الصيادلة: الشركات المنتجة سبب الأزمة.. واحنا الحلقة الأضعف فى المنظومة

كتب: محمد سعيد

الصيادلة: الشركات المنتجة سبب الأزمة.. واحنا الحلقة الأضعف فى المنظومة

الصيادلة: الشركات المنتجة سبب الأزمة.. واحنا الحلقة الأضعف فى المنظومة

أعرب أصحاب الصيدليات عن غضبهم الشديد بسبب اتهام المرضى لهم بإخفاء كميات من حقن البنسلين للمعارف والأصدقاء، مؤكدين أن اختفاء البنسلين كان تدريجياً من خلال شركات توزيع الدواء، وليس لهم دخل فى تلك الأزمة، واتفقوا فى أن الصيدليات هى الحلقة الأضعف داخل منظومة الدواء، وأن البنسلين لن يتوافر قبل شهرين على الأقل.

الدكتور محمد مكاوى، صاحب صيدلية، يؤكد أن أزمة نقص الأدوية بشكل عام بدأت منذ شهر مايو 2016، سواء كان فى التسعير المفاجئ، أو من خلال اختفاء بعض المواد الفعالة نتيجة قلة العملة الصعبة التى سيتم من خلالها استيراد المادة الفعالة للأدوية، أو بعض الأفراد والجهات التى تتجه إلى المصنع مباشرة من أجل الحصول على كمية الإنتاج كاملة، وفى كل تلك الحالات لن تصل الأدوية إلى شركات التوزيع أو الصيدليات، مضيفاً: «المنظومة فيها خلل كبير، والصيدليات هى أضعف حلقة فى منظومة قطاع الدواء فى مصر، والصيدلى فى الآخر خالص الناس بترمى عليه التهم، زى مثلاً موضوع التسعير اللى كان غلطة وزير الصحة وماكنش السبب فيها الصيدلى بالعكس كانت مقصود إنهم يحطوا الصيدلى فى الموقف ده».

{long_qoute_1}

أما عن أزمة نقص البنسلين فيوضح «مكاوى» أن الأزمة بدأت منذ شهر رمضان الماضى تدريجياً من قبَل الموزعين، ويُسأل عن نقص البنسلين طويل المفعول الشركات المنتجة له لكى يعرف الجميع أين يذهب إنتاجها من البنسلين فى الفترة الأخيرة، ويرى «مكاوى» أنه يجب أن تشترك كل من نقابة الصيادلة والإدارة المركزية للصيادلة مع الرقابة الإدارية وجهاز حماية المستهلك من أجل مراقبة المصانع المنتجة لأدوية البنسلين، ومعرفة من حصل على إنتاجها بالأرقام والفواتير.

وعن السوق السوداء لبيع الدواء يقول «مكاوى»: «دلوقتى لو عايز حقنة لحد عزيز عليك بتدور عليها فى جروبات على برنامج الواتس أب، وبيبقى فيها تجار الأدوية اللى بيبيعوا فى السوق السودا، واللى عليك بس إنك تكتب على الجروب إنك محتاج علبة كذا، هتلاقى حد كلمك فى التليفون وبعتهالك مع حد، ومباحث الإنترنت على علم بيها ومفيش حاجة بتحصل»، مشيراً إلى أن حقنة البنسلين سعرها الأصلى 9 جنيهات، وتصل فى السوق السوداء إلى 60 جنيهاً، متابعاً: «المشكلة إن الشخص اللى عنده بنت عندها حمى روماتيزمية هيجيلها مرض فى القلب لو مخدتش الحقنة، وهيضطر يدفع 60 جنيه أو أكتر كمان عشان يحافظ على بنته لأنه معندوش اختيار تانى».

«يعنى أنا هيبقى عندى دوا فى الصيدلية ومش عاوز أبيعه، أمال مين اللى هيدفع مرتبات الناس اللى عندى دى، وكمان ماقدرش أبيع الدوا فى السوق السوداء وأعرض نفسى لإلغاء ترخيصى وأتحبس، وعندنا فى القانون مادة تجرم عدم بيع دوا موجود داخل الصيدلية، والقوانين صارمة جداً فى الموضوع ده سواء قانون مزاولة مهن الصيدلة أو حتى لائحة آداب المهنة»، هكذا علق «مكاوى» على اتهام المرضى للصيادلة بإخفاء الأدوية، مستكملاً حديثه قائلاً بنبرة غاضبة: «الناس مش بتشوف قدامها غير الصيدلى عشان تتهمه بكده وتحدفه بالطوب، لكن مش بتشوف قدامها المنتج والموزع ولا مفتش فاسد».

{long_qoute_2}

وعن أخبار ضخ وزارة الصحة لكميات كبيرة من البنسلين بالصيدليات، يقول «مكاوى»: «تصريحات وزير الصحة كلها كلام لكن مفيش للأسف أفعال خالص»، مشيراً إلى أن الوزير صرح منذ يومين بأن هناك 10 أصناف فقط من الأدوية ليست متوافرة فى السوق المصرية، لكن الحقيقة هناك نواقص فى الأدوية تتعدى الـ200 صنف.

واتفق معه الدكتور محمود فوزى، صاحب إحدى الصيدليات، موضحاً أن الأزمة بدأت منذ نحو 7 شهور وتحديداً شهر مارس الماضى بنقص تدريجى فى كمية حقن البنسلين التى تحصل عليها الصيدليات من قبَل الموزعين، ثم تفاقمت الأزمة باختفاء البنسلين تماماً مع بداية شهر يونيو الماضى، متابعاً: «مفيش حاجة فى مصر بتختفى مرة واحدة، لكن اختفاءه كان على مراحل»، مشيراً إلى أنه قبل تلك الفترة كان البنسلين متوافراً فى جميع الصيدليات الكبيرة والصغيرة بأسعار رخيصة، ولكن عقب أزمة اختفائه بكافة الصيدليات لم يحصل «فوزى» على أى كميات من حقن البنسلين. «عدم حصول مريض الحمى الروماتيزمية على حقن البنسلين لفترة تختلف من حالة مريض لآخر له خطورة على صمامات القلب»، حسبما أكد «فوزى»، مضيفاً: «الناس كلها كانت معتمدة على حقنة اسمها بنسيتارد وكان سعرها نحو 9 جنيهات».

{long_qoute_3}

وعن إخفاء أصحاب الصيدليات كميات من البنسلين للمعارف والأصدقاء، يقول «فوزى» بسخرية: «مفيش طبعاً الكلام ده، لأن معنى كده كل معارفى وحبايبى عندهم حمى روماتيزمية، أنا زباينى هما معارفى وأصحابى، ومصلحتى وهى الأهم فى إنى أبيع الدوا للزباين، ولو فضّلت حبايبى على زباينى المحل يقفل».

ويرى «فوزى» أن السبب فى تفاقم أزمة اختفاء البنسلين هى سلاسل الصيدليات الكبيرة لأنها تعرف أن هناك نقصاً فى دواء ما أو قلته فى السوق المصرية، فتقوم باحتكار الدواء، مثلما يحدث فى كل تسعيرة جديدة للأدوية، أما عن تردد أخبار ضخ وزارة الصحة لكميات كبيرة البنسلين فى الصيدليات، فيقول: «ماسمعتش عن الكلام ده خالص، وهيبقى من الصعب توفير حقن البنسلين قبل شهر يناير اللى جاى لأن فيه تسعيرة جديدة للدوا فى نهاية ديسمبر».


مواضيع متعلقة