فى منطقة طرة، وحينما جاء فرعون وأراد قتل كل أطفال بنى إسرائيل، وضعته والدته فى «سبت» من البردى وألقت به فى النيل، وأخته سارت بجوار النيل تتابعه، حتى رأت ابنة فرعون «السبت» فى موضع منطقة كنيسة العذراء حالياً التى كانت تتخذها منطقة للاستحمام فى النيل وهى من أطلقت عليه اسم «موسى» وتعنى «ابن النيل»، واستغل هذا المكان حتى مولد السيد المسيح حينما أمر «هيرودس» بقتل أطفال بيت لحم جميعهم، فهربت العذراء مريم ويوسف النجار ومعهم السيد المسيح و«الداية» التى ولدت العذراء ورأت بعينيها غشاء البكارة حيث حملت وولدت وهى ما زالت عذراء.
وأضاف «أكليمندس» أن العائلة المقدسة سارت فى طريق الهروب لمصر إلى كنيسة أبوسرجة بمصر القديمة قبل أن تصل إلى كنيسة العذراء بالمعادى ومكثوا فيها فى طريق الهروب لمدة 3 أيام أثناء توجههم إلى جبل قسقام بأسيوط (دير المحرق)، ومكثوا فيها أيضاً أثناء عودتهم إلى بيت لحم ولكن لم تُعرف المدة التى مكثوا فيها فى تلك المنطقة المعروفة بمنطقة «العدوية»، وهم من كانوا يمتلكون هذه الأرض فى هذا الوقت، لذا سميت بكنيسة ودير السيدة العذراء مريم بالعدوية.
وفيما يتعلق ببناء الكنيسة، قال «وديع» إن الملكة هيلانة والدة الإمبراطور الرومانى قسطنطين الكبير، التى اكتشفت «الصليب المقدس» الذى صلب عليه المسيح، طلبت من ابنها أن يبحث عن كل مكان ذهبت إليه العائلة المقدسة وأن يبنى فيه كنيسة باسم العذراء مريم، ومن بين هذه الأماكن كانت كنيسة العذراء مريم بالمعادى فى القرن الرابع الميلادى، والتى رممت على مر العصور، وكان آخر ترميم لها فى القرن الحادى عشر الميلادى، حيث كانت هناك قافلة مارة بالنيل محملة بالأسلحة فانفجرت أمام الكنيسة ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وأعيد بناؤها مرة ثانية فى نفس المكان.
{long_qoute_1}
وأشار القمص أكليمندس إلى أن الكنيسة تحتوى على 3 هياكل و3 قباب، وبها «بئر» كانت تشرب منها العائلة المقدسة، ولكن هذه البئر نظراً لعدم تطهيرها خلال الفترة الأخيرة نضبت منها المياه، لافتاً إلى أنه إذا تم تطهير البئر فإن مياه النيل العذبة ستخرج منها، مضيفاً أن الكنيسة بها أكفان بعض القديسين، وبها أيقونة تحكى قصة حياة العذراء مريم منذ ولادتها وحتى وفاتها، وتضم الكتاب المقدس بالحجم الكبير منذ عام 1976 الذى وجده راعى الكنيسة ويدعى القس بشارة طافياً على سطح النيل، ومشبعاً بالمياه ومفتوحاً على سفر أشعياء الأصحاح 19 الذى توجد به آية تقول: «مبارك شعبى مصر»، فضلاً عن احتواء الكنيسة على السلم الأثرى الذى يصل إلى قاع النيل والمقام عليه «قبة» وبه مذبح، وكانت المياه قبل بناء السد العالى تغرق السلم وتتدفق إلى داخل الكنيسة، ولكن بعد بناء السد العالى وبناء على طلب وزارة الرى والموارد المائية تم بناء رصيف أمام السلم لحماية المبانى أخفى بعض أدراجه ولكن ما زالت بعض الأدراج موجودة وتستخدم فى الصعود والنزول عليها.
وتابع راعى الكنيسة أن أمام الكنيسة سلم آخر يصل بسرداب مار أسفل الكنيسة ويصل حتى النيل، وترى فى نهاية هذا السرداب دير أبوسيفين فى الجهة المقابلة، وكان يستخدم السرداب فى نقل الأشخاص وما زال موجوداً وتمت إعادة ترميمه ووضعت فيه أيقونة للسيدة العذراء والسيد المسيح.
وأوضح القمص أكليمندس أن الكنيسة أعيد ترميمها بالكامل فى سبعينات القرن الماضى، ولم يبق من الكنيسة الأثرية سوى 3 قباب و3 مذابح، ويأتى إلى الكنيسة سياح من كل مكان، وعقب قرار اعتماد مسار العائلة المقدسة فى مصر، هناك تنسيق بين وزارة السياحة والكنيسة ممثلة فى الأنبا دانيال، أسقف المعادى وتوابعها لترتيب التعامل مع هذا الأمر.