مصرع طالب سقط عليه «لوح خشبي» من عمارة تحت الإنشاء بالمنوفية

10:33 ص | الجمعة 13 أكتوبر 2017

عمال يسارعون الوقت لإنجاز المهام المطلوبة منهم حتى لا يغضب المقاول ويقرر الخصم من أجورهم إذا ما تأخر إنشاء الدور السادس بأحد العمارات السكنية أمام الإدارة الزراعية بمدينة منوف بدون احتياطات أمن تحمى أرواح العاملين فوق المبنى أو المارة أسفله، ليسقط "لوح خشبي" في الشارع ويتم تكليف أحد العمال بالنزول لجلبة مجدداً لاستكمال العمل الذي تعطل لدقائق، ليكتشف أن القطعة الخشبية التي سقطت أسفل العمارة، حصدت حياة شاب انتهت خلال 12 ساعة من الحادث، والعشرات من المارة يلتفون حوله في محاولات بائسة، ويصعد العامل مجددا إلى العمارة لينجز مهامه حتى لا تتأثر يوميته.

لم يكن يعلم الشاب العشريني علي الحسيني أنه سيفقد حياته بهذه السهولة، بعد أن جاء طالباً للعلم من مسقط رأسه بالمنصورة بمحافظة الدقهلية إلى مدينة منوف ليلتحق بكلية الهندسة الإلكترونية ليقضي نحبه في السنة الدراسية الثانية له.

وطبقا لرواية أصدقائه أنهى "علي" محاضراته بالكلية وخرج مع أصدقائه وفوجئوا بلوح خشبي يسقط عليه من الدور السادس ببرج تحت الإنشاء بالمدينة بجوار الإدارة الزراعية أصابه بكسر في الجمجمة ونزيف في المخ وكسر في العمود الفقري، وفقا لما أكّده الأطباء داخل مستشفى منوف العام.

وأكد عمر سمارة، الرواية السابقة، مضيفاً أن صديقه لقي حتفه خلال 12 ساعة من النزيف الداخلي وتم عمل محضر ضد صاحب البرج ولكنهم فوجئوا أن العمل، لا يزال قائماً في البرج دون أي اتخاذ أي إجراء قانوني.

وأضاف سمارة، أنهم اتصلوا بأهله بمدينة المنصورة، الذين أتوا بعد 4 ساعات مرت عليهم كالدهر، فالشاب كان يعتبر وحيد أمه، وله شقيق أكبر لكنه خارج البلاد، ووالده متوفى، لذا كان الخبر موحشاً لأسرته بأكملها، وظلوا ملازمين له حتى انتهى أجله بالمنوفية، وحملوا جثمانه وعادوا.

وطالب بضرورة الحصول علي حق صديقه ووقف العمل بالبرج وخاصة أنها ليست المرة الأولي ولا توجد وسيلة أمان لحماية المواطنين.

ومن جانبه، أكد عبد الحميد أبو العزم رئيس مجلس مدينة منوف أنه لم يخطر بالواقعة أو اتخاذ أية إجراءات تخص الإنشاءات بالمبنى، مضيفاً أنه فحص المشكلة وتراخيص المبنى لاتخاذ الإجراءات ضد مالك المبنى والمقاول.

فيما أصدر اتحاد طلاب كلية الهندسة، بياناً، أدانوا فيه الإهمال الذي تسبب في قتل زميلهم علىي الحسيني، وأكدوا في بيانهم الذي تم نشره على صفحتهم الرسمية أن زميلهم تعرض إلى ثلاث جرائهم أولها سقوط قطعة خشبية فوق رأسه أصابته بنزيف وكسر بالجمجمة وإصابته بشلل نصفي وتم نقله إلى مستشفى منوف العام وأضافوا أن الجريمة الثانية هي أن المتسشفيات الخاصة التي لجأو إليها رفضت استقباله لعد توافر إمكانيات إسعافه إلى أن تم نقله إلى المسشفى العام التي كانت أيضا تعاني من نقص في الإمكانيات وظل "علي" ينزف حتى وافته المنية فجر اليوم التالي "الأربعاء" وأضاف البيان أن الجريمة الثالثة تمثلت في استمرار عملية البناء في المبنى بدون وجود أية حواجز أو منظومة أمان تحمي المارة رغم الحادث وكأن شيئا لم يكن رغم البلاغ المقدم من زملائه وكذلك بلاغ آخر من أسرته.