الفيلم الفلسطيني "واجب".. ينافس على جوائز "لندن" ومرشح لـ"أوسكار"

كتب: دينا عبدالخالق

الفيلم الفلسطيني "واجب".. ينافس على جوائز "لندن" ومرشح لـ"أوسكار"

الفيلم الفلسطيني "واجب".. ينافس على جوائز "لندن" ومرشح لـ"أوسكار"

رغم الاحتلال والظروف الصعبة التي يحيى فيها الفلسطينيون، لم ينضب إبداعهم، واستمروا في تأكيد قوتهم وقدرتهم على خوض المجالات المختلفة والتميز بها، بخاصة صناعة السينما، وحظيت أعمالهم بإعجاب الكثيرين، كان آخرها فيلم "واجب" للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والتصوير للفرنسي أنطون إيبرليه.

"واجب" سيكون الفيلم العربي الوحيد، الذي ينافس على جائزة مسابقة مهرجان لندن السينمائي في دورته الـ61 هذا الأسبوع، إضافة إلى أنه مرشح لتمثيل فلسطين في جوائز "أوسكار" 2018، بحسب وزارة الثقافة الفلسطينية، وعُرض للمرة الأولى في المسابقة الدولية بالدورة الـ70 من مهرجان لوكارنو السينمائي، في الفترة من 2 وحتى 12 أغسطس الماضي، وفاز أيضا بجائزة دبي السينمائية.

تقدم مخرجة "واجب"، صورة بانورامية عن الحياة الفلسطينية بشتى أطيافها ومنظوراتها، التي تتدرج فيه بين قطبي المثالية والبراجماتية، وتحديدا في منطقة الناصرة، حيث يتصادم به ثنائيتان أساسيتان هما "الداخل والخارج، والمثالية والبراغماتية"، اللتان تتجسدان في لقاء الابن الفلسطيني المغترب مع والده الذي يعيش في مدينة الناصرة، التي تضم أحد أكبر تجمعات عرب 48 في شمال إسرائيل، بحسب موقع "بي بي سي".

وتابع الموقع في تقريره، أن تلك التصادمات الإشكالية تترك من دون تقديم خلاصات أو حلول محددة، موضحا أن ما تعني به مخرجة العمل هو الحياة ولا شيء سواها، الحياة التي تصبح مجرد إدامتها في واقع اختلال واستلاب منجزا بحد ذاته.

وتتناول جاسر، في عملها الثالث بين أفلامها الروائية، حياة الفلسطينيين في الناصرة، عبر رحلة في سيارة قديمة من طراز فولفو، تجمع شادي (الممثل صالح بكري) ووالده أبوشادي (الممثل محمد بكري)، وهما في الواقع ايضا أب وابنه، وتبدأ مع عودة الابن من إيطاليا، حيث يعمل مهندسا معماريا، إلى مدينته لحضور حفل زفاف شقيقته، ومساعدة والده في تحضيرات العرس، ويصر الأب ضمن مفهوم الواجب بالتقليد الاجتماعي، على تسليم بطاقات الدعوة لحفل الزفاف إلى كل الأصدقاء والأقارب بنفسه مع ابنه، الأمر الذي يقودهما في رحلة طويلة للوصول إلى منازل الأصدقاء.

وعبر الحوارات بين الأب والابن في الطريق، تظهر الخلافات بين وجهتي نظرهما وطباعهما، كما يتكشف ماضي عائلتهما نفسه، فضلا عن صورة الحياة اليومية في الناصرة، مع زياراتهما لأسر مختلفة وطوافهما في شوارعها، فتتضح معالم شخصية أبوشادي، المعلم الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع، ويضطر أحيانا إلى الكذب لمجرد إرضائهم، أو موافقة آرائهم، وفي ذلك أقصى البراجماتية، مقابل مثالية الابن وصدقه وآرائه الأرثوذكسية، كما تكفل بتربية أولاده ورعايتهم، بعد هجرة زوجته له، ويتعامل مع إدامة الحياة على أنها واجبه الوحيد.

وتتوالى المواقف التي تتكشف فيها الاختلافات بين الأب وابنه، لكنها تصل إلى ذروتها عندما يأخذه الأب إلى مستوطنة إسرائيلية مجاورة لدعوة شخص يعمل في منصب حكومي بوزارة التعليم الإسرائيلية، يصفه الأب بأنه صديقه ويساعده، بينما يراه الابن عميلا للأمن الاسرائيلي وسبق وتسبب في اعتقاله قبل سفره.

يرفض الابن الذهاب مع والده ويتهمه بأنه يتواطء معه للحصول على منصب إدارة المدرسة، ويذهب الأب منفردا بعد أن يتركه ابنه، وفي غمرة ارتباكه يدهس كلبا خرج من أحد بيوت المستوطنة ويهرب، كما يختلفا معا بشأن الفتاة التي يعيش ابنه معها في ايطاليا، وهي ابنة أحد القياديين في منظمة التحرير الفلسطينية، والذي يتهمه الأب بالبعد عن الواقع والعيش مرفها في الخارج.

ولا تحل المخرجة أيا من التصادمات التي طرحتها، بل تتركها أمام مشاهدها، فما يهمها استمرار الحياة نفسها التي تحتفي بها صور فيلمها بمحبة ولمسة شاعرية واضحة.

وأكد "بي بي سي"، أن المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، نجحت في هذا الفيلم أن تثبت أقدامها كواحدة من المخرجات المُجيدات القلائل في السينما العربية، بعد أن لفتت الأنظار إليها في فيلميها السابقين "ملح هذا البحر" 2008، و"لما شفتك" 2012 ، فضلا عن أفلامها القصيرة ومن أشهرها "كأننا عشرون مستحيلا".

 


مواضيع متعلقة