في 175 يوما.. كيف ظهر "النيجاتيف" بعد المقاطعة العربية لقطر؟

كتب: دينا عبدالخالق

في 175 يوما.. كيف ظهر "النيجاتيف" بعد المقاطعة العربية لقطر؟

في 175 يوما.. كيف ظهر "النيجاتيف" بعد المقاطعة العربية لقطر؟

على مدار أكثر من 5 أشهر، شهدت المنطقة العربية العديد من الأحداث المتلاحقة، منذ أن قطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر؛ نتيجة لتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ودعم الإرهاب، لتساند المقاطعة دولا أخرى فيما بعد، ثم إعلان قائمة بالمطالب لإعادة العلاقات، التي رفضها الدوحة، لتسارع دولاً أجنبية للتدخل لحل الأزمة إلا أنه لم تأتي أي منها بثمار لإنهاء القطيعة.

وخلال تلك الفترة، ظهر الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، لمرات قليلة للغاية، بعد القطيعة العربية لبلاده، كان آخرها أمس، في حوار أجراه مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية، أكد فيه استعداده للحوار مع الرباعي العربي، وزعم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول عقد قمة في كامب ديفيد تجمع الدوحة مع جيرانها لحل الأزمة الخليجية، لكن دول المقاطعة لم تستجب للمبادرة.

وفي بداية الأزمة، ورغم مرور أكثر من شهر، لم يدلِ الأمير تميم بن حمد بأية تصريحات تخص القطيعة أو يظهر على وسائل الإعلام، بينما أوردت وكالة فرانس برس أن أمير قطر، أكد أن بلاده مستعدة لـ "تنمية شاملة للعلاقات مع إيران" والتعاون لحل مشاكل العالم الإسلامي، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني للتهنئة بعيد الفطر، 26 يونيو الماضي، في أول تعليق له على مسألة العلاقات مع طهران عقب تسلّم الدوحة المطالب الـ 13 من الدول المقاطعة.

وبدى أن أمير قطر لم يزاول أيضًا أي أعمال له ببلاده، بحسب موقع "قطر إنفو" الفرنسي المتخصص في الشؤون القطرية، مضيفًا أن "أمير قطر لم يشاهد أو يظهر بشكل علني بعد إعلان المطالب العربية، وأن آخر ظهور له كان مع شقيقته المياسة بنت حمد أثناء زيارتهما المتحف الوطني في الدوحة"، وتابع: "أن وسائل الإعلام الرسمية القطرية غطت زيارة تميم بعد ساعات متأخرة، مرجحًا أن "أمير قطر يمكث في مقر سري بالعاصمة الدوحة".

وهو الأمر نفسه الذي شاركتها فيه صحيفة "لوموند" الفرنسية، بأن أمير قطر لم يتفوه بأي كلمة علنًا منذ بدء المقاطعة، كما أنه لم يصدر أي بيان علني أو يجري مقابلة مع الإعلام، وغاب تمامًا عن الأنظار، في حين يهدد بلاده، ما وصفته الصحيفة، بـ"ضربة إعصار قوية".

حضور صامت، كان لـ"الأمير النيجاتيف"، ففي 20 يوليو 2017، أصدر مرسومًا أميريًا بتعديل نصوص قوانين مكافحة الإرهاب في قطر، وتوصيف المنظمات الإرهابية داخل قطر، ولكن لم يعلن تفاصيل أخرى حول موقف الكيانات والقيادات الإرهابية على أرض قطر.

21 يوليو الماضي، شهد ذلك اليوم ظهور أمير قطر، في خطاب تليفزيوني، لأول مرة منذ بداية المقاطعة، معلنًا فيه استعداد بلاده لحوار مشروط لحل الأزمة الخليجية في خطابه الأول منذ اندلاع الأزمة.

كما بعث رسالة خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تتصل بآخر المستجدات على الساحة الدولية، ولا سيّما الأزمة الخليجية، في 19 أغسطس الماضي.

كانت برلين الوجهة الأولى لـ"تميم" منذ بداية الأزمة، حيث زار ألمانيا في 15 سبتمبر 2017، واستقبلته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ اندلاع الأزمة مع الدول الأربع المقاطعة، وتناولت المباحثات الأزمة الخليجية بين قطر ودول المقاطعة الأربع، وطالبت المستشارة بإجراء حوار مباشر بين الأطراف.

ومنها إلى نيويورك، حيث شارك في الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في 19 سبتمبر، وألقى خطابًا ادعى فيه أن الدول الأربع المقاطعة تخطط لإخضاع قطر لوصاية شاملة، وأنه لا توجد أية أدلة تثبت الاتهامات الموجهه للدوحة، وأن ما تسعى إليه بلاده هو حفظ السلام.

وباليوم التالي، عقد الأمير القطري قمة مع نظيره الأمريكي، في مقر الأمم المتحدة، حيث طالب دونالد ترامب نهاية سريعة للمواجهة الدبلوماسية والاقتصادية بين الدوحة وجيرانها الخليجيين، مضيفًا: "نحن الآن نعمل على حل مشكلة في الشرق الأوسط واعتقد أننا سنحلها"، واصفًا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالصديق القديم، وتابع "لدي شعور قوي أن الأزمة ستحل سريعًا جدًا"، من جانبه رحب أمير قطر بتدخل ترامب قائلاً: "كما قلت سيدي الرئيس لدينا مشكلة مع جيراننا وتدخلك سيساعد كثيرًا، وأنا واثق من أننا سنجد حلاً لهذه المشكلة".

وخلال جولته الآسيوية في إندونيسيا، في 18 أكتوبر الجاري، قال أمير قطر إن الدوحة مستعدة للحوار لحل أزمة المقاطعة العربية، مضيفًا: "قطر منفتحة للحوار وفق اتفاقيات تكون ملزمة لكل الأطراف واحترام سيادة الدول، فنحن منفتحين".


مواضيع متعلقة