محمد صلاح
- أحمد حجازى
- أفضل لاعب
- الأخلاق والقيم
- العمل الجماعى
- القارة السمراء
- اللحظات الأخيرة
- المنتخب المصرى
- حلم المصريين
- ضربة الجزاء
- عشرات الآلاف
- أحمد حجازى
- أفضل لاعب
- الأخلاق والقيم
- العمل الجماعى
- القارة السمراء
- اللحظات الأخيرة
- المنتخب المصرى
- حلم المصريين
- ضربة الجزاء
- عشرات الآلاف
انتظرت حتى تهدأ الأفراح والليالى الملاح والاحتفالات الهيستيرية بوصولنا نهائيات كأس العالم، وهى حق مشروع لشعب لا يعشق اللعبة الشعبية الأولى فى العالم فقط وإنما شعب يرى كيف ابتعد عن البطولة الأثيرة لدى العالم مرات عدة فى توقيتات ظالمة، كادت أن تتكرر لولا درس اللحظات الأخيرة.
محمد صلاح عندى ليس الشخص الذى سجل هدفَى العبور إلى المونديال، وليس المهاجم الهداف الذى يتميز بالقدرة على اقتناص الفرص كما الصياد البارع، وليس اللاعب الأبرز الآن فى القارة السمراء والمؤهل للفوز بكأس أفضل لاعب فى أفريقيا.
الرجل ليس كل هؤلاء، وما قدمه فى المباراة وغيرها من المنافسات مع المنتخب المصرى أو مع أنديته فى مسيرته الاحترافية يؤكد أنه إنسان يعرف جيداً معنى العمل ودوره بين زملائه وينفذ مهامه كما ينبغى، ويحرص دوماً على أن يكون مستعداً.
هذا هو مربط الفرس، فنحن كالمعتاد رفعنا الشاب الخلوق المتواضع إلى مستوى «الآلهة» ونتحدث عنه كحالة شخصية قادت المنتخب للتأهل، وأحلنا الأمر، كما حالنا دائماً، إلى ظاهرة «الفردية» والنجم الأوحد والأسطورة، ولم لا ونحن دوماً أسرى نظرية الفرد، البطل الفرد، والزعيم الفرد، والقائد الفرد، ونجاح الفرد، وتفوق الفرد؟!
محمد صلاح ليس «إلهاً» أو «أسطورة إلهية» حتى ينقلب الأمر مرة أخرى إلى تمجيد شخص وإلباسه ثوب الفرعون، ونمارس عادتنا الكريهة فى صناعة الفراعنة باستبدادهم وسطوتهم وغرورهم ونزوعهم للأنانية والفردية ونواصل مسيرة إنكار ثقافة الجماعة والعمل الجماعى.
مدة أقل من 60 ثانية، وربما لا تجاوز نصف دقيقة من عمر المباراة، جاءت تعبيراً عن حلم نعيشه جميعاً فى معانى الأخلاق والقيم والجماعية، لحظات قليلة جداً قدم لنا صلاح فيها حالة كانت أبلغ درس يجب استخلاصه والتركيز عليه باعتباره نموذجاً عملياً لإعلاء قيم العمل والجماعية والإتقان والإخلاص المهدرة.
من اليأس والانهيار إلى امتلاك قوة الأمل والرغبة فى النصر واستنهاض همم زملائه للعودة واستعادة الفوز التائه واستثارة حماس عشرات الآلاف المحيطين بميدان التنافس بالصراخ والتوجيه والدعوة للمشاركة وقيادة تنفيذ كل هذه المعانى بالفعل.. فماذا حدث فى أربع دقائق؟
هجوم كاسح لكل عناصر فريق العمل، إتقان مذهل من كل شخص لمهمته، الكرة ترجع من منطقة مرمى المنافس لترتد عليها مرة أخرى، ضغوط من كل جانب تعكس الرغبة فى تخطى النكسة، لاعب «الوسط» الننى يندفع لاستخلاص الكرة، لاعب الدفاع المتأخر أحمد حجازى يشارك بالهجوم موجهاً الكرة للأمام، لولا لاعب الوسط المهاجم تريزيجيه واشتباكه برجولة مع المنافس ما حصلنا على ضربة الجزاء، وما تقدم صلاح ليسجل حلم المصريين.
هذه الحالة منظومة عمل وثقافة الجماعة وروح الأداء المخلص، صلاح فرد ضمن منظومة، ما شاهدناه ليس حالة فردية لنجم الفراعنة وإنما حالة ترجمت الثقافة الغائبة عن مجتمعنا منذ عهود بسبب نزوعنا للفردية والشخصنة وفقداننا الثقة فى قيم الجماعية جرّاء ما نعايشه من مظاهر سلبية فلم ننتبه إلا لمن سدد وسجل.
لا تصنعوا من محمد صلاح فرعوناً وإنما قدموه وزملاءه للرأى العام نموذجاً للقيم الغائبة المطلوب استعادتها.