«أبوسرجة» فى مصر القديمة.. «كنيسة المعجزات» شاهدة على احتماء المسيح فى المغارة 3 شهور

«أبوسرجة» فى مصر القديمة.. «كنيسة المعجزات» شاهدة على احتماء المسيح فى المغارة 3 شهور
- أنحاء العالم
- الأنبا مكاريوس
- السيد المسيح
- السيدة العذراء
- الطراز الرومانى
- العائلة المقدسة
- العام الماضى
- الفتح العربى
- انتخاب البطريرك
- آثار أقدام
- أنحاء العالم
- الأنبا مكاريوس
- السيد المسيح
- السيدة العذراء
- الطراز الرومانى
- العائلة المقدسة
- العام الماضى
- الفتح العربى
- انتخاب البطريرك
- آثار أقدام
داخل مغارة فى منطقة مصر القديمة بُنيت كنيسة «أبوسرجة» الأثرية، رائحة بخور القداسات تفوح فى كل أرجاء المكان لتعانق عبق التاريخ، لأن كل موضع فيها يحكى فصلاً من فصول رحلة العائلة المقدسة لمصر، هنا احتمت السيدة العذراء ووليدها من بطش الرومان لمدة ثلاثة أشهر قبل أن تواصل رحلتها لمباركة أرض مصر، وهنا أيضاً باركت البقعة نفسها فى أثناء عودتها إلى بيت لحم.
يقول القمص أنجليوس جرجس، راعى كنيسة أبوسرجة، لـ«الوطن»، إن الكنيسة بُنيت على المغارة التى مكثت بها العائلة المقدسة فى أثناء رحلة هروبها لمصر وأيضاً أثناء العودة إلى فلسطين، حيث بُنيت الكنيسة داخل حصن بابليون، وأطلق عليها الرومان اسمى اثنين من القديسين اللذين استشهدا بسبب دفاعهما عن إيمانهما المسيحى وهما: «سرجيوس» و«أخيس»، وبعد الفتح العربى لمصر بُدل الاسم إلى «أبوسرجة»، وتعرضت الكنيسة للأضرار أكثر من مرة وتم ترميمها إلا أنها احتفظت بطابعها الأثرى والتاريخى.
وواصل حديثه قائلاً إن الكنيسة صُممت على الطراز الرومانى فانتشرت الأعمدة البازيليكية، يعلوها سقف خشبى على شكل قبو فوق صحن الكنيسة الرئيسى وتوجد قبة كبيرة فوق الهيكل الشمالى تم تشييدها عام 1171م، وصحن الكنيسة به ممر أوسط وممران على الجانبين الأيسر والأيمن، ويعلو الممرات الجانبية «بلكون» محمول على أعمدة من الرخام والجرانيت تفصل بين الممرات وصحن الكنيسة الرئيسى، وهذه الأعمدة لها تيجان كورنثية يرجع تاريخها غالباً إلى القرن السادس الميلادى، بجانب الهيكل البحرى يوجد غرفتان من الجهتين الشمالية والجنوبية، وهاتان الغرفتان يوجد بهما سراديب تؤدى إلى المغارة الأثرية.
وأضاف راعى كنيسة أبوسرجة أن الكنيسة صارت مقصداً للحجاج الأقباط من جميع أنحاء العالم ويتوافد عليها السياح باستمرار وكان آخر ترميم لها عام 2015، وتم الانتهاء من الترميم فى منتصف العام الماضى، ويقام بها سنوياً الاحتفال بعيد دخول العائلة المقدسة إلى مصر فى شهر يونيو من كل عام.
{long_qoute_1}
وتحتوى الكنيسة على العديد من التحف الأثرية، إذ تحتوى على أيقونات ترجع إلى القرون الأولى للمسيحية منها أيقونة تمثل وصول السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار وسالومى «الداية» إلى أرض مصر وهى ترجع إلى القرن التاسع الميلادى، فضلاً عن أيقونة حياة وآلام السيد المسيح التى تعود إلى القرن الثامن عشر الميلادى.
وأشار راعى الكنيسة إلى أن المغارة التى احتمت بها العائلة المقدسة تقع أسفل منتصف مكان المرتلين وجزء من هيكل الكنيسة، وهناك مدخل إلى المغارة من ناحيتين ينزل إليها بسلالم أحدها من صالة الهيكل الجنوبى من الكنيسة، والآخر من وسط الصالة التى بها الهيكل الشمالى، ويوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحرى للكنيسة بئر ماء قديمة، أما فى المغارة فهناك حجر يحمل آثار أقدام قيل إن السيد المسيح داسه خلال مكوثه فيها، وتمنع الكنيسة التصوير واستخدام الفلاشات داخل المغارة بناءً على تعليمات وزارة الآثار للحفاظ على الأثر.
وفى داخل الكنيسة يؤمن الأقباط بالمعجزات، فتجد عموداً رخامياً محاطاً بـ«فاترينة» زجاجية، يقال إنه نزف دماً فى أثناء نكسة 1967، ولم يتوقف عن النزف إلا بوضع البابا الراحل كيرلس السادس أصبعه على مكان النزيف فتوقف وظلت علامة أصبع البابا محفورة فى العمود.
وبجانب المكانة الدينية للكنيسة، فهى تحمل مكانة تاريخية أيضاً لأنها كانت المكان الذى يجتمع فيه الأساقفة والأراخنة «كبار الأقباط»، لانتخاب البطريرك فى العهود القديمة حتى أوائل القرن الثانى عشر الميلادى، ومن أبرز من انتُخب فيها البطريرك الأنبا مكاريوس الثانى فى عام 1102 ميلادية.