"الحازميون" تنظيم إرهابي جديد يولد من رحم "داعش"

كتب: لطفي سالمان

"الحازميون" تنظيم إرهابي جديد يولد من رحم "داعش"

"الحازميون" تنظيم إرهابي جديد يولد من رحم "داعش"

يولد في الوقت الحالي، من رحم تنظيم داعش، تنظيم جديد أكثر خطورة وأشد غلوا في التكفير من تنظيم داعش نفسه، فهو يكفر أبوبكر البغدادي وأيمن الظواهري وأبومصعب السوري وعطية الليبي وغيرهم من مشايخ السلفية الجهادية، ممن اشتهروا بالتكفير.

وتُعرف هذه الجماعة أو تنظيم باسم "الحازميون"، نسبة إلى السعودي أحمد بن عمر الحازمي، الذي اعتقلته السلطات السعودية في أبريل عام 2015.

وتتلمذ على يده الآلاف ممن انضموا لداعش بعد ثورات الربيع العربي، بعدما زار عدد من الدول العربية والإسلامية من بينها مصر وتونس وإعطاء دورات شرعية حول تكفير الحكام والمجتمعات.

وظهر تيار "الحازميون" داخل داعش، منتصف عام 2014، نتيجة للصراع بين قياداته وقيادات تنظيم داعش، الذين رفضوا تكفير عدد من قيادات تنظيم القاعدة مثل أيمن الظواهري، ما دفع قيادات "الحازميون" لتكفير قيادات داعش، الأمر الذي أدى في النهاية لاعتقال عناصر التيار الجديد مثل أبو عمر الكويتي وإعدام التونسي أبوجعفر الخطاب وآخرين.

وكتب أحد أنصار التيار الحازمي بيانا في سبتمبر 2014، وقعه باسم "مصلحة التوحيد" وعنونه: "مناصرة الإخوة المأسورين في دولة الجهمية الكافرين"، في إشارة لـ"داعش" بعد أسر شيوخ هذا الفكر المذكورين واصفا "داعش" بدولة "الكفار الملاعين"، قائلاً: "تجاوزت دولة البغي والتجهم مرحلة البيانات الكاذبة، إلى التحرك الميداني باختطاف المؤمنين من منازلهم، والزج بهم في غياهب السجون، لأجل تكفير المشركين، وصاحب ذلك ترويع نسائهم، وانعدام الأمن والأمان الذي كان يَحلم به كلُ موحد في ظل دولة البغدادي، وفعلوا كما يفعل الطواغيت المعاصرون تماماً".

ويشهد تنظيم داعش من الداخل في الوقت الحالي، خلافات بين "الحازميون" و"تيار تركي البنعلي"، المفتي العام السابق للتنظيم والذي قتل خلال العام الجاري، ما أعطى الفرصة لقيادات "الحازميون" للسيطرة أكثر على التنظيم، الأمر الذي دفع أبوبكر البغدادي لعزل جميع العناصر التي تمثل اللجنة المفوضية (أعلى لجنة في داعش) التابعة للتيار "الحازمي"، مثل أبو إسحاق العراقي، وأبوحفص الجزراوي، وأبو مرام الجزائري، وعبدالناصر العراقي، والأخير هو أمير تلك اللجنة، ومعروف عنه قتل عناصر التنظيم المختلفين معه.

وأصدر بعدها عدد من عناصر تنظيم "داعش"، بيانا أعلنت فيه تأييدها للتيار الحازمي، الأكثر تشددا، تحت عنوان "اللجنة المفوضية وإعلام الخلافة يمثلني"، معلنين تمسكهم بتكفير جميع من يخالف قيادتهم وأفكارهم، وما ذهبوا إليه في التأصيل الشرعي للمخالفين معهم على المستوى الفكري والتنظيمي.

وغالبية تيار "الحازميون" من البحرين وليبيا وتونس ومصر، وهم وأشد تطرفا وغلوا، لدرجة أن بعضهم كفر أبوبكر البغدادي، لأنه لم يكفر أيمن الظواهري، وأن عقيدة التكفير بالتسلسل ظاهرة لديهم فالذي لم يكفر الكافر فهو كافر.

وصدر تعميم لتنظيم "داعش" عن أفكار الفرقة "الحازمية"، واعتبرها المنهج الرسمي، يشير إلى عدة دلالات هامة في تحركات التنظيم خلال هذه المرحلة التي يشعر فيها بالهزيمة والتراجع، أولها، إعلان سيطرة هذه الفرقة على التنظيم بشكل عام، وإحكام قبضتها عليه، وثانيها، تنصيب من يخلف البغدادي، من هذه الفئة في زعامة التنظيم عقب الشائعات التي تقول بمقتل البغدادي.

وفي ظل الهزائم الحالية لتنظيم داعش في سوريا والعراق، اضطرت اللجنة المفوضية التابعة لتنظيم "داعش"، لتعميم منشور داخلي على عناصرها، اعتمدت فيه أفكار ومبادئ تيار "الحازمية".

 

 

 


مواضيع متعلقة