"الأعلى للشؤون الإسلامية" يعقد ندوة عن "مخاطر زواج القاصرات"

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

"الأعلى للشؤون الإسلامية" يعقد ندوة عن "مخاطر زواج القاصرات"

"الأعلى للشؤون الإسلامية" يعقد ندوة عن "مخاطر زواج القاصرات"

عقد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية اليوم أولى ندوات الموسم الثقافي للمجلس تحت عنوان "مخاطر زواج القاصرات" وحاضر فيها الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، والدكتور عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والدكتورة مها عقل، عميد كلية طب البنات جامعة الأزهر سابقا ومدير مستشفى الدعاة.

وأدار الندوة الدكتور أحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ولفيف من السادة الدعاة والإعلاميين، وفي بداية الندوة رحب الدكتور أحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالسادة الحضور، مشيرا إلى أن الزواج من آيات الله وسنة الأنبياء والمرسلين وأن الإسلام اهتم بتكوين الأسرة في الإسلام ووضع لها الأسس والضوابط التي تقوي هذا البنيان حتى تخرج أجيالا صالحة نافعة لدينها ومجتمعها، مبينا أن زواج القاصرات من الموضوعات ذات الجوانب المتعددة، وهذا من بين اهتمامات وزارة الأوقاف وركائزها الدعوية في سبيل حفظ السلم.

وفي كلمتها أكدت الدكتورة مها عقل عميد كلية طب البنات جامعة الأزهرسابقا ومدير مستشفى الدعاة، على خطورة زواج القاصرات على بناء الفرد والمجتمع، مبينة أن خطورته تتمثل في سلب البنت القاصر حق الاختيار لزوجها وفقدان المودة والمحبة بين الزوجين وتمزيق أواصر الأسرة وإخراج أجيال غير صالحة للمجتمع وغير مواكبة للتطور العلمي والتكنولوجي.

وأشارت إلى أن زواج القاصرات له أضراره الصحية الكامنة اضطرابات الهرمونات كنتيجة سلبية للزواج المبكر التي تؤدي إلى سرطان الثدي في فترة الحمل كما يعرضها للنزيف أثناء الحمل، كما يفقد القاصر حق الأمومة، فالشعور العاطفي والأمومة لم تكتمل لديها، كما أنه يحرمها من أن تعيش مرحلة الطفولة كاملة مما يدفعها إلى إساءة معاملة طفلها في حين أنه أمل أمته، كما أنه يؤدي إلى حرمان الفتاة من التعليم فلو حرمت من العلم لن تستطيع مواجهة مخاطر الحياة، كما أن الزوج يضار أيضا بفتاة في عُمر ابنته حيث يوجد تفاوت في المراحل العمرية بين الزوج والزوجة مما يسبب العديد من الأمراض النفسية والعصبية والبدنية التي تهدد أمن المجتمع وسلمة.

وأشار الدكتور نبيل السمالوطي إلى أن الإسلام وضع الضوابط العقلية للزواج، فلابد للزوجين من حق الاختيار، والتوعية بمفهوم الأسرة حيث أنها المؤسسة الأولى التي يبنى عليها المجتمع، وينمى من خلالها الانتماء الوطني والنهضة المجتمعية والعلمية.

وأكد أن الفقر والجهل وانعدام الضمير سبب في انتشار تلك الظاهرة، داعيًا إلى سن التشريعات التي تحرم وتجرم زواج القاصرات مع أهمية تدريس مادة التربية الأسرية في مراحل التعليم المختلفة وتوعية الطلاب بخطورة تلك الظاهرة وغيرها من الظواهر التي تهدد المجتمع مع بث الوازع الديني في أنفس الطلاب.

وأكد الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية على أنه لا بديل لتحريم زواج القاصرات، فهو يتنافى مع البنيان القويم للأسرة في الإسلام واستخلاف الإنسان في الأرض، فإذا كان الزواج فيه إشباع للغرائز الإنسانية والميل الفطري بين الرجل والمرأة فزواج القاصرات ينافي ذلك بل يمزق أواصر المودة والرحمة بين الزوج والزوجة، كما أنه ينافي الإيجاب والقبول كركن وشرط من أركان وشروط صحة النكاح، كما يؤذن بانتفاء الولاية في النكاح، ويؤدي إلى العضل الذي نهى عنه الإسلام، فإذا انحرف الولي في استخدام حقه سقطت الولاية وانتقلت إلى غيره، فإن لم يوجد من يليه وفقا لترتيب العصبات تنتقل إلى السلطان بما له من تشريع وسن القوانين، فزواج القاصرات حرام وهو الوأد المعاصر للفتاة ويجعل منها سلعة تباع وتشترى.

 ومن ناحيته أشار الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى أن ظاهرة زواج القاصرات ترتبط ارتباطا وثيقا بعدم الوعي المجتمعي بخطورتها، مما يشكل معول هدم للأسرة التي هى نواة المجتمع، مبينًا ضرورة التوعية الدينية والمجتمعية لخطورة تلك الظاهرة، فزواج القاصرات إساءة للشرع والقانون، مما تسبب في انتشار الطلاق السريع وزيادة عدد أطفال الشوارع وارتفاع نسبة الإدمان بين الشباب.


مواضيع متعلقة