الكثافة فى مصر مصيبة وفى دول أخرى «دجاجة بتبيض دهب»

كتب: رنا على

الكثافة فى مصر مصيبة وفى دول أخرى «دجاجة بتبيض دهب»

الكثافة فى مصر مصيبة وفى دول أخرى «دجاجة بتبيض دهب»

تعداد المصريين لعام 2017 يمثل «نقطة فى بحر» أمام دول أخرى عُرفت بكثافتها السكانية على مستوى العالم، وفى مقدمتها الصين، حيث تطبق سياسة «الطفل الواحد»، ورغم ذلك فإنها الأعلى عدداً وتقدماً فى آن واحد طبقاً لآخر الإحصائيات العالمية.

لم يشكل ارتفاع عدد السكان عائقاً لدى أكبر 10 دول كثافة وفقاً للإحصائيات العالمية التى نُشرت مؤخراً، ومنها الهند التى احتلت المرتبة الثانية بعد الصين بعدد سكان بلغ ملياراً و300 مليون نسمة، أى 19% من إجمالى سكان العالم، يليها الولايات المتحدة، وإندونيسيا، والبرازيل، وباكستان، وفى المرتبة العاشرة والأخيرة تأتى إثيوبيا فى قائمة الدول التى تعانى من كثافة سكانية.

قبل 30 عاماً كانت الصين واحدة من أفقر دول العالم، لكن بزيادة عدد «مواليدها» قفزت إلى المرتبة الثانية للدول الأعلى اقتصاداً بعد ألمانيا، ففى عام 2002 بات حجم الاقتصاد السنوى للصين 1.5 تريليون دولار، فيما كان الاقتصاد الألمانى يبلغ «تريليونَى» دولار، أما الآن فتفوقت بكين بحجم اقتصاد يبلغ 10 تريليونات مقابل 4 تريليونات فقط لبرلين، عن طريق إدراكها لإمكانيات شعبها الذى أنقذ نفسه بنفسه من «شبح الفقر» واستغل طاقته البشرية فى زيادة الإنتاج حتى باتت منتجات الصين تغزو كافة أسواق دول العالم والشرق الأوسط بل وباتت الأكثر مبيعاً أيضاً.

وتأتى الهند فى المرتبة الثانية من حيث الكثافة بمليار ومائتَى مليون نسمة، وبحسب تقرير التوقعات السكانية العالمية للأمم المتحدة عام 2015 فهى مرشحة لاحتلال المركز الأول بحلول عام 2022، ورغم ذلك فإنها هى الأخرى استفادت من الطاقة البشرية واستطاعت أن تغزو العالم بأكبر عدد من المتخصصين فى مجالات كثيرة، خاصة مجال تقنية المعلومات، والطب، حيث يبلغ عدد الهنود العاملين فى الخارج نحو 30 مليون فرد تقريباً.

«فشل فى فنون الإدارة.. وعدم الأخذ بتجارب الآخرين» تعليق مقتضب قاله الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية وأستاذ بعلوم الإدارة العامة الحاصل عليها من الجامعة الأمريكية، ليدلل على أسباب عدم قدرة الحكومة المصرية على أن تحذو حذو الدول العالمية فى التغلب على «التضخم السكانى»، مشيراً إلى الأزمة التى فجّرها مقترح الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى للاستعانة بسياسة «الطفل الواحد» كما فعلت الصين مؤخراً قبل أن العدول عن القرار ومنح رخصة لتحمل نفقات الطفل الثانى -على حد قوله- وهو «شعار المرحلة»، وذلك لانخفاض معدل الوفيات وارتفاع نسبة المواليد بخلاف بكين، وتابع: «لو حرصت مصر على تشييد المصانع وتشجيع الصناعات اليدوية عوضاً عن السعى وراء بناء المشاريع السكانية ساعتها يمكن نقدر نتغلب على كابوس الانفجار السكانى».


مواضيع متعلقة