محمد اليحيى بطل العالم في كمال الأجسام: "الدنيا كلها عرفتني وبلدي لأ"

كتب: كريم عثمان

محمد اليحيى بطل العالم في كمال الأجسام: "الدنيا كلها عرفتني وبلدي لأ"

محمد اليحيى بطل العالم في كمال الأجسام: "الدنيا كلها عرفتني وبلدي لأ"

بجسد ممشوق، وعضلات بارزة، وقف المصري محمد مجدي عبدالفتاح اليحيى أعلى منصة المركز الأول، على مسرح بطولة "مستر أولمبيا" في الهند، رافعًا رأسه فخرًا بنفسه وبلاده، تنساب من عينيه دموع الفرحة وقشعريرة تنتاب جسده، لسماع السلام الوطني، مسترجعًا شريط كامل من ذكريات طويلة استمرت لـ 10 أعوام سبقت ذلك التتويج، سنوات الحلم والأمل والجهد.

فتى نحيل، هذيل البنية، لا يقوى على حمل شئ، ومع ذلك حلم بأن يكون لاعب كمال أجسام، ولم يكن عمره يتخطى الـ13 عامًا، ما دفعه لأن يتجه إلى صالات الألعاب الرياضية ليبني جسده وعضلاته، وشغفه يقفز من عينيه أمام المدربين، قبل أن يتعرف على الكابتن أحمد خالد، الذي آمن به، لتبدأ رحلة في كمال الأجسام.

"أنا مولود في السعودية ولكن أصلي مصري" قالها محمد اليحيى، أو "أريبيان وولف" كما يطلق عليه، ساردًا قصة سفره إلى السعودية بعد أن كان مستقر في مصر، "اتولدت في السعودية، وبعدها جينا على مصر، واستقرينا في الإسكندرية، وبعدين رجعنا السعودية تاني عشان لقمة العيش".

حلم "اليحيى" بالمشاركة في بطولة العالم، بالحصول على كارت الاحتراف، وهو ما يسعى له منذ أن لامست أصابعه الحديد في الصغر، ولكن ضيق العيش عطله عن الالتحاق بها، خاصة أنه كان يدرس الهندسة الكيميائية، بجامعة في مدينة بعيدة عن أهله، والتأهيل للبطولات يحتاج لأموال وفيرة من تنظيم غذائي ومصاريف سفر وغيره. 

مجهود يذكر فيشكر، من عادل فهيم، رئيس اتحاد كمال الأجسام، الذي أشاد به البطل المصري، بدوره في تكريم الأبطال "كان بيحاوط علينا على قد ما يقدر، إنما الحديد في المملكة مالوش جهة مخصصة ترعاه، وبالتالي أما كان بيقع عليا ظلم وأتظلم مكنتش بعرف أخد حقي".

يروي البطل السكندري حصيلة بطولاته في المملكة العربية السعودية، "خدت ميداليات في التايكوندو، وحصلت على بطل المملكة العربية السعودية 3 مرات"، قبل أن يسافر إلى جنوب إفريقيا ليشارك في بطولة "أرنولد كلاسيك" العالمية 2017، في فئة "الكلاسيك بدي بيلدنج" و"بدي بيلدنج"، ويحصل على الميدالية الذهبية وبطل الأبطال لكل فئة منهما.

راحة سلبية أخذها "أريبيان وولف" بعد فوزه بذهبيتان، قبل أن يعود للتجهيز من جديد، للمشاركة في بطولة "مستر أولمبيا" في الهند، والتي بمثابة باب العبور لحلم حياته وهو كارت الاحتراف الذي يؤهله للالتحاق ببطولة العالم.

إرهاق ذهني ومجهود بدني وعمل متواصل وحرمان من الطعام، ضغوط كبيرة تحملها البطل المصري في فترة شهرين ونصف لتجهيز نفسه للالتحاق بـ"مستر أولمبيا"، "اعتمدت كليًا على نفسي، من أكل وشرب ومعيشة، كنت بستلف عشان اتمرن واجيب مكملات.. وربنا مضيعش تعبي".

نهاية سعيدة توجت المسيرة المرهقة لـ"اليحيى"، واستطاع أن يحقق حلمه بالحصول على جائزتين، الأولى هى الميدالية الذهبية لفئة "كلاسيك بدي بيلدنج" لطول 180 سنتيمتر، والثانية ذهبية بطل الأبطال لجميع الأطوال المشاركة "أخيرًا.. خدت كارت الاحتراف اللي كنت بحلم بيه، ليسير بخطوات ثابتة نحو هدفه في بطولة العالم.

"اللعبة في مصر انتشرت وبقت بتنافس كرة القدم" يتعجب البطل المصري من تجاهل الإعلام للعبة بشكل عام، ولبطولاته بشكل خاص، بعد أن أصبحت تلقى إعجاب ومتابعة كبيرة في الشارع المصري، ويكاد أعداد ممارسوها أن يتفوقوا على ممارسي كرة القدم، وتابع في حزن: "أنا عملت كل حاجة لمصر وجيبت ميداليات ذهبية ورفعت أسمها وعلمها ومحدش ذكر اسمي.. دول العالم والدنيا كلها عرفتني وبلدلى لسه متعرفنيش".


مواضيع متعلقة