هل تؤثر أزمة "التأشيرات" على التعاون بين واشنطن وأنقرة؟

كتب: محمد أسامة

هل تؤثر أزمة "التأشيرات" على التعاون بين واشنطن وأنقرة؟

هل تؤثر أزمة "التأشيرات" على التعاون بين واشنطن وأنقرة؟

تصاعدت حدة التوتر بين الجانب التركي والأمريكي، وذلك على خلفية اعتقال أنقرة لموظف في القنصلية الأمريكية في إسطنبول بسبب اتهامه بالتجسس.

وقبل أيام صدر حكم قضائي تركي بحبس "متين طوبوز" الموظف في القنصلية الأمريكية العامة في إسطنبول، بتهم مختلفة بينها التجسس، وفقا لوكالة الأناضول، التي نقلت عن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قوله إن هناك "أدلة خطيرة" ضد موظف القنصلية الأمريكية.

وترصد "الوطن" عدة نقاط تلخص القصة الكاملة للأزمة بين الدولتين:

1- تعليق أمريكي لإصدار التأشيرات

أعلنت السفارة الأمريكية في أنقرة عن تعليقها "بأثر فوري" لكل خدمات التأشيرات لغير المهاجرين في تركيا من أجل "إعادة تقييم التزام الحكومة التركية تجاه منشآت وأفراد البعثة (الدبلوماسية) الأمريكية".

كما انتقد البيان الأمريكي أيضا "تسريبات من مصادر في الحكومة التركية يبدو أنها تهدف إلى محاكمة الموظف في وسائل الإعلام بدلا من محكمة قانون".

وتسببت تلك الخطوة في تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل بين الدولتين العضوتين في حلف شمال الأطلسي "ناتو".

2- رد تركي على القرار الأمريكي

ردت تركيا، في نفس اليوم بعد ساعات، على إدارة ترامب وعلقت هي الأخرى إصدار التأشيرات لغير المهاجرين من بعثتها الدبلوماسية في الولايات المتحدة.

وقالت أنقرة في بيان اليوم الأحد، نشرته وكالة "سي إن إن ترك"، إن "الأحداث الحالية أجبرت الحكومة التركية على إعادة تقييم التزام الحكومة الأمريكية بأمن مرافق البعثة التركية وأفرادها".

وأضافت أنها أوقفت على الفور إصدار كل التأشيرات لغير المهاجرين من منشآتها الدبلوماسية في الولايات المتحدة.

وقالت إن هذا الإجراء ينطبق على التأشيرات الموجودة في جوازات السفر والتأشيرات الإلكترونية والتأشيرات التي يأخذها المسافر على الحدود التركية.

3- استدعاء المستشار الأمريكي في تركيا

استدعت وزارة الخارجية التركية، مستشار السفارة الأمريكية في أنقرة، فيليب كوسنت، وأبلغته تطلعها لتراجع واشنطن عن قرارها الخاص بتعليق منح التأشيرات في تركيا.

وأوضحت مصادر دبلوماسية في الخارجية التركية، أنّه تم استدعاء المستشار لا السفير الأمريكي، جون باس، لأن الأخير متواجد خارج أنقرة.

وأضافت المصادر أنّ مسؤولي الخارجية التركية أبلغوا كونست تطلعات تركيا لتراجع واشنطن عن هذا القرار الذي سيتسبب في تصعيد لا لزوم له.

4- مطالبة بإقالة السفير

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إنه يجب على الولايات المتحدة إقالة سفيرها في أنقرة إذا كان اتخذ قرار تعليق خدمات التأشيرة في تركيا مضيفا أنه لا يعتبره ممثلا للحكومة الأمريكية. وأعلن الرئيس التركي ان القادة الاتراك سيقاطعون الاجتماعات مع السفير الاميركي في انقرة فيما تشهد العلاقات بين البلدين توترا شديدا.

وأضاف أردوغان، أن الحكومة التركية لن تستقبل السفير الأمريكي جون باس في جولته الوداعية قبل مغادرته أنقرة في الأيام المقبلة حيث عين سفيرا في كابول.

من جانبه، استبعد الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية، أن تؤثر أزمة التأشيرات بين الدولتين على العلاقات بين البلدين، حيث إن هناك مصالح كبيرة بينهما، مضيفًا أن البلدان عضوين في الناتو، ويكافحان معًا الإرهاب.

وأوضح "حسين" لـ"الوطن"، أن تركيا تحتاج لأمريكا للضغط على الاتحاد الأوروبي لقبول عضويتها بعد عقود من طلب الالتحاق، وأمريكا تحتاج تركيا في مواجهة الإرهاب، مضيفًا أن الجانبين يعلمان أن الأزمة لن تصل إلى شئ وستُحل قريبًا.


مواضيع متعلقة