نائب أمير «جرابلس»: الأسلحة تأتى من تركيا.. وجماعات فى أستراليا والنمسا جمعت الأموال لـ«التنظيم»
![ألمير ميرتوسكى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/21102613421508173644.jpg)
ألمير ميرتوسكى
فى منطقة «الرميلان»، التقينا ألمير ميرتوسكى، وهو شاب مقدونى يبلغ من العمر 22 عاماً، انضم إلى تنظيم «داعش» الإرهابى بينما كان يبلغ من العمر 19 عاماً فقط، وهو أيضاً جاء إلى سوريا عبر تركيا. بحسب «ألمير»، فإنه هو من سلم نفسه، إيماناً منه بأنه كان على خطأ وأن التنظيم كان إرهابياً وتكفيرياً وما يفعله لا يمت للإسلام بصلة.
بداية، لماذا أنت محتجز هنا؟
- سلمت نفسى بعد أن كنت عنصراً فى صفوف التنظيم فى مدينة «الرقة». وسلمت نفسى منذ 6 أشهر.
«ألمير» المقدونى المعتقل: «داعش» تنظيم إرهابى ارتكب جرائم فى سوريا والعراق وكل دول العالم
متى انضممت للتنظيم ولماذا؟
- فى 2014، وانضممت لأننى كنت أعتقد أن «داعش» يمثل الإسلام، ولكننى اكتشفت أن الحقيقة غير ذلك تماماً.
وكيف علمت عن «داعش»؟
- عن طريق الإنترنت.
- وماذا كانت مهامك كنائب لأمير جرابلس؟
- الإشراف على الإدارة من شرطة وحسبة وغيرها.
وبعد ذلك؟
- انسحب التنظيم من «جرابلس» فذهبت إلى مدينة الباب ثم إلى الرقة، وقضيت 4 أشهر فى مكتب المصابين بتنظيم «داعش». وبعدها سلمت نفسى لقوات سوريا الديمقراطية.
ولماذا سلمت نفسك؟
- لأننى اكتشفت أن «داعش» على غير حق وأن الإسلام ليس بهذا الشكل.
ومتى اكتشفت ذلك؟
- منذ 2015، وحاولت الهروب 4 مرات من التنظيم، ولكن أول مرة تعرضت لإطلاق نار من قبل الجيش التركى على الحدود خلال محاولة الهروب. وعدت إلى جرابلس وبعدها تواصلت مع الجيش الحر، إلى أن آلت الأمور حتى سلمت نفسى لقوات سوريا الديمقراطية.
لكن كيف وصلت إلى منصب قيادى كنائب لأمير «جرابلس» رغم محاولتك الهروب 4 مرات؟
- هم كانوا يثقون بى.. كانوا يثقون بالمهاجرين عامة.. ولم يعلموا أبداً أننى حاولت الهروب 4 مرات.
وما الذى جعلك تؤمن بأن «داعش» على باطل؟
- أننى رأيتهم يتاجرون بالسبايا والمخدرات، كما كانوا يقتلون المدنيين.
منذ متى وأنت مسلم؟
- وُلدت مسلماً.
وماذا شاهدت خلال 3 سنوات قضيتها مع «داعش»؟
- كان عناصر التنظيم يستخدمون المخدرات ويحرمونها على المدنيين، كما كانوا يتاجرون بالسبايا بينهم وبين بعضهم. كانت كل يوم تحدث عملية قتل فى الشوارع للمواطنين العاديين.
مقاتلو «داعش» يُكفرون بعضهم.. والتوانسة والشيشانيون الأكثر تشدداً.. وبعض المقاتلين تراجعوا عن أفكارهم واكتشفوا أنها ليست من الإسلام.. وأدمنت «الترامادول» فى صفوف التنظيم ولم يتم عقابى لأنى قيادى.. وتجارة المخدرات منتشرة فى مدن «الدولة الإسلامية».. عناصر التنظيم استغلوا السبايا من الإيزيديات لبيعهن فى الأسواق
ومن أى جنسيات كانت السبايا؟ وماذا كانت أسعارهم؟
- كن من الإيزيديات، وأسعارهن كانت تصل فى بعض الأحيان إلى 10 آلاف دولار. والمعيار فى السعر هو العمر والجمال وما إلى ذلك، والبيع كان يتم من خلال مجموعات على تطبيقات التواصل مثل «واتس آب» و«فايبر» و«تليجرام».
لكن ألم يكن هناك سوق للسبايا على الأرض فى المدن الواقعة تحت سيطرة التنظيم؟
- نعم، كان هناك بالطبع.
وهل اشتريت أنت سبايا؟
- لا.. لأننى اكتشفت حقيقة «داعش» وأن هذا ليس من الإسلام.
تحدثت عن المخدرات فى التنظيم.. كيف كان هذا؟
- كانوا يتاجرون فيها ويتعاطونها.. وكانت هناك أنواع مثل الترامادول والمورفين وغير ذلك.
وهل تعاطيت أنت المخدرات؟
- نعم.
لماذا؟
- كنت أستخدم المخدرات لمدة سنة تقريباً.. كنت أتعاطى الترامادول.. وكنت أتعاطاه لأنه يعطينى القوة ويجعلنى أنسى الحزن والخوف. وقد أدى هذا إلى الإدمان. ولكن لم أتعاطَ شيئاً آخر غير الترامادول، ولكن بعض العناصر الأخرى كانت تتعاطى أنواعاً أخرى. وكان هناك حشيش وسجائر وبعضهم كان يتعاطى الحشيش.
لكن كنتم تفرضون عقوبات على المواطنين ممن يتعاطى الحشيش؟
- صحيح.. إذا كان تاجر حشيش وتم ضبطه أكثر من 3 مرات يتم اعتباره «مفسداً فى الأرض» ويقتلونه.. وفى المرتين الأوليين يتم حبسه فقط.
وكيف شُفيت من الإدمان؟
- دخلت المشفى لمدة 10 أيام وأقلعت عن التعاطى.
لكن ماذا كان قرارهم بشأنك بعد أن علموا بإدمانك؟
- فقط دخول المشفى لمدة 10 أيام ليس أكثر. ولم يجرموا إدمانى ربما لأننى كنت قيادياً فى التنظيم.
وما الذنب الذى يؤدى لعقوبة القتل؟
- التجسس واعتبار الشخص مفسداً فى الأرض مثل تجار الحشيش والمخدرات، بالإضافة إلى العسكريين من النظام أو وحدات حماية الشعب أو غيرها.
هل حضرت عمليات قصاص؟
- نعم، حضرت الكثير، ولكننى لم أشارك فيها. وكانت تتم من خلال أخذ السجين إلى الشوارع الكبيرة فى المدن ويتم جمع المدنيين حوله، وتتم قراءة قرار المحكمة وبعدها يقطعون رأس السجين.
ولماذا كانت تتم بشكل علنى؟
- لإثارة الرعب والخوف فى قلوب الناس.
ولكن هل أنت قتلت وشاركت فى القتال؟
- شاركت فى المعارك.
لماذا؟
- فى بداية انضمامى فى حلب كانت هناك معارك بين النظام والتنظيم وشاركت فيها.
وما السبب فى انضمامك للتنظيم؟
- كنت أعتقد أن هذا سيكون نصرة للإسلام.
وهل هناك فتوى جعلتك تنضم للتنظيم؟
- هناك شيوخ كثيرون فى دول البلقان يحملون فكر «داعش» ويُفتون بفرض الجهاد.
ولماذا جئت إلى سوريا بدلاً من تطبيق الإسلام فى دولتك؟
- اعتقدت أننى بهذا الشكل أساعد المسلمين فى سوريا.
ما أكثر الجنسيات الموجودة فى «داعش»؟
- من تونس وفرنسا والسعودية وبلجيكا، وغيرها أيضاً.
ولماذا فى رأيك ينضم الأوروبيون إلى التنظيم؟
- لأنهم ظنوا أن هذا مساعدة ونصرة للإسلام والمسلمين، وهناك منهم من اكتشف الحقيقة بأن هذا ليس نصرة للإسلام.
كم كان عمرك حين انضممت للتنظيم؟
- 19 عاماً.
وهل تعلم أسرتك أين أنت؟
- نعم.. فى البداية لم يعرفوا وبعدها أخبرتهم بعد أن وصلت إلى هنا.
وكيف كان رد فعلهم؟
- طالبونى بالرجوع إلى بلادى ولكن كان الوقت قد فات.
هناك بعض المعلومات عن وجود فتيات شاركن فيما يسمى بـ«جهاد النكاح».. هل هذا صحيح وهل شاركت؟
- نعم، ولكنه يسمى فى عرفهم «زواجاً»، وأنا أسميه «جهاد نكاح» لأنهن بنات من أوروبا ودول عربية جئن حصراً إلى سوريا للزواج من عناصر «داعش».
وما أكثر البلدان التى تأتى منها الفتيات؟
- دول البلقان أكثر من غيرها.
كيف يتم الزواج؟
- يتم من خلال الوالى، فمثلاً والى الرقة أو والى حلب يكون هو وليها ويزوجها، ويأتى المقاتل إلى المضافة لرؤيتها النظرة الشرعية وبعدها يحدث الزواج.
وهل ستكرر تجربة الإنضمام لداعش؟
- لا.. أبداً.
وهل «داعش» تنظيم إرهابى؟
- نعم.
لماذا؟
- لأنه ارتكب جرائم فى سوريا والعراق وكل دول العالم.
وهل يكفرون بعضهم كما يقول البعض؟ - نعم، لأنهم جماعة تكفيرية ولديهم خلافات كبيرة بينهم، فمثلاً التوانسة ومواطنو أذربيجان أكثر تشدداً من غيرهم.
ومن أكثر الجنسيات تشدداً؟ ومن أكثرها لينا؟ ومن أشرس فى القتال؟
- التوانسة أكثرهم تشدداً.. والمغاربة أكثر ليناً.. والشيشانيون والروس أشرس فى القتال.
وهل علمت بعمليات نقل عدد كبير من عناصر التنظيم إلى ليبيا؟
- نعم.
وكيف كان يتم هذا؟
- فى 2016 سمعت أن عناصر التنظيم المهاجرين من الشيشان وأوروبا، توجهوا إلى ليبيا عن طريق تركيا. يتم نقلهم إلى تركيا ومن هناك إلى البحر ثم ليبيا.
وهل هناك أفراد ذهبوا إلى مصر؟
- لم أسمع عن ذلك.
ومن أين كان السلاح يأتيكم؟
- شاهدت دخول الأسلحة والأجهزة العسكرية من تركيا بشكل مباشر.
وهل كنت تعلم من ينقل هذا السلاح؟
- كل من رأيتهم مهربون ولكن أعتقد أن بينهم عناصر استخباراتية.
وهل هناك دول أخرى تساعد التنظيم؟
- لا أعرف غير تركيا.
ومن أين كانت تأتيكم الأموال؟
- كانت هناك جمعيات فى أوروبا تجمع الأموال وترسلها إلى التنظيم.
مثل من؟
- كانت هناك جمعية فى النمسا يرأسها الشيخ «أبوتيمة» ولا أعرف اسمه الحقيقى.. يجمع الأموال ويرسلها إلينا. وهناك أيضاً جماعة «الفرقان» فى أستراليا كانت ترسل إلينا الأموال.
وهل كان هناك عرب يرسلون الأموال إليكم؟
- نعم، من السعودية والإمارات، ولم أعرف إذا كانت هناك أموال تأتى من قطر أم لا.