قصر «شامبليون».. تاريخ تحول إلى «خرابة»

قصر «شامبليون».. تاريخ تحول إلى «خرابة»
طرازه الإيطالى وموقعة المتميز وشكله الفريد وألوانه المتماسكة، جميعها دواعٍ للوقوف وتأمل التحفة المعمارية الكامنة فى أحد شوارع وسط البلد، فقيمته التاريخية والمعمارية وحتى الجغرافية لا تليق بالمستوى الذى وصل إليه «قصر شامبليون» المقام فى شارع -مويار سابقا- شمبليون حاليا، على مساحة 445 مترا تقريبا.
القصر تبدو عليه علامات الحزن والانكسار. يطل على شوارع شمبليون الرئيسى والنبراوى وحسين باشا المعمار من الجهة الخلفية، أسواره المزخرفة المرتفعة مبنية من الحجر الجيرى، وتحيط به ورش ميكانيكا السيارات ومقاهٍ بلدية.. مكون من دورين مرتفعين أبوابه الخارجية متعددة حسب الأغراض، الباب الرئيسى تسده أكوام القمامة، والبوابات الفرعية مغلقة، ماعدا باب «الغفير» بشير - المسئول عن حراسته.
مهارة التصميم تظهر فى الداخل على «الفناء» الصغير الذى تطل عليه أجنحة القصر، قصر السكن فى الواجهة تملؤه الزخارف النباتية والتماثيل الرائعة، وعلى يمينه جناح الأمن والحراسة، أما فى الناحية الأخرى على يسار القصر جناح المطبخ، تعلوه مدخنة مرتفعة، ومن الخلف باب خاص بدخول فحم أفران الطهى.
العقار يحمل اسم العالم الفرنسى «جان فرانسوا شامبليون»، الذى فك رموز اللغة المصرية القديمة على حجر رشيد أيام الحملة الفرنسية على مصر.
توفى «شامبليون» عام 1832 وعمره 42 عاما، وشيد سعيد باشا حليم القصر فى 1896، والآن متنازع عليه بين وزارة الآثار وأحد رجال الأعمال، الذى قام بحيازته ووضع اليد عليه، حسب رواية عم عبده صالح حارس عقار مجاور للقصر: «ماحدش عارف إزاى خد القصر من الآثار والمحافظة وجاب حرس عليه».
يقول الرجل الستينى: القصر تم تأميمه بعد ثورة 1952، واستخدم معسكرا لقوة أساسية من الجيش المصرى فى الخمسينات، بعدها استغلته وزارة التربية والتعليم مقرا لمدرسة الناصرية الإعدادية سنوات طويلة، ثم انتقل لوزارة الثقافة: «ده كان مدرسة للبهوات والباشوات والخواجات».
يتذكر عبده: «كانت عربيات المطافى بتغسله من بره كل شهر، وليه سراديب تحت الأرض تطلعك فى ميدان التحرير، وسمعنا إنهم بيصوروا فيه أفلام».