خبراء: الوضع العراقي متأزم.. وتجميد استقلال كردستان لن يغير من المشهد

خبراء: الوضع العراقي متأزم.. وتجميد استقلال كردستان لن يغير من المشهد
اقترحت حكومة إقليم كردستان العراق، اليوم، تجميد نتائج الاستفتاء على انفصال الإقليم الذي جرى الشهر الماضي، ووقف إطلاق النار الفوري، والبدء بحوار مفتوح بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية.
وأضافت الحكومة في بيان لها، أن "القتال بين الطرفين لا يفرض انتصار أي طرف، ويقود البلد إلى دمار شامل وفي جميع جوانب الحياة".
وعلى جانب آخر أعرب المتحدث باسم فصائل الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، في تصريح لوكالة فرانس برس، عن رفض مبادرة أربيل، مؤكدًا أن طلب الحكومة المركزية واضح حول إلغاء الاستفتاء وليس تجميده حيث يعني هذا القرار الاعتراف الضمني به.
وقال السيد عبد الفتاح، رئيس المركز المصري للدراسات الكردية، إن الأيام الأخيرة شهدت تصاعد كبير في حدة الصراع بين الحكومة المركزية والإقليم، حيث تمسك الطرف الأول ببسط نفوذه على مناطق الصراع المتنازع عليها، وبدأت الاشتباكات المسلحة بين الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من جانب وقوات البشمركة على الجانب الآخر.
وأضاف عبد الفتاح لـ "الوطن" أن أربيل وجدت نفسها خاسرة في أي احتمالات لمواجهة عسكرية كبرى مع الجيش، مما دفعها للتراجع وإبداء مرونة أكبر بسحب قوات البشمركة، والدعوة للجوء للوسائل السلمية وتهدئة الوضع وفتح المجال للوساطة والحوار.
وأوضح أن تفسير بعض القيادات الكردية للمبادرة على أنها تهدئة مؤقتة ولا تعني التخلي عن مطلب الاستقلال، قابله الطرف الآخر بالرفض الكامل لهذه المحاولات.
وعن المشهد المتوقع في الفترة المقبلة، أشار "عبد الفتاح" إلى أنه يمكن أن تحدث خلخلة للوضع، إذا تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط بين طرفي الأزمة، خاصة بعد ترحيبها العلني بمبادرة أربيل.
واستطرد، أن هناك احتمال آخر يتمثل في مزيد من التأزم، مع دفع القوات العراقية بتعزيزات عسكرية إلى مناطق التماس مع الأكراد منها معبر "فيش خابور" الواقع تحت سيطرة مسعود بارزاني على الحدود التركية العراقية، وهو الأقرب للواقع.
وأكد أن زيارة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لتركيا مؤخرا، تأتي في إطار التنسيق للضغط على الأكراد عن طريق التضييق على المعابر الحدودية بين البلدين.
وعن مستقبل أكراد سوريا بعد المشهد العراقي، أوضح رئيس المركز المصري للدراسات الكردية، أن الوضع السوري يختلف عن العراق بشكل كبير حيث لا يتطلع الأكراد في سوريا إلى دولة كردية قومية مستقلة كما يريد أكراد العراق، بل يكتفون بحكم ذاتي ونظام فيدرالي، كما أنهم يشكلون حليف قوي لأمريكا والتحالف الدولي ضد داعش، على ضعف علاقات كردستان العراق الدولية، والتي ظهرت في الأزمة الأخيرة.
وفي السياق ذاته توقع أيمن سمير، خبير علاقات دولية، تأزم المشهد، بسبب إصرار الحكومة على الحوار تحت سقف الدستور ووحدة الدولة، مع عمليات الحشد الشعبي في كركوك للعودة إلى حدود 2014.
وقال "سمير" إن الإقليم معرض لصراعات داخلية بين مسعود بارزاني وخلفاء الزعيم الكردي جلال طالباني يشارك فيها حركة التغيير، وقد يؤدي ذلك إلى اشتعال الحرب الأهلية من جديد داخل الاقليم. وأشار خبير العلاقات الدولية إلى احتمالية توسع الاشتباكات بين البشمركة والحشد الشعبي والجيش العراقي، خاصة مع شعور الطرف الأول أن القوات العراقية كانت سببا في إجهاض حلم الاستقلال.